كشف مسؤولون أميركيون، يوم الجمعة، معلومات تتعلق بالصحافي أوستن تايس، الذي تم احتجازه خلال رحلة عمل إلى سوريا في آب 2012، ولم يتم العثور عليه حتى الآن.
وقال مسؤول أميركي حالي وثلاثة سابقين ومصدر مطلع لـ"رويترز"، إن تايس تمكن من الهروب من زنزانته في عام 2013، وأعيد اعتقاله.
وحين هرب تايس، شاهده بعض سكان حي المزة في دمشق وهو يتجول في الشارع.
ووفق شخص مطلع على عملية الهروب، فإن تايس دخل منزل عائلة سورية معروفة، لم يتم الكشف عن اسمها لأسباب أمنية.
وأشار مسؤول أميركي حالي وآخر سابق إلى أن تايس أُعيد القبض عليه بعد هروبه بفترة وجيزة.
ويعتقد المسؤولون الأميركيون أن قوات تابعة مباشرة للرئيس السوري السابق بشار الأسد على الأرجح قامت باعتقال تايس بعد هروبه.
وذكر أحد الأشخاص المطلعين على عملية الهروب أن تايس ربما تم نقله بين وكالات مخابرات حكومية مختلفة في السنوات التالية.
وأفاد مسؤول أميركي ومصدر مطلع بأن إدارة الرئيس باراك أوباما تلقت في عام 2016 معلومة أخرى تشير إلى أن تايس نقل إلى مستشفى في دمشق لتلقي العلاج من مرض ما، فيما قد يكون ثاني ظهور معروف له. ومع ذلك، فإن المسؤولين الأميركيين الحاليين ليسوا متأكدين من هذا التقرير بقدر تأكدهم من هروبه في عام 2013.
وعلى مدى السنوات الماضية، أعربت عائلة تايس، التي قادت مساعي البحث عنه، عن خيبة أملها من الإدارة الأميركية، قائلة إنها لم تضع إطلاق سراح تايس كأولوية.
وفي يوم الأحد الماضي، قال الرئيس الأميركي جو بايدن: "نعتقد أنه على قيد الحياة. نعتقد أننا نستطيع إعادته، لكن ليس لدينا دليل مباشر على ذلك حتى الآن".
وعلى مدى السنوات الاثنتي عشرة الماضية، جمعت الوكالات الأميركية، ومنها مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي آي" ووزارة الخارجية ووكالة المخابرات المركزية "سي آي أي"، آلاف الأدلة عن تايس، لكن التحقق من معظمها يكاد يكون مستحيلاً.
وفي عام 2019، سافر مسؤولون من إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، من بينهم كاش باتيل، مساعد الرئيس ومستشار مكافحة الإرهاب آنذاك، وروجر كارستينز، المبعوث الخاص لشؤون الرهائن، إلى دمشق للقاء مسؤولين سوريين بشأن تايس.
وحسبما قال مسؤولون أميركيون حاليون وسابقون، فإن الحكومة السورية رفضت تقديم أدلة على حياة تايس وطالبت الولايات المتحدة بتغيير سياستها تجاه سوريا وسحب القوات الأميركية من البلاد، مقابل بدء مفاوضات بشأن تايس.
وأبقت إدارة بايدن على التواصل مع الحكومة السورية منذ ذلك الحين، لكن مسؤولي الأسد لم يكونوا مستعدين للتفاوض حتى توافق الولايات المتحدة على مطالبهم.
وفي الأسبوع الماضي، سافر كارستينز، المبعوث الخاص لشؤون الرهائن، إلى بيروت لتنسيق البحث عن تايس.
وهناك مسؤولون أميركيون آخرون في المنطقة، من بينهم وزير الخارجية أنتوني بلينكن، وباربرا ليف، مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى، يعملون على ملف تايس.
وأطلقت المعارضة المسلحة، بقيادة هيئة تحرير الشام، سراح آلاف الأشخاص من السجون في دمشق منذ الإطاحة بنظام الأسد في مطلع الأسبوع الماضي، لكن لم يتم العثور على تايس حتى الآن.
وصرّح مسؤول أميركي بأنه "لا توجد معلومات جديرة بالثقة حول مكان وجوده (تايس)، كما لا توجد أدلة واضحة على وفاته".
وبعد مرور نحو أسبوع على الإطاحة بالأسد، يخشى بعض المسؤولين الأميركيين أن يكون تايس قد قُتل في جولة ضربات جوية إسرائيلية وقعت مؤخرًا.
ويخشى مسؤولون أيضًا أن تايس، إذا كان محتجزًا تحت الأرض في زنزانة، ربما افتقر إلى الهواء الصالح للتنفس، حيث قطعت قوات الأسد الكهرباء عن سجون كثيرة في دمشق قبل فرار الرئيس.