بشار الأسد يبحث عن فرصة عمل!

رسم تقرير جديد لصحيفة "ذا غارديان" ملامح منفى عائلة بشار الأسد في موسكو عبر طبقات من الشهادات والبيانات المسربة، متحدثاً عن إقامة في حي "روبلوڤكا" المسور، وهو من أكثر مناطق العاصمة الروسية التصاقاً بنخبة المال والسلطة، بما يتيح للعائلة حياة قليلة الظهور، من دون احتكاك علني واسع، مع استمرار نمط عيش مرفه بعد سقوط النظام في دمشق. 

ورغم ذلك، عاد الأسد لدراسة طب العيون مرة أخرى، مما يعني أن الرجل، بات عاطلاً عن العمل، ويبحث عن فرصة عمل في تخصّصه (طب العيون)، بعدما تعذّر العمل السياسي عليه. 

الأولاد يتسوّقون

في التفاصيل اليومية، ينقل التقرير عن مصدر قريب من العائلة أن أسماء الأسد وأبناءها يقضون جزءاً كبيراً من وقتهم في التسوق، وشراء سلع فاخرة لتعبئة المنزل الروسي الجديد، في إشارة إلى أن المنفى هنا لا يقدم نفسه كمرحلة انتقالية قصيرة، بل كإقامة كاملة تحاول إعادة إنتاج رفاهية القصر داخل مساحة خاصة مغلقة، بعيدا عن المجال العام والسياسة.

وذكر التقرير أن "بيانات روسية مسربة"، كشف أن زين الأسد تتسوق بانتظام ملابس فاخرة مرتفعة السعر، وأنها سجلت نفسها في صالون عناية بالأظافر يوصف بأنه راق، وأنها عضو في ناد رياضي للنخبة في موسكو، وهي تفاصيل تضع نمط الحياة تحت الضوء عبر اثر مالي وخدمي يمكن تتبعه، حتى مع محاولة العائلة البقاء خارج الكاميرا. 

وأشار التقرير إلى أن حافظ بشار الأسد، أغلق معظم حساباته على مواقع التواصل، ثم سجل حسابات بأسماء مستعارة مستوحاة من سلسلة أميركية للأطفال عن محقق شاب يعاني عسر القراءة، كما أورد التقرير أن سوريين تتبعوا إشارات بصرية في فيديو نشره حافظ في شباط الماضي، وحددوا موقع تصويره في شوارع موسكو، بعدما قدم فيه روايته لخروج العائلة من دمشق، وهي لحظة تظهر كيف تحولت منصات التواصل نفسها، والقدرة الشعبية على تحديد المواقع، إلى نافذة على منفى يفترض أن يبقى محصنا.

"جمر النارجيلة"

وفي خلفية تفسر توتر الدائرة القديمة حول الأسد، نقل التقرير عن صديق لماهر الأسد أن ماهر حاول الاتصال ببشار لأيام من دون أن يرد، وأنه بقي في القصر حتى اللحظات الأخيرة، وعندما دخلت قوات المعارضة، وجدوا جمر النارجيلة لا يزال دافئاً، مع تأكيد المصدر أن ماهر ساعد آخرين على الهرب، بينما بدا أن بشار خرج وحده، من دون تحذير للعائلة الممتدة أو للحلفاء المقربين، وهو ما تقول الصحيفة إنه ترك مرارة داخل محيطه السابق.

هروب رفعت الأسد

وأضاف التقرير رواية لمحامي رفعت الأسد، إيلي حاتم، قال فيها إن موكليه اتصلوا به مذعورين بعد فرار بشار، وإنهم عند وصولهم إلى قاعدة حميميم حاولوا تعريف أنفسهم للجنود الروس بوصفهم من عائلة الأسد، لكن عائق اللغة دفع ثمانية منهم إلى النوم في سياراتهم أمام القاعدة، قبل أن يتمكنوا لاحقاً من مغادرة سوريا إلى عمان بعد تدخل مسؤول روسي رفيع، في مشهد يختصر كيف انقلبت "الحماية" داخل العائلة إلى إجراءات غير مضمونة حتى لأقرب الأقربين.

وفي خط مواز، ربط التقرير الحياة بعيداً عن الظهور الإعلامي بقيود روسية على الأسد، ويعزز ذلك ما ورد في مقابلة نشرها تلفزيون "روداو" مع سفير روسيا لدى العراق إلبروس كوتراشيف، قال فيها أن الأسد ممنوع من أي نشاط سياسي أو إعلامي، وهي صيغة تجعل من الرفاهية الموصوفة في موسكو إقامة مشروطة.

  • A-
  • A+

© Lebanese Citizens News. All rights reserved.