أسامة سعد يهاجم "الثنائي الشيعي": لمقاومة وطنية ليست في جلباب أحد

وجه رئيس التنظيم الشعبي الناصري النائب أسامة سعد في الذكرى الـ42 لانطلاقة جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية رسالة صارخة إلى الثنائي الشيعي حركة امل وحزب الله من خلال تأكيده بالحاجة الى مقاومة لا تكون في جلباب أحد.

وبدأ يظهر الخلاف إلى العلن منذ انتفاضة 71 تشرين الأول العام 2019، والذي ترجم خلال الانتخابات النيابية الأخيرة في لبنان، وكان من نتائجه سقوط مرشحوا، الثنائي في صيدا وجزين والتيار الوطني الحر وفوز النائب سعد ومعه على لائحته النائب عبد الرحمن البزري الذي تصدر الصوت التفضيلي، هذه القطيعة في السياسة والموقف والممارسة بين سعد والثنائي تجلت مساء أمس بشكل واضح وكبير في الكلمة التي ألقاها سعد، في الحفل الذي أقامه التنظيم الناصري في ساحة الشهداء في صيدا، تحت عنوان: 

"لحرية لبنان، ولكرامة الإنسان، ولعروبة فلسطين، كانت المقاومة الوطنية اللبنانية وستستمر".

الحفل الذي وجه فيه سعد انتقادات كبيرة جدا للثنائي الذي غاب عنه أي ممثل حضره النائب شربل مسعد، ورئيس بلدية صيدا الدكتور حازم بديع، وممثلون عن عدد من الأحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية وبشكل خاص حركة فتح وانصار التنظيم الناصري.

أبرز المواقف التي اطلقها سعد. قوله " نريد مقاومة وطنية ليست في جلباب احد، وفي ترسيم الحدود البحرية لم نحصل على الغاز والنفط وكاريش لا يزال شغالا ورجال يحظون باحترام خاص اينما حلوا وها هو هوكشتاين يستقبل على كفوف الراحة وان كان ضابطا صهيونيا، وعلى امل ان لا تخذل السياسات والصفقات المقاتلين في الميدان".

نص كلمة النائب الدكتور أسامة سعد

وقال سعد خلال احتفال جماهيري حاشد: 

"بوسائل بسيطة وبإرادة ثورية صادقة انطلقت المواجهة مع العدوان والاحتلال. تصدّت القوات المشتركة للغزو ببسالة قبل أن يتمكن جيش العـ.دو من احتلال العاصمة بيروت والجنوب والجبل والبقاع الغربي..كانت الأثمان باهظة .. عشرات الألوف من الشهداء والجرحى، وعشرات الألوف من الأسرى في مجازرَ ارتكبت بحقِّ المدنيين ..لم يهنأِ العدو بانتصاره يوماً واحداً .. إذ من سواد ليل الهزيمة والاحتلال التمع ضوءٌ من فوهة بنادق المقاومين الأوائل ..وخرجت شرذمة صغيرة في السادس عشر من أيلول عام 1982، ببضع بنادق وقنابل صغيرة ليُطلقوا أولى رصاصاتهم على جنود الاحـ,ـتلال، ليضيئوا بذلك فجراً عربياً جديداً لمستقبل لبنان والأمة العربية".

وتابع: "جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية كانت واجباً مستحَقاً لحق شعبنا في الكرامة والعدالة والتحرير ..انقلبت المعادلة من هزيمةٍ واحتلالٍ إلى إنجازات نصرٍ وتحرير ..لم يكن المقاومون الأوائل بحاجة إلى مسيّرات أو صواريخَ ذكية ٍ أو استراتيجيةٍ لقلب المعادلة .. تسلحوا بمبادئهم الثورية وببضعِ بنادقَ ورصاصاتٍ قليلةٍ، وبقناعاتهم بأن السكوتَ عن الاحـ,ـتلال جبنٌ وتخاذل..مقاومة الاحتلال والعدوان واحدة من أعظم أدوار التنظيم الشعبي الناصري التي لم يغِب عنها يوماً ولن يغيب..

من السخف أن توصم المقاومة بهوية طائفية ومذهبية ففي ذلك إساءةٌ كبيرة لها كخيارٍ وطني عام وشامل في مواجهة الاحتلال والعدوان..

مقـ.اومون وطنيون عروبيون أحرار .. هكذا نحن لمن يريد أن يعرف ..خارج محاور الإقليم، هي تتصارع مرة وتعقد الصفقات مرات أخر.. الصفقات بين أقوياء الإقليم والأقوياء الدوليين لمصلحة العدو الصهيوني وضد مصالح الشعوب العربية ..في اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع العـ.دو لم نحصل على الغاز والنفط، وخسرنا حوالي 1400 كم مربع من بحرنا .. وكاريش الذي أعطيَ للعدو لا يزال شغالاً ، وكسّب العـ.دو اعترافاً بدولته ..سقط من سقط في التبعية والارتهان والتموضع الطائفي والمذهبي .. ونحن الثابتون على عهد معروف ومصطفى وكل المناضلين الأوائل .. صامدون أنتم يا مناضلي التنظيم على وطنيتكم وناصريتكم الحقة، وعروبتكم التقدمية التحررية..صامدون دفاعاً عن حق شعبنا في الحرية والعدالة والعيش الكريم ..تقاومون عدواً غاصباً بقدر ما تقاومون سلطةً جائرةً مجرمة تنكسر وتنهزم عند صمودكم ومقاومتكم كل موجات المد الطائفي والمذهبي البغيض .. وسوف تتحطم أمام إرادتكم الوطنية الصلبة كل محاولات الاستباحة والهيمنة على إرادة شعبنا من شرق أو غرب ..عهدكم أن لا تفريط في استقلالية قرار التنظيم وهذا عهدي لكم أيضاً ..وهذا عهدنا لصيدا عرين الوطنية والعروبة وعاصمة الأحرار والثوار من الجنوب إلى كل لبنان وفلسطين..هو التنظيم تعيش فيه صيدا ويعيش فيها". 

وأضاف: "معاً نعشق الحرية ونرفض الهيمنة ونقدس المقـ.اومة النبيلة، ونذود عن حقوق الكادحين والمنتجين بسواعدهم وعقولهم، ومعاً نحتضن التنوع ونصونه ..

صيدا عزيزة بمناضلي التنظيم وبكل الأحرار من قواها الحية ..تصدى أبناؤها للاجتياح سنة 82 كما لم يتصدَّ أحد .. وقدّموا الأثمان الباهظة من شهداءٍ وجرحى ومعتقلين ..سجّل أبناؤها أعلى معدل عملياتٍ ضد العـ.دو في لبنان ( 4000 عملية سنة 84 ) ..

من المعيب أن يذهب البعض بعيداً في المزايدات وكأن لا قبله ولا بعده ..بشأن القرار المستقل والمقاومة، ليتذكر المزايدون والمشككون والحاقدون والغافلون المضللون أن صيدا بقيادة رمز مقاومتها مصطفى معروف سعد حمت المقاومة النبيلة، وفي الوقت ذاته حافظت على قرارها المستقل ضد أعتى القوى .. وهي كذلك من قبل ومن بعد ..العـ.دو يواصل عدوانه ويهدد بتوسيع الحرب وتصعيد كبير ..علينا الاستعداد وإسقاط كل العقبات أمام مقاومة وطنية ليست في جلباب أحد ..فستكون صيدا محروسة بجسارة أبنائها .. وسيكون الجنوب محروساً بصمود أهله وبسالة مقاوميه ..تبقى فلسطين هي القضية الأساس، يتعرض شعبها لحرب مجرمة بهدف دفعه للاستسلام ..على مدى عقود واجه الشعب الفلسطيني الاحتلال، ودفع الأثمان الباهظة كما لم يدفعها أحد، ولم يرفع يوماً راية الاستسلام أو الانكسار..تقدم أميركا كل شيء لإسرائيل وتبرر جرائمها المشينة ..ذلك سقوطٌ أخلاقي ..لا حقوق إنسان إذا كانت تخص الشعب الفلسطيني ... !!!

هذا عار على جبين الإنسانية ..غير أن العار الأكبر هو عارُ النظام العربي الرسمي الساكت والمطبع والمطيع لأميركا وما تطلبه من أدوار له ..

الشعب العربي الفلسطيني يذبح لا هم..المهم الرضا الأميركي وسلامة النظام ..بئس هذا الزمن العربي ..زمن يستدعي كل غضب وكل ثورة ..

أميركا تؤدي كل الأدوار .. تدعم العدوان.. تضع السقوف للصراع.. ووسيط مقبول من الكل .تلك مفارقة ومعادلة خبيثة فيها من الأفخاخ الكثير ولا تبشر بأي خير ..

أميركا تفاوض الجميع، وتبدي الاستعداد لعقد الصفقات، ويبادلها الآخرون الاستعداد ذاته ..

رجالها يحظون باحترام خاص أينما حلواها هو هوكشتاين يُستقبل على كفوف الراحة وإن كان ضابطاً صهيونياً.

على أمل أن لا تخذل السياسات والصفقات المقاتلين في الميدان ".

!-- Composite Start -->
  • A-
  • A+

© Lebanese Citizens News. All rights reserved.