كتب معروف الداعوق في “اللواء”:
وجهت جولة الجيش اللبناني الميدانية برفقة الصحافة المحلية والعربية والاجنبية الاسبوع الماضي، على العديد من المواقع والانفاق ومستودعات السلاح العائدة لحزب لله جنوب نهر الليطاني،التي سيطر عليها الجيش بموجب اتفاق وقف اطلاق النار وتنفيذ القرار١٧٠١، منذ عام،وتقديم جردة بهذه المواقع والانفاق والاسلحة المصادرة، اكثر من رسالة للخارج والداخل معاً.
الرسالة للخارج، تؤكد جدية الدولة اللبنانية في تنفيذ التزاماتها بموجب اتفاق وقف الاعمال العدائية الذي تم التوقيع عليه في السابع والعشرين من شهر تشرين الثاني في العام الماضي، لبسط سلطة الدولة اللبنانية ونشر الجيش اللبناني حتى الحدود الدولية، وحصر السلاح بيد الدولة وحدها، تنفيذاً للبيان الوزاري وقرار مجلس الوزراء بهذ الخصوص، واظهار نتائج ما قام به الجيش اللبناني على ارض الواقع، ضمن الخطة التي وضعها وفق برنامج زمني محدد،وتنتهي مرحلتها الاولى آخر العام الحالي، بالامكانات المتواضعة المتوفرة له، وهو مستمر القيام بالمهمات المنوطة به، بالرغم من كل حملات التشكيك التي يتعرض لها، واتهامه بالتهاون في مصادرة بعض مستودعات السلاح لأسباب سياسية، او تحت ضغوط الحزب.
وتتضمن الرسالة للخارج ايضاً، عدم صحة الادعاءات والاتهامات التي توجه للجيش، بالتغاضي عن قيام الحزب باعادة التموضع جنوباً، بمراكز مستحدثة جنوباً، واستقدام اسلحة، تحت عنوان اعادة بناء قدرات الحزب وتسليح نفسه من جديد، تحضيراً للقيام بهجمات ضد القوات الاسرائيلية في وقت قريب، ما يمثل من تهديدات مرتقبة ضد اسرائيل في قادم الايام،ومتى سنحت له الفرص بذلك.
اما الرسالة للداخل اللبناني، فهي موجهة بجانب منها للرأي العام اللبناني، الذي شوشت افكاره بعض المواقف السياسية المحلية، والمواقف الاميركية والخارجية، المنتقدة لاداء المسؤولين والجيش اللبناني بالتعاطي مع عملية قرار حصر السلاح بيد الدولة وحدها، والتراخي ازاء اعادة تسليح الحزب وتسهيل تمويله ايرانياً، واطلاعه على واقع الامور وحقائقها بموجب خلاصة رسمية بما قام به الجيش، والاهم في الجانب الآخر من الرسالة، ابلاغ حزب لله التزام الجيش تنفيذ قرارات السلطة السياسية، والاستمرار بتنفيذ قرار حصر السلاح بيد الدولة وحدها، بالرغم من رفض الحزب لهذا القرار، ومنع اي محاولة لاعادة تسليح الحزب،تحت اي ذريعة كانت، والالتزام القاطع بحفظ الامن والاستقرار وحماية لبنان كله.
كشفت جولة الجيش امام اعين الصحافة، زيف وكذب ادعاءات المسؤولين الاسرائيليين، بتهاون الدولة اللبنانية بعملية نزع سلاح الحزب، واظهرت الاهداف الاسرائيلية المبيتة، وراء سلسلة التهديدات المتكررة، بشن عدوان واسع النطاق على لبنان، ليس اقلها تبرير استمرار اطلاق يد العدوان الاسرائيلي في القيام بعمليات اغتيال كوادر وعناصر حزب الله، او ضرب مواقعهم بوتيرة اقوى من السابق، وبمعزل عن اي مساءلة قانونية او دولية،او ابقاء المسؤولين اللبنانيين تحت الضغوط القسوى، لارغامهم على الجلوس الى المفاوضات، بأضعف وضعية ممكنة، للحصول منهم على التنازلات الني تسعى اسرائيل لتحقيقها على حساب لبنان واللبنانيين، ما يعني بالخلاصة ان لبنان مقبل على مرحلة صعبة حافلة بالتحديات والمخاطر.
