
فقد سلّم الفنّان فضل شاكر نفسه إلى الجيش اللبناني عند مدخل مخيّم عين الحلوة.
ووفق المعلومات، فإنّ شاكر أبلغ الجيش اللبناني برغبته في تسليم نفسه، وبناءً على ذلك أجرى الجيشُ كافّة الترتيبات اللازمة لإتمام عملية التسليم عند مدخل المخيّم. وتسلّمت قوّةٌ من استخبارات الجيش اللبناني الفنّان شاكر داخل مخيّم عين الحلوة بعد موافقته رسميًا على تسليم نفسه للسلطات اللبنانية.
وقد نسّق مسؤولون في وزارة الدفاع، عبر وسطاء، عمليةَ تسلّم فضل شاكر من المخيّم، حيث حضر موكبٌ خاصّ لنقله من حاجز الحسبة عند مدخل عين الحلوة إلى اليرزة.
وعلمت "المدن" أن جهات خارجية دخلت على خط العمل على إطلاق سراح فضل شاكر. واتصالات حصلت مع المسؤولين، للعمل على توفير مخرج قضائي لإطلاق سراحه بعد توقيفه.
وتضيف مصادر "المدن" أن فضل شاكر أبدى استعداده قبل فترة لتسليم نفسه، من دون ان يتم سجنه لفترة طويلة، مع العمل على إعادة محاكمته سريعاً. وبحسب المعلومات فإن فضل شاكر بفترض بعد محاكمته واطلاق سراحه، سيغادر لبنان حيث ستكون إقامته في إحدى الدول العربية.
سقوط الأحكام الغيابية
شرحت مصادر قضائية لـ"المدن" أن فور تسليم فضل شاكر نفسه، سقطت عنه جميع الأحكام الغيابية التي كانت قد صدرت سابقًا بحقه عن القضاء العسكري. وبالتالي، فإن المرحلة المقبلة تتمثل في إعادة فتح جميع الملفات من جديد، أي من الصفر.
قانونيًا، تبدأ المرحلة الأولى خلال الأسابيع المقبلة، وتتمثل، بحسب المصادر القضائية، في منحه الحق بتوكيل محامين للدفاع عن نفسه، واستجوابه في جميع القضايا المقامة ضده، على أن يصار بعدها إلى تحديد موعد لمحاكمة علنية في هذه القضايا التي كانت قد صدرت بحقه بموجبها أحكام غيابية قاسية، بعدما اعتبره القضاء العسكري فارًا من العدالة. وقد تراوحت الأحكام التي نالها سابقًا بين خمس وخمس عشرة سنة من الأشغال الشاقة.
جميع الأحكام الصادرة بحق شاكر هي أحكام غيابية، كانت المحكمة العسكرية قد أصدرتها بسبب تخلفه عن الحضور وتواريه عن الأنظار طيلة السنوات الماضية في مخيم عين الحلوة.
وفتح تسليم شاكر نفسه الباب أمام تسوية جميع ملفاته ضمن الأطر القانونية، إذ بات يحق له اليوم تقديم الأدلة والشهود والوثائق التي قد تثبت براءته، ولا سيما أنه يمكنه الاستفادة من الإفادات التي قدمها أشخاص حوكموا سابقًا في قضية الشيخ أحمد الأسير. والمعلوم أن بعض الإفادات التي عرضت أمام القضاء العسكري أشارت إلى أن شاكر اختلف مع الأسير قبل أيام من أحداث عبرا، وغادر المنطقة، ولم يشارك في القتال ضد الجيش اللبناني.