دراسة: 5 أسباب تمنع حزب الله من دخول الحرب

نشرت الباحثة أورنا مزراحي دراسة في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي (INSS)، في 14 حزيران 2025، بعنوان: "حزب الله يواجه قيوداً تمنعه، في الوقت الراهن، من الانخراط في الحرب"، سلّطت فيها الضوء على المعادلات التي تكبّل حركة حزب الله إزاء التصعيد العسكري الحالي بين إسرائيل وإيران.

وأشارت الدراسة إلى أن حزب الله، الذي رعته إيران على مدى سنوات ليكون ذراعاً مساعداً لها في حال تعرّضها لهجوم إسرائيلي، يجد نفسه مجبراً على البقاء خارج دائرة القتال الحالية، متمسكاً باستراتيجية "الاحتواء" التي اعتمدها بعد اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان في 27 تشرين الثاني 2024.

ولفتت إلى أن البيانات التي أصدرها الحزب عقب الضربة الأولى على أهداف في إيران اتهمت إسرائيل بـ"العدوان الإجرامي" المدعوم من الولايات المتحدة، معتبرة أن هذه الخطوة تُعرّض استقرار المنطقة وأمنها للخطر من دون مبرر، ومتوعدة بأن "هذا العدوان لن يمر من دون عقاب". كما دعا الحزب الدول الإقليمية إلى التحرك ضد إسرائيل، وأكد تضامنه مع إيران وثقته بقدرتها على الرد والدفاع عن نفسها، من دون أن يتطرق بشكل مباشر إلى احتمال مشاركته في الحرب.

وفي المقابل، نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول كبير في حزب الله تأكيده أن الحزب "لن يهاجم إسرائيل رداً على ضرباتها لإيران"، في موقف يعكس حذراً استراتيجياً.

وتُعزو الدراسة قرار الحزب بالامتناع في هذه المرحلة عن مهاجمة إسرائيل إلى جملة من القيود والعوامل الضاغطة، أبرزها:

ضعفه العسكري الراهن نتيجة الهزيمة التي مُني بها في الحرب الأخيرة.

رغبته في إظهار حالة من الهدوء النسبي، تتيح له إعادة تنظيم صفوفه وإعادة بناء قدراته.

الضربات الإسرائيلية اليومية التي تطال عناصره وبُناه التحتية في الجنوب اللبناني، في محاولة لمنع إعادة تمركزه وإجهاض أي جهود لإعادة تشكيل قوته العسكرية.

ضغوط داخلية ناتجة عن موقف القيادة السياسية الجديدة في لبنان، التي أعلنت رؤيتها الواضحة في تفكيك سلاح حزب الله وسائر الميليشيات، وتصرّ على أن قرار الحرب والسلم يجب أن يبقى حصراً بيد الدولة اللبنانية.

ضغوط خارجية مصدرها الولايات المتحدة ودول غربية وخليجية، تشترط تقديم أي مساعدات حيوية للبنان بتقدّم ملموس في ملف نزع سلاح حزب الله.

وشددت الدراسة على أن الموقف اللبناني الرسمي يسعى لتفادي التورط في حرب جديدة، خصوصاً وأن البلاد لا تزال تعاني من آثار الدمار الواسع الذي خلّفته الحرب السابقة بين حزب الله وإسرائيل. وفي هذا الإطار، فإن كلّاً من رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، ورئيس الحكومة نواف سلام، عبّرا في تصريحات علنية عن إدانة قوية للضربات الإسرائيلية، معتبرين أنها تُهدد استقرار المنطقة وتشكل خرقاً فاضحاً للقانون الدولي.

لكن، ووفقاً لمصادر لبنانية، فقد أرسلت القيادة اللبنانية رسائل مباشرة إلى حزب الله تحذّره فيها من جرّ لبنان إلى صراع لا علاقة له به، وأكدت أن أي جهة تُورّط لبنان ستتحمل كامل المسؤولية.

وخَلُصت الدراسة إلى أن حزب الله لا يزال حتى هذه اللحظة خارج دائرة الحرب، لكنه قد يُعيد النظر في موقفه إذا طال أمد النزاع أو ازداد الضغط على إيران، ما يجعل من السابق لأوانه الجزم ببقائه على الحياد في المدى البعيد

  • A-
  • A+

© Lebanese Citizens News. All rights reserved.