
وتُعَد "القبة الحديدية" نظاماً لصواريخ أرض جوّ يتتبع المقذوفات المتجهة نحو المناطق المأهولة بالسكان في إسرائيل ويعترضها، والإسرائيليون غير معتادين على رؤية صواريخ تصيب مدنهم الكبرى بسبب نجاح نظام الدفاع في صدّ الهجمات في الماضي القريب.
ولطالما أقر المسؤولون الإسرائيليون بأن "القبة الحديدية" ليست فاعلة بنسبة 100 في المئة، بينما تفيد الدكتورة ماريون ميسمر، وهي زميلة باحثة أولى في الدراسات الأمنية لدى مركز أبحاث "تشاتام هاوس"، بأن "القبة الحديدية" قد لا تكون فاعلة بقدر ما يعتقد كثيرون.
وقالت: "في كثير من الأحيان، تتمتع "القبة الحديدية" بسمعة تفوق قدراتها المبررة بالفعل".
وأضافت: "في نهاية المطاف، هي نظام دفاع جوي، وهو فاعل للغاية، لكن ما من نظام دفاع جوي غير قابل تماماً للاختراق".
وبالنظر إلى الحجم والنطاق اللذين يميزان الضربات الإيرانية الموجهة إلى إسرائيل، وهي ضربات تتسم بأنها أكثر استدامة من التي واجهتها إسرائيل في الأعوام الأخيرة، قالت ميسمر إن تمكن بعض الصواريخ والمسيّرات من الوصول إلى إسرائيل ليس أمراً مستغرباً.
وأضافت: "يمثل جزء من الإستراتيجية الإيرانية في الأساس في توجيه ضربات مكثفة، وذلك أملاً في ألا تتمكن الصواريخ الاعتراضية من إسقاط كل المقذوفات، وهذا أحد الأشياء التي رأيناها".
ويعتقد خبراء أن إيران ربما تكون استخدمت أيضاً "مركبات انزلاقية فرط صوتية"، وهي مقذوفات تستطيع المناورة والانزلاق بسرعة تفوق سرعة الصوت، مما يجعل اعتراضها أكثر صعوبة.
وشرحت ميسمر قائلة: "إذا توافر مقذوف يستطيع المناورة، من الواضح أن المشغل يمكنه إما برمجته سابقاً ليسلك مساراً جوياً غير منتظم، أو يمكنه تغيير مساره إذا تنبه إلى إطلاق صواريخ اعتراضية، هذه الطريقة تجعل من الأسهل بكثير تجنب أي اعتراض".
وأكدت ميسمر أن "معدلات الدفاع لدى "القبة الحديدية" لا تزال "مثيرة للإعجاب بصورة مذهلة"، لكنها أضافت: "صواريخ كثيرة أسقطها النظام سابقاً كان عددها أقل وسلكت مسارات طيران قابلة للتوقع وانطلقت من مواقع قابلة للتحديد، وقد أطلقها غالباً مقاتلو "حماس" في غزة".