رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، عن تفاؤله إزاء المحادثات غير المباشرة الجارية بين إيران والولايات المتحدة، على الرغم من الاستعدادات الجارية داخل الوكالة لإصدار قرار ضد طهران خلال الأسبوع المقبل.
وفي مقابلة مع صحيفة "فايننشال تايمز" نُشرت اليوم الجمعة، شدّد غروسي على أنّ القدرات النووية الإيرانية "لا يمكن تدميرها بضربة عسكرية واحدة"، موضحاً أنّ "معظم المواقع النووية الحسّاسة تقع على عمق نصف ميل تحت الأرض، ويصعب الوصول إليها".
وأضاف، "لقد زرت هذه المواقع مرات عدّة، وهي تتطلب المرور عبر نفق حلزوني يمتد عميقاً تحت الأرض".
وأشار غروسي إلى أنّه في بعض الحالات السابقة كان لا بدّ من إقناع الدول بالانخراط في التفاوض، لكنّ "الوضع مع إيران مختلف، فالمحادثات حالياً جدية للغاية"، معرباً عن ثقته بدور المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف الذي وصفه بأنه "شخص جدي للغاية". كما أشاد بدور الرئيس الأميركي دونالد ترامب، معتبراً أنّه "أطلق مفاوضات لم تكن قائمة في السابق، وهذا يُحسب له".
ورغم تأكيده أنّ إيران لا تمتلك حالياً سلاحاً نووياً، حذّر غروسي من أنّها "تملك المواد الانشطارية اللازمة لتصنيعه"، مشيراً إلى أنّ هذا ما يدفع بالوكالة إلى متابعة الملف الإيراني عن كثب.
وفي سياق متصل، نقلت صحيفة "طهران تايمز" عن مصدر مطّلع قوله أن السلطات الإيرانية تتوقع صدور قرار من مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ضدّها خلال اجتماعه المرتقب الأسبوع المقبل، وتدرس اتخاذ مجموعة من "الإجراءات المضادة" مباشرة بعد صدور القرار.
وكانت إيران قد وجّهت اتهامات إلى مفتشي الوكالة الدولية بـ"الافتراء والتجسّس وتقديم أدلّة غير موثّقة"، في مذكرة قانونية تم توزيعها قبل أيام من الاجتماع الدبلوماسي الحاسم في فيينا، وفق ما أفادت شبكة "بلومبرغ".
وتأتي هذه التطورات وسط تصاعد التوتّر بين الجانبين، لا سيّما في ظلّ اتهام طهران بعدم التعاون الكامل بشأن الكشف عن أنشطتها النووية غير المعلنة، ورفعها لمستويات تخصيب اليورانيوم إلى ما يقترب من حدود التسلّح.
يُشار إلى أنّ إيران والولايات المتحدة عقدتا حتى الآن خمس جولات من المحادثات غير المباشرة، من دون التوصل إلى اتفاق نهائي، في وقت تحاول فيه إدارة ترامب دفع عجلة التفاوض نحو اتفاق يحدّ من برنامج إيران النووي.