تم الكشف عن الأرقام: كم عدد الصواريخ التي تمتلكها إيران بالفعل؟

في ظل تصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران، تتزايد المؤشرات إلى أن طهران تسارع وتيرة إعادة بناء منظومة الصواريخ لديها، تحسّبًا لاحتمال اندلاع مواجهة عسكرية جديدة. ووفق تقديرات أمنية، تمتلك إيران اليوم ترسانة متنوعة من الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز القادرة على تهديد العمق الإسرائيلي، في مقابل منظومة دفاع جوي إسرائيلية متعددة الطبقات جرى اختبارها فعليًا خلال جولات القتال السابقة.

وتشير المعطيات إلى أن إيران تحتفظ حاليًا بنحو ألف صاروخ باليستي من طرازات مختلفة، بعدما كانت تطمح إلى بناء ترسانة تصل إلى نحو 8,000 صاروخ. وخلال المواجهة الأخيرة، أطلقت طهران مئات الصواريخ باتجاه إسرائيل، كان أبرزها صاروخ “شهاب-3”، الذي يُعد العمود الفقري للقدرات الباليستية الإيرانية، بمدى يصل إلى نحو 1,300 كيلومتر، وقدرة تدميرية كبيرة، إذ يحمل مئات الكيلوغرامات من المواد المتفجرة، ويُحدث دائرة ضرر تمتد لعشرات الأمتار من نقطة الإصابة. وتقدّر الجهات العسكرية أن الصواريخ الباليستية التي تُطلق من الأراضي الإيرانية تحتاج إلى نحو 12 دقيقة فقط للوصول إلى الأجواء الإسرائيلية.

إلى جانب “شهاب-3”، تمتلك إيران مجموعة واسعة من الصواريخ الباليستية، من بينها “غادر” بمدى يصل إلى 1,600 كيلومتر، و”عماد” بمدى يتراوح بين 1,600 و2,500 كيلومتر، و”خرمشهر” بنسخه المختلفة التي قد يصل مداها إلى نحو 3,000 كيلومتر، إضافة إلى صواريخ “سجيل”، “فتح-1”، “حاج قاسم”، و”خيبر شكن”، وجميعها مصممة للوصول إلى أهداف داخل إسرائيل.

ولا يقتصر التهديد الإيراني على الصواريخ الباليستية فحسب، إذ تمتلك طهران أيضًا صواريخ كروز دقيقة تُشبه في عملها الطائرات المسيّرة، ويمكنها التحليق على ارتفاعات منخفضة والوصول إلى أهداف محددة داخل الأراضي الإسرائيلية. ووفق دراسات صادرة عن معهد دراسات الأمن القومي (INSS)، تشمل هذه المنظومة صواريخ من طراز “سومار” بمدى يقارب 2,000 كيلومتر، و”حوَيزة” بمدى نحو 1,350 كيلومترًا، و”أبو مهدي” بمدى 1,000 كيلومتر، و”باوه” بمدى يصل إلى 1,650 كيلومترًا، إضافة إلى “يا علي” بمدى يقارب 700 كيلومتر.

في مواجهة هذا التهديد، تعتمد إسرائيل على منظومة دفاع جوي متعددة الطبقات، صُمّمت لاعتراض الصواريخ في مراحل مختلفة من مسارها. وتشكل منظومتا “حيتس 3” و”حيتس 2” العمود الفقري للدفاع ضد الصواريخ الباليستية بعيدة المدى، حيث تعمل “حيتس 3” على اعتراض الصواريخ خارج الغلاف الجوي وعلى مسافات تتجاوز 2,000 كيلومتر، فيما تتولى “حيتس 2” اعتراض الصواريخ داخل الغلاف الجوي. وتتكامل هذه المنظومات مع نظام “ثاد” الأميركي، إضافة إلى صواريخ “SM-3” المحمولة على سفن أميركية في البحر المتوسط.

أما في حال اختراق الصواريخ الطبقات العليا، فتدخل منظومة “مقلاع داود” حيّز العمل، لاعتراض التهديدات على مسافات متوسطة تصل إلى نحو 300 كيلومتر. وتشكل “القبة الحديدية” الطبقة الدفاعية الأخيرة، والمخصصة أساسًا لاعتراض الصواريخ القصيرة المدى، حيث يتركّز دورها في مواجهة شظايا الاعتراض أو التهديدات الثانوية الناتجة عن سقوط أجزاء من الصواريخ الباليستية.

وتعكس هذه المعطيات سباقًا متسارعًا بين تطوير القدرات الهجومية الإيرانية وتعزيز أنظمة الدفاع الإسرائيلية، في مشهد يؤشر إلى أن أي مواجهة مستقبلية محتملة لن تكون محدودة، بل ستخضع لحسابات دقيقة تتعلق بقدرة الردع، وسرعة الاعتراض، وحجم الخسائر المحتملة على الجبهتين.

  • A-
  • A+

© Lebanese Citizens News. All rights reserved.