
وفي هذا السياق، كشف عوديد عيلام، المسؤول السابق في جهاز "الموساد" والباحث في مركز القدس للشؤون الخارجية والأمن، عن ما وصفه بـ"الإخفاقات المتجذرة" في الترتيبات الحالية للحدود، ولا سيما تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 1701، وفعالية قوات "اليونيفيل"، التي – بحسب قوله – "فشلت في منع حزب الله من تعزيز حضوره العسكري في جنوب لبنان، وتهديد أمن المستوطنات الشمالية".
واقترح عيلام، في مقال له، اعتماد مخطط أمني جديد يتضمن إنشاء منطقة منزوعة السلاح بعمق موسع داخل الأراضي اللبنانية، تخضع لإشراف قوة متعددة الجنسيات بقيادة الولايات المتحدة، مع الاحتفاظ بحرية العمليات العسكرية الإسرائيلية "حتى يستقر الوضع الأمني".
وأضاف أن ما وصفه بـ"الإنجازات العسكرية" التي حققتها إسرائيل في الحرب الأخيرة مع حزب الله، خلقت فرصة سياسية لإعادة رسم قواعد الأمن على الجبهة الشمالية، مشيراً إلى أن هذه المعركة كشفت مدى هشاشة الأمن الحدودي، مشبهاً الانهيار الحالي بـ"فشل استراتيجي للسياسات المعتمدة منذ الانسحاب من لبنان عام 2000".
وأوضح أن المناطق الحدودية الإسرائيلية مثل كريات شمونة، شلومي، المطلة والمنارة تحوّلت منذ أكتوبر إلى أهداف يومية للصواريخ والطائرات المسيّرة، مما اضطر السلطات إلى إخلاء عشرات الآلاف من سكانها، وهو ما اعتبره "ضربة قوية لهيبة الدولة الإسرائيلية"، بحسب وصفه.
وطرح عيلام مقترحاً من مرحلتين:
المرحلة الأولى: تطهير كامل للحدود من بنى حزب الله، وإبعاد قواته لمسافة لا تقل عن نهر الأولي، مع تدمير مخازن الأسلحة ومنشآته تحت الأرض، واستحداث آلية أمنية جديدة تمنع عودته.
المرحلة الثانية: إنشاء منطقة أمنية منزوعة السلاح تمتد من الخط الأزرق حتى نهر الليطاني وما بعده، لا تضم أي تشكيلات مسلحة سوى الجيش اللبناني، مع انتشار قوة دولية بقيادة أميركية – عربية، تشمل الأردن ومصر ودول الخليج.
وشدد على أن هذه التغييرات يجب أن تكون مرفقة بترتيبات دفاعية داخلية متعددة الطبقات في الجهة الإسرائيلية، لمواجهة أي تهديد محتمل.
ويأتي هذا الطرح في ظل استمرار التوترات الأمنية بين الطرفين، رغم الالتزام الظاهري بوقف إطلاق النار، فيما يرى مراقبون أن التوجه الإسرائيلي نحو تدويل أمن الحدود الشمالية يعكس تحوّلاً في العقيدة العسكرية والسياسية تجاه لبنان بعد عقدين من الانسحاب من أراضيه.