أفاد مصدر سياسي إسرائيلي رفيع، بأن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، قد تبدأ مطلع كانون الثاني/يناير المقبل، وذلك في ضوء اللقاء المرتقب عقده بين رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب في الولايات المتحدة نهاية الشهر الجاري.
وقال القناة (13) العبرية، إن المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف، أبلغ الوسطاء بهذه التقديرات. وأضافت أن هذا التبليغ، جاء فيما تخشى دولة الاحتلال من أن يضغط ترامب للانتقال إلى المرحلة الثانية دون نزع سلاح حركة حماس في غزة، حيث كشفت القناة عن وجود تعارض بين موقف حكومة نتنياهو والترتيبات الأميركية حول اتفاق وقف إطلاق النار.
وأمس الأربعاء، وصل وفد إسرائيلي إلى القاهرة. وقالت هيئة البث العبرية، إن منسق شؤون الأسرى والمفقودين الإسرائيليين غال هيرش، اجتمع مع مسؤولين مصريين وقطريين في القاهرة، وبحث معهم الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق غزة، ومسألة إعادة جثة آخر أسير إسرائيلي في القطاع.
شهيد وجرحى
في غضون ذلك، أفاد الدفاع المدني في قطاع غزة، اليوم الخميس، باستشهاد شخص وإصابة آخرين برصاص قوات الجيش الإسرائيلي في تل الذهب بمدينة بيت لاهيا، كما أصيب عدد من المدنيين جراء استهداف مخيم إيواء حلاوة شرقي جباليا، وتم نقل المصابين للمستشفيات المحلية لتلقي العلاج.
وواصل الجيش الإسرائيلي خرق اتفاقية وقف إطلاق النار والتهدئة في قطاع غزة، مرتكباً منذ فجر اليوم، 21 انتهاكاً جديداً للاتفاقية الموقعة في 10 تشرين الأول/أكتوبر 2025، في شرم الشيخ، بوساطة عربية وأميركية.
واستهدف قصف مدفعي إسرائيلي وإطلاق نار كثيف من الآليات العسكرية المناطق الشرقية من مخيم البريج للاجئين وسط القطاع، تزامناً مع قصف مماثل طال شرق مخيم المغازي. كما أطلقت مروحية إسرائيلية من طراز "أباتشي" نيرانها باتجاه مدينة رفح جنوبي القطاع.
وجددت الآليات العسكرية إطلاق النار في محيط محور موراغ جنوبي مدينة خانيونس، فيما شهدت المناطق الجنوبية الشرقية من المدينة حركة مكثفة لآليات الجيش، رافقها إطلاق نار كثيف وعمليات نسف واسعة داخل مناطق الانتشار شرقي خان يونس، عقب قصف مدفعي استهدف المنطقة.
وفي رفح، أطلقت الآليات العسكرية النار جنوب غربي المدينة، بينما شن الطيران الحربي غارات عنيفة استهدفت مناطق متفرقة منها. كما نفذ الطيران الإسرائيلي أحزمة نارية وغارات جوية مكثفة استهدفت مدينتي رفح وخانيونس، إلى جانب قصف مناطق مختلفة في مدينتي غزة وخانيونس.
وشن الطيران الإسرائيلي غارتين على شرقي مدينة غزة، إضافة إلى غارة على مدينة دير البلح، بالتزامن مع تحليق منخفض للطيران الحربي في أجواء المدينة.
قلق مصري
من جهة ثانية، نقل موقع "العربي الجديد"، عن مصدر مصري مسؤول، إن السلطات المصرية تتابع عن كثب نشاط المجموعات المسلحة المحلية المتعاونة مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، داخل قطاع غزة، والتي تنتشر في عدة مناطق تمتد من رفح جنوباً، المحاذية للحدود المصرية، وصولاً إلى شمال القطاع، في تطور وصفه المصدر بـ"المقلق" في ضوء التحولات الجارية على الأرض.
وأوضح المصدر أن الأجهزة المصرية رصدت خلال الأيام الأخيرة زيادة ملحوظة في مستوى التسليح الذي يحصل عليه عناصر هذه المجموعات من الجانب الإسرائيلي، مشيراً إلى أن طبيعة هذا التسليح تختلف بشكل واضح عمّا كان متاحاً لها في بدايات تشكيلها، سواء من حيث النوعية أو القدرات القتالية، ما يعكس - بحسب تقدير القاهرة - انتقال هذه المجموعات إلى أدوار أكثر تنظيماً وتأثيراً.
وأضاف المصدر أن هذا التطور يثير قلقاً متصاعداً لدى السلطات المصرية، لا سيما مع اقتراب مرحلة دخول قوات الاستقرار الدولية إلى قطاع غزة، والتي تمثل مصر جزءاً من تشكيلها أو الترتيبات المرتبطة بها. ولفت إلى أن رفع مستوى التسليح في هذا التوقيت قد يهدف إلى فرض وقائع ميدانية جديدة قبل إعادة ترتيب المشهد الأمني في القطاع، بما قد يعقّد مهمة تلك القوات أو يخلق احتكاكات غير محسوبة.
وبحسب المصدر، فإن جزءاً من هذه المجموعات بات ينتشر على مسافات لا تتجاوز بضع مئات من الأمتار من الحدود المصرية مع قطاع غزة، وهو ما يضعها في نطاق المتابعة الأمنية المباشرة من جانب القاهرة، نظراً لما يمثله ذلك من حساسية خاصة تتعلق بأمن الحدود ومنع أي ارتدادات محتملة للوضع الأمني داخل سيناء. وأشار إلى أن الأجهزة المصرية رصدت تزويد جيش الاحتلال الإسرائيلي هذه المجموعات بعدد من الآليات الهندسية الثقيلة، وهي معدات لم تكن موجودة أصلاً في قطاع غزة قبل الحرب، موضحاً أن الهدف من إدخالها يتمثل في البحث عن الأنفاق وتعقب مجموعات المقاومة، في سياق ما وصفه بمحاولة إسرائيل الاعتماد على "وكلاء محليين" للقيام بمهام ميدانية معقدة بدلاً من الانخراط المباشر.