-->

مسالخٌ بشرية وأساليب وحشية... فظائعٌ لا تُصدق في سجون الأسد

بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، تجذب السجون السورية انتباه العالم مجددًا، حيث تنكشف فظائع وأهوال ممارسات النظام تجاه المعتقلين.

وفقا لشهادات جديدة من سجناء سابقين، يتعرض المعتقلون لممارسات تعذيب وحشية، تشمل الجلد، الاغتصاب، والإجبار على تقليد الحيوانات.

ويقدر عدد المعتقلين في الفترة الأخيرة بالآلاف، الذين مرّوا بتجارب فظيعة في سجون النظام السوري، في وقت يُعد فيه تعذيب السجناء أسلوبًا ممنهجًا لتحقيق السيطرة على المعارضة والتشكيك في أية محاولات لمقاومة النظام.

في تقرير لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية، نقل عن أحد السجناء السابقين في سجن المزة العسكري بدمشق، أن ضابطًا كان يُطلق على نفسه اسم "هتلر" اشتهر بساديته الشديدة تجاه المعتقلين.

كان "هتلر" يطلب من السجناء تقليد الحيوانات في حفلات ترفيهية يقيمها، في مشهد مؤلم يبرز قمة القهر الذي كان يعاني منه هؤلاء الأشخاص. السجناء كانوا يُجبرون على تقليد أصوات الكلاب، القطط، والحمير، ويمارس عليهم الضرب القاسي في حال فشلوا في أداء هذه الأدوار.

في أحد الشهادات، قال سجين سابق: "كان على الكلب أن ينبح، وعلى القطة أن تموء، وعلى الديك أن يصيح... كان "هتلر" يحاول ترويضهم".

تتحدث مريم خليف، التي تم سجنها لأنها قدمت إمدادات طبية للمتمردين، عن أساليب التعذيب التي تعرضت لها هي والعديد من النساء في سجون النظام السوري. مريم كانت محتجزة في زنزانة ضيقة تحت الأرض، حيث كانت الزنزانة لا تتعدى مساحتها 3 أقدام مربعة (ما يعادل مترًا مربعًا)، ويُحتجز فيها 6 نساء.

تقول مريم: "كان الحراس يعلقوننا على الجدران ويضربوننا، وكان بعض السجناء يتعرضون للإذلال الشديد حتى وضع البراز على وجوههم". تضيف مريم أن التعذيب لم يكن يقتصر على الرجال فقط، بل كانت النساء ضحايا للاغتصاب الجماعي على يد ضباط النظام. تؤكد: "في منتصف الليل، كانوا يأخذون الفتيات الجميلات إلى العقيد سليمان جمعة، رئيس فرع 320 في حماة، لاغتصابهن".

سجن صيدنايا هو واحد من أشهر السجون التي تحولت إلى رموز للوحشية في سوريا. يقع هذا السجن شمال دمشق، ويُقال إنه يحتوي على مساحة تصل إلى 1.4 كيلومتر مربع. تقول تقارير منظمة العفو الدولية لعام 2017 إن ما بين 20 و50 شخصًا كانوا يُقتلون في عمليات إعدام جماعية داخل سجن صيدنايا أسبوعيًا. يُذكر أن عمليات الإعدام كانت تُنفذ غالبًا في ليالي الإثنين والأربعاء، حيث يُحاكم المعتقلون في محاكمات صورية لا تستغرق سوى دقيقتين أو ثلاث دقائق، ثم يُقتادون إلى زنازين قبوية حيث يتم ضربهم بشكل مروع قبل تنفيذ حكم الإعدام.

لقد وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن أكثر من 157 ألف شخص تم اعتقالهم أو اختفوا قسرًا منذ بداية الأحداث في سوريا عام 2011. من بين هؤلاء المعتقلين، هناك 5,274 طفلًا و10,221 امرأة، بينما قُتل أكثر من 15,000 شخص تحت التعذيب. وقد صنفت العديد من المنظمات الحقوقية سجن صيدنايا كـ "مسلخ بشري"، نظرًا للعدد الهائل من الأرواح التي أُزهقت هناك.

لقد وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان 72 أسلوبًا مختلفًا من أساليب التعذيب التي كان يمارسها النظام، والتي تتنوع بين الصعق بالكهرباء على الأعضاء التناسلية، إلى تعريض السجناء للحرق بالزيت أو قضبان حديدية ساخنة، بالإضافة إلى سحق الرؤوس بين الجدران والأبواب. من الأساليب الوحشية الأخرى التي تم استخدامها إدخال الإبر والدبابيس المعدنية في أجساد المعتقلين، فضلًا عن حرمانهم من الملابس والمرافق الأساسية مثل دورات المياه والاستحمام.

منذ بداية الثورة السورية، استخدم النظام أساليب قمعية بشكل منهجي ضد كل من اعتبره عدوًا له. اعتُقل المتظاهرون، والمعارضون السياسيون، والأطباء الذين قاموا بمعالجة المصابين من المتظاهرين، فضلاً عن أفراد أسرهم. كان النظام يستهدف كل من يظهر أية علامة على المقاومة أو المعارضة له، سواء كانوا أفرادًا عاديين أو نشطاء حقوقيين.

تستمر هذه الفظائع في السجون السورية حتى بعد سقوط النظام، بينما لا يزال المئات من الضحايا ينتظرون العدالة. ورغم الدعوات الدولية المستمرة لتحقيق العدالة والمحاسبة، لا تزال سوريا في حالة فوضى وصراع، مما يجعل محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم أمرًا بعيد المنال حتى الآن.

أحدث أقدم