كم يكفي مخزون الغاز؟

ميريام بلعة- المركزية

في اليوم السادس من الحرب الإسرائيلية – الإيرانية والتصعيد المتبادل بالنار والدم، تتضاعف المخاوف من توسّع رقعة العدوان وإطالة أمده بما يُنذر بأزمة نفط لا تُحمد عقباها، بما فيه الغاز.

واقعٌ يثير التساؤل عما إذا كان لبنان يملك مخزوناً كافياً من الغاز في حال توسّعت رقعة الحرب وتم إقفال الممرّات البحرية الاستراتيجية أمام أي نوع من البواخر والقافلات؟

نقيب العاملين والموزّعين في قطاع الغاز ومستلزماته في لبنان فريد زينون يطمئن عبر "المركزية" إلى أن لبنان لديه دائماً مخزون غاز يكفي مدة شهرين، مشيراً إلى أنه "طالما البحر مفتوح أمام عبور بواخر الشحن، فلا مشكلة إطلاقاً... لكن أحداً لا يعلم ما إذا كانت الحرب ستتوسّع ويطول أمدها!".   

..."حتى اليوم الوضع لا يزال سليماً وعملية التسليم تتم بوتيرة طبيعية" وفق زينون ليؤكد أن "لا ضغط على شراء الغاز فالطلب لا يزال طبيعياً، لكننا ننصح المواطن بإبقاء القوارير معبّأة تفادياً لأي أزمة قد تطرأ في ضوء الحرب القائمة".

ويوضح أن "الاستهلاك العام من الغاز يبلغ 200 ألف طن سنوياً (بما فيه موسم الشتاء حيث يرتفع الطلب على هذه المادة للتدفئة)، أي ما يوازي يومياً 20 ألف طن من المخزون أو أكثر، وذلك يترافق مع وصول بواخر الفيول وتفريغ حمولتها كالمعتاد، مع الإشارة إلى أننا اليوم في فصل الصيف والطلب محدود جداً، وبالتالي تبقى القارورة الواحدة صالحة لمدة شهرين أو ثلاثة".

ويقول: مَررنا بحروب وأزمات كثيرة، وتعلمنا من تجاربها أن نكون محتاطين لأي طارئ، لأنه في حال تطوّرت الأمور نحو الأسوأ يُصاب المواطنون بالذعر ويبدأوا يتهافتون على شراء الغاز وينتظرون أرتالاً للحصول على القوارير. من هنا، تجنّباً للوصول إلى هذه الحالة، فليترك المواطنون القوارير ممتلئة دائماً تحوّطاً لأي انقطاع لا سمح الله في حال لم تعد البواخر قادرة على العبور مع توسّع رقعة الحرب وارتفاع مستوى حدّتها. لذلك يجب ألا نترك القارورة حتى اللحظة الأخيرة لتعبئتها بل تركها جاهزة دائماً للاستعمال، إلى حين تنجلي الأمور ويتبيّن مسار التطوّرات...

وإذ يذكّر بأن "النقابة في كل مرة تمرّ البلاد في أزمة، تنبّه المواطنين إلى تعبئة "قوارير الاحتياط" تحوّطاً لأي انقطاع محتمَل في السوق لأي سبب من الأسباب"، يدعو زينون المواطنين إلى عدم الهلع في حال تم إقفال مضيق هرمز، لأنه سبق وتم استهدافه بالصواريخ المنطلقة من اليمن، فتم تسيير البواخر في اتجاه ممرات شحن أخرى آمنة... كذلك نستطيع استيراد الغاز من اليونان القريبة جغرافياً من لبنان. أما في حال أُقفلت الممرات البحرية كافة، عندها لا حَولَ ولا قوة!

ويعقّب "على الحكومة وضع الخطط عند تأزّم الوضع الأمني إن كان محلياً أو إقليمياً أو دولياً، كما عليها إرشاد المواطنين وتوجيههم في الحالات الطارئة وإطلاعهم على المستجدات".

حتى اللحظة، "لا تزال الأمور طبيعية محلياً حيث البواخر تشحن الغاز وتفرغ حمولتها وتلبّي السوق كالمعتاد، بما يزيد من كمية المخزون الحالي لتصبح 4 أشهر بدل اثنين في حال التزم المواطنون بعدم ترك قواريرهم فارغة... أما الآن فالمخزون يكفي شهرين" يختم زينون.

  • A-
  • A+

© Lebanese Citizens News. All rights reserved.