"كينغ رولودكس".. ترند الثروة والأوهام

رين قزي - المدن

لا يمكن النظر إلى ياسين فواز، المعروف باسم "كينغ رولودكس"، على أنه حالة نافرة في سجل مؤثري السوشيال ميديا الذين يستعرضون ثرواتهم في مواقع التواصل. وراء كل من أولئك المؤثرين أو المؤثرات، قصّة، لا تخلو في النهاية من سياق عمل غير مقبول، إما بالمعايير القانونية، كما هو حال فواز، أو بالمعايير الاجتماعية التي تتضارب مع تقاليد البيئة اللبنانية المحافظة.

مساء أمس الأربعاء، ألقت شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي، القبض على فواز في منطقة أنطلياس. وقال مصدر أمني لـ"المدن" إن توقيفه جاء "لأسباب مالية". تحدثت معلومات عن تخلّفه عن دفع مستحقات مالية، ورفضه المثول قبل فترة أمام القضاء، مما اضطر المحكمة لإصدار مذكرة بحث وتحرّ عنه، ليتم توقيفه في انطلياس. 

وتمثل التهمة، جزءاً من ألغاز ثروة فواز التي يستعرضها في مواقع التواصل الاجتماعي منذ خمس سنوات، حين كان اللبنانيون يعانون الشح المالي والأزمة، وكان الدولار شبه مفقود بين ايديهم على خلفية الأزمة المالية. ظهر فواز، بدولاراته، وروّج لعطاءات للناس المحتاجين، مقابل إظهارهم في مواقع التواصل. وحين ترشح لمقعد برلماني في بيروت، وخسر في الانتخابات النيابية، اشتهر بعبارة "روحو لعندن"! في إشارة الى السياسيين الذين انتخبهم الناس في ذلك الاستحقاق.

وفواز، المولود في ليبيريا، لأمٍّ افريقية تحمل الجنسية الأميركية، ووالد لبناني كان في الثمانينيات من المؤثرين في أوساط اللبنانيين المغتربين، يحمل الجنسية الأميركية من أمه. ودخل عالم الضوء من بوابة دولاراته التي دأب على استعراضها في مواقع التواصل. 

تراجع حضور "كينغ رولودكس" في الإعلام الاجتماعي، منذ ذلك الوقت، لدرجة أن كثيرين نسوا وجهه. وقد عاد إلى الإعلام مجدداً، من بوابة توقيفه، وسط أسئلة عن الأسباب، وترجيحات متصلة بالسياسة، بعد كتابته مقالاً في موقع أميركي، أظهر فيه موقفه المعارض لـ"حزب الله"، وهو الذي يتحدر من بلدة الغسانية في جنوب لبنان، ويقيم في بيروت منذ سنوات طويلة. لكن الحسم الأمني بأن الشاب موقوف لأسباب مالية، أعاد تصويب القضية، وفتح النقاش بشأن مؤثري مواقع التواصل، وقصص انتشارهم وعلاقتهم بالضوء. 

ويتابع فواز، أكثر من 1.2 مليون متابع في "انستغرام"، وعشرات الآلاف في "تيك توك". اشتهر عبر المنصتين بتوزيع مساعدات مالية على محتاجين، ويرتدي ساعات فاخرة ويستعرض ثروته. وظهر الى جانب الفنان محمد رمضان أثناء زيارة مركز سرطان الأطفال في بيروت. ومثله كثيرون وكثيرات، يتكفل الوقت بكشف ملفاتهم سواء أكانت قانونية، أم تثير انتقادات اجتماعية. 

قبل فواز، ظهرت تهم قضائية لـ"دكتور فود" متصلة بتهريب المخدرات، وهو ملف قانوني.. كما برزت ملفات أخرى لمؤثرات، اجتماعية الطابع، تسأل عن اسباب الثروة المفاجئة، لجهة ارتداء الماركات واستعراض أفخر أنواع الحليّ والسيارات الفارهة والمنازل الخيالية. وإذا كان الشق الأول متصلاً بالقانون، فإن الشق الآخر يندرج ضمن إطار الحريات الشخصية. 

في العموم، يضيء ملف "كينغ رولودكس" على الثروة وأوهام مواقع التواصل الاجتماعي. ثمة وَهمٌ إسمه "مؤثّر"، غالباً ما يخفي علاقات وتشعبات ومصالح ومخالفات للقانون. لا ينظر الناس إليها، طالما أن الصورة نقية، وسرعان ما تتهشم عند افتضاحها.

  • A-
  • A+

© Lebanese Citizens News. All rights reserved.