وقال قاسم إن "عيد المقاومة والتحرير نقل لبنان من الضعف إلى القوة، ومن الاستكانة إلى الفعل، ومن التبعية إلى السيادة"، مضيفًا:"كان انتصارًا عظيمًا لكل اللبنانيين، ولكل من قاوم ورفض الخنوع، ولكل من قدّم الشهداء والجرحى والمجاهدين والصامدين".
وفي استذكار لمسار المقاومة الطويل، قال: "نشأة المقاومة كانت طبيعية جدًا مع شعبٍ أبيّ لا يقبل الذل والاحتلال، ولا أن يكون مستسلمًا للعدو الإسرائيلي"، مشيرًا إلى أنّ بدايات المقاومة ظهرت في الستينات والسبعينات، حيث "برز الإمام السيد موسى الصدر كإمام للمقاومة ومؤسس حركة المحرومين التي شكّلت أرضية شعبية ونضالية حاضنة لخيار المواجهة مع الاحتلال".
توقف قاسم عند اجتياح إسرائيل لجنوب لبنان عام 1978، والذي استدعى حينها صدور القرار الدولي 425 الداعي لانسحاب "إسرائيل" من الأراضي اللبنانية.
وقال إنّ العدو "أنشأ ما سُمّي وقتها بـ’دولة لبنان الحر‘ بقيادة الرائد سعد حداد، كخطوة أولى نحو تقسيم لبنان وخلق مستوطنات تابعة للعدو".
واستعاد قاسم ذكرى محاولة فرض اتفاق 17 أيار 1983، موضحًا أنّ المقاومة "الشعبية والوطنية آنذاك أفشلت هذا الاتفاق المُخِلّ، وأسقطته بفضل عزيمة اللبنانيين"، معتبراً أن هذا الإنجاز شكّل منعطفًا في بلورة ثقافة المقاومة كخيار استراتيجي لمواجهة "إسرائيل".
وأشار إلى أنّ العدو الإسرائيلي حاول في أواخر التسعينات التوصل إلى اتفاق مع لبنان عبر وساطات متعددة، سواء مباشرة أو عبر سورية، لكنه فشل في ذلك، إلى أن باتت المقاومة تشكّل معادلة ردع حقيقية، ما دفع الكيان إلى اتخاذ قرار الانسحاب الأحادي في ليل 24-25 أيار 2000.
وقال قاسم :"خرج الإسرائيلي قبل الموعد المتوقع، وتحت جنح الظلام، دون حتى أن يُبلغ عملاءه في لبنان، وتركهم يواجهون مصيرهم". وشدّد الشيخ قاسم على أنّ ما جرى في أيار 2000 "انتصار كبير جدًا للمقاومة وللشعب المضحي الذي استطاع أن يكسر إسرائيل ويُرغمها على الخروج من دون أي قيد أو شرط"، معتبرًا أن "يوم التحرير غيّر مسار المنطقة سياسيًا وجهاديًا، وأثبت أنّ المقاومة هي الطريق إلى استعادة الحقوق"