أكد المبعوث الفرنسي إلى لبنان، جان إيف لودريان، مساء اليوم الخميس، أن "الدولة اللبنانية تسير نحو استعادة الاستقرار والتعافي"، معرباً عن أمله في أن تكون التطورات الأخيرة في سوريا فرصة للبنان لتعزيز استقراره.
وأشار لودريان خلال تصريحاته إلى أن جميع الأطراف السياسية في لبنان تدعم تجديد ولاية قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، مشدداً على ضرورة احترام اتفاق وقف إطلاق النار بكافة أبعاده للحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة.
كما نبه إلى أن غياب الأمن في جنوب لبنان يشكل عائقاً كبيراً أمام مشاريع إعادة الإعمار، مؤكداً على أهمية حصر السلاح بيد الدولة، وأن يكون السلاح فقط تحت سلطة الجيش اللبناني لضمان استقرار البلاد وسيادتها.
في السياق نفسه، كانت قد كشفت صحيفة "الأخبار"، في وقت سابق اليوم، أنّ الاجتماع الذي عقده الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان مع رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، بحضور السفير الفرنسي في بيروت هيرفيه ماغرو ومسؤول العلاقات العربية والدولية في حزب الله عمار الموسوي، تناول ثلاثة ملفات أساسية، وخرج برسائل مباشرة تتعلّق بدور "اليونيفيل" والإصلاحات والعلاقة مع إسرائيل.
النقطة الأولى تمحورت حول ملف الإصلاحات، حيث شدّد لودريان على ضرورة المضي بها كمدخل أساسي لاستقرار لبنان وعودته إلى المجتمع الدولي. في المقابل، أكّد رعد أنّ حزب الله يشارك بفعالية في ورشة العمل الحكومية وفي مجلس النواب، في سياق الالتزام بالإصلاحات المطلوبة.
أما النقطة الثانية، فقد تناولت مستقبل قوات الطوارئ الدولية في جنوب لبنان (اليونيفيل)، إذ أبدى لودريان اهتماماً خاصاً بهذا الموضوع، محذّراً من وجود جهات خارجية تعمل على عرقلة التجديد للقوات الدولية أو الدفع نحو تعديل قواعد عملها.
وأكّد أنّ هناك محاولات لافتعال توترات ميدانية تُستخدم كذرائع لتحقيق هذا الهدف.
في المقابل، جزم رعد بأنّ "حزب الله" لا يرى أي مشكلة في التجديد لـ"اليونيفيل"، بل يدعم ذلك بشكل واضح وثابت، مشدداً على الالتزام الكامل بقرار مجلس الأمن 1701.
وتركزت النقطة الثالثة على الاعتداءات الإسرائيلية اليومية على الجنوب، حيث شدّد رعد على خطورة هذا التصعيد المستمر، ولفت نظر الموفد الفرنسي إلى أهمية أن تقوم باريس بدور أكثر فعالية في الضغط على إسرائيل، بصفتها إحدى الدول الضامنة لوقف إطلاق النار، مشيراً إلى أنّ لبنان لم يبادر إلى أي خرق منذ توقيع الاتفاق، على عكس الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة والمدعومة بشكل كامل من الإدارة الأميركية.