معلومات أمنية
المدعو (أ.ج) يحمل الجنسيّة السوريّة، من مواليد العام 2000، دخل إلى الأراضي اللبنانيّة خلسةً في العام 2017، واستقر لدى شقيقه وانتقل للمكوث مع صديقه. ومع توسع رقعة الحرب الإسرائيليّة على الأراضي اللبنانيّة، حاول التفتيش عن فرصة عمل مناسبة، يُجني من خلالها الكثير من المال. فتواصل مع إسرائيل عارضًا خدماته الاستخباراتية، وتواصل مع السفارة الأميركية في إسرائيل طالبًا منها الاعتماد عليه والوثوق في قدراته على تقديم معلومات أمنية متعلقة بحزب الله وأماكن تخبئة السلاح داخل المخازن.
بعد أيامٍ، تواصل معه أحد الأشخاص من إسرائيل، يُعرف باسم "عدنان" وهو اسم وهميّ، وأبلغه أنه يعمل في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو، ويتولى مسؤولية التنسيق مع العملاء وتجهيز ملفاتهم، فطلب منه إرسال جميع المعلومات الشخصية المتعلقة به، أي اسمه ومكان إقامته وعمله السابق للاتفاق على آلية العمل، إضافة إلى أسماء المناطق التي يملك قدرة على التنقل بها بسهولة، ويعرف جميع طرقاتها الفرعية، وبدأ الشاب بتجهيز هذا الملف التعريفيّ، مؤكدًا أنه يملك معلومات متعلقة بمخازن حزب الله الموجودة تحت المباني السكنية.
تصوير المباني السكنيّة
في رسالة نصيّة على تطبيق "واتس أب"، أبلغ إسرائيل أنه ترك مدينة حلب السوريّة في العام 2017، ودخل الأراضي اللبنانية خلسةً، ولا يملك أي أوراق رسمية، وهو يرغب بأن يكون "المصدر الأمني" الخاص بإسرائيل في لبنان وسوريا، زاعمًا أنه قادر على "جمع وتسريب معلومات أمنية من داخل الأراضي السوريّة".
المهمة الأولى في منطقة الشويفات. طُلب منه تصوير بعض الأبنية السكنيّة، والشوارع المجاورة لها، وفي محاولة ليثبت "جدارته" أمام الإسرائيليّين، أبلغهم أنه سيقوم بتصوير أحد مخازن الأسلحة في منطقة الشويفات، وإلتقط بعض الصور لمجموعة من الأبنيّة هناك، بالقرب من إحدى أشهر محطات الوقود المعروفة في المنطقة، زاعمًا أن "حزب الله يخزّن أسلحته تحت أحد المباني، ولكنه قام بتفريغ الأسلحة ونقلها لمخزنٍ آخر".
التعامل مع إسرائيل
خلال التحقيقات، اعترف بتواصله مرات عديدة مع العدو الإسرائيليّ، وبعد تفريغ هاتفه الخلوي، تبيّن وجود عشرات الاتصالات المشبوهة، وهي أرقام إسرائيليّة وأميركية، إضافة إلى الكثير من الرسائل النصيّة على تطبيق "واتس أب" مع أرقام أجنبيّة وإسرائيليّة. وقام بتغيير أسماء الأشخاص التي يتواصل معها في إسرائيل، كما أنه يحتفظ بالكثير من الصور التي إلتقطها في منطقة الشويفات، وعند أطراف الضاحية الجنوبيّة.
في السياق، أفادت مصادر قضائية لـ"المدن" أن عدد العملاء ارتفع بشكل كبير منذ بداية العدوان الإسرائيليّ على لبنان، والعدد الأكبر من العملاء ألقي القبض عليهم في الضاحية الجنوبيّة، خلال تجوّلهم هناك تحت ذريعة أنهم صحافيون وإعلاميون، وواجبهم توثيق الدمار الإسرائيليّ، وتبيّن أنهم يتنقلون قبل بدء القصف الإسرائيليّ على الأحياء السكنية ويعودون للمنطقة نفسها بعد انتهاء القصف الإسرائيليّ لإلتقاط الصور. وأكد المصدر نفسه أن عشرات الأشخاص حُقق معهم لدى السلطات الأمنية بشبهة التعامل مع إسرائيل، وهناك أجانب ألقي القبض عليهم أيضًا من الولايات المتحدة الأميركية وألمانيا وغيرها، إضافة إلى أشخاص من لبنان وسوريا.