انقسام داخل معسكر ترامب بشأن المواجهة الإيرانية الإسرائيلية!

بينما يدرس الرئيس الأميركي دونالد ترامب خياراته في ظل التصعيد المتزايد بين إسرائيل وإيران، برزت خلافات عميقة داخل صفوف أنصاره، وخصوصاً من الجمهوريين البارزين الذين دعموا حملته الانتخابية في عام 2024.

فقد أصبح ترامب محاطاً بانتقادات حول تعهده بعدم التورط في نزاعات خارجية جديدة.

يرى بعض الجمهوريين أن التصعيد ضد إيران ضرورة استراتيجية لمنعها من امتلاك سلاح نووي، فيما يتمسك آخرون بمبدأ "أميركا أولاً"، معتبرين أن التدخل العسكري يتعارض مع المصالح الأميركية ويشكل خرقاً لتعهدات ترامب الانتخابية.

من أبرز المنتقدين، الإعلامي المحافظ تاكر كارلسون، الذي كان من أبرز داعمي ترامب في الانتخابات السابقة. وقال كارلسون: "لن تقنعني بأن الشعب الإيراني عدوي... الانقسام الحقيقي ليس بين من يدعمون إسرائيل أو إيران، بل بين دعاة الحرب وصانعي السلام". ترامب رد على كارلسون بتغريدة كتب فيها: "أرجو من أحدهم أن يشرح للمجنون تاكر كارلسون أن إيران لا يمكن أن تمتلك سلاحاً نووياً!"

النائبة الجمهورية مارغوري تايلور غرين عبرت أيضاً عن اعتراضها عبر منصة "إكس"، مؤكدة أن: "التدخل في الحروب الخارجية يضع أميركا في المرتبة الأخيرة، ويقتل الأبرياء، ويجعلنا مفلسين". كما أشار الناشط الجمهوري تشارلي كيرك إلى أن "60% من الأميركيين يعارضون التورط في حرب مع إيران"، لافتاً إلى أن الشباب الداعمين لترامب كانوا يعوّلون عليه كأول رئيس لم يشعل حرباً جديدة.

على الجانب الآخر، يدعو مؤيدون بارزون لترامب إلى موقف أكثر تشددًا، ومنهم السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، الذي يرى أن الوقت حان لتوجيه ضربة حاسمة لإيران. وقال غراهام: "إسرائيل بحاجة إلى دعم أميركي لتدمير منشأة فوردو النووية تحت الأرض، وآمل أن يكون ترامب مستعداً لتقديم هذا الدعم".

المستشار السابق للرئيس ستيف بانون حذّر من أن أي تدخل عسكري سيقوّض القاعدة الشعبية لترامب. وقال: "لن يؤدي التدخل إلى تقويض التحالف الجمهوري فحسب، بل سيحبط أيضاً الجهود بشأن قضايا داخلية مثل الهجرة غير النظامية".

ترامب اليوم أمام خيارين حاسمين: إما أن يلتزم بشعاره الانتخابي "أميركا أولاً"، ويحافظ على قاعدته الشعبية، أو يختار التصعيد العسكري الذي قد يعيد خلط أوراقه الانتخابية والسياسية في ظل انتقادات متزايدة ودعوات متباينة بين معسكر مؤيديه.

  • A-
  • A+

© Lebanese Citizens News. All rights reserved.