خبير يكشف "أسباب فشل إسرائيل" في القضاء على قدرة حزب الله الصاروخية

في تعليقه على إعلان الجيش الإسرائيلي عن بدء المرحلة الثانية من عملياته البرية في لبنان، اعتبر الخبير العسكري والإستراتيجي العميد حسن جوني أن هذا القرار لا ينسجم مع المنطق العسكري، بل يرتبط بالأبعاد السياسية والدعائية والإعلامية.  إن "المرحلة الأولى من العمليات البرية الإسرائيلية كانت فاشلة"، حيث نجحت المقاومة اللبنانية المنتشرة على الحدود في منع القوات الإسرائيلية من التوغل داخل الأراضي اللبنانية، وألحق بها خسائر كبيرة.

وكشف تقرير لصحيفة "معاريف" أن الهدف المعلن للمرحلة الثانية من العملية الإسرائيلية في لبنان هو القضاء على القدرة الصاروخية لحزب الله، بالإضافة إلى ممارسة الضغط على الحزب بشأن مفاوضات التسوية في لبنان. إلا أن العميد جوني أشار إلى أن إعلان الجيش الإسرائيلي عن هذه المرحلة الجديدة يبدو موجهًا في الأساس إلى الجمهور الإسرائيلي، الذي يعاني من استمرار القصف بالصواريخ والطائرات المسيّرة من قبل حزب الله. وأكد أن هدف الجيش الإسرائيلي هو إيهام هذا الجمهور بأنه قادر على حمايته من هذه الهجمات.

وأضاف جوني أن المرحلة الأولى من العمليات الإسرائيلية تضمنت "الإغارات"، وهي عمليات محدودة تقتصر على التقدم باتجاهات معينة، وتنفيذ تفجيرات أو اغتيالات أو اعتقالات قبل الانسحاب، في حين أن المرحلة الثانية تهدف إلى توسيع نطاق هذه العمليات، خاصة باتجاه الشرق. ومع ذلك، أشار جوني إلى أن ذلك سيكون "مغامرة" بالنسبة للجيش الإسرائيلي، بالنظر إلى التكلفة العالية التي قد تتكبدها القوات في حال توسيع الهجمات في مناطق جديدة.

من ناحية أخرى، أضاف العميد جوني أنه إذا كان الهدف من المرحلة الثانية هو القضاء على القدرة الصاروخية لحزب الله ومنع إطلاق الصواريخ على إسرائيل، فإن هذا يتطلب من الجيش الإسرائيلي "اجتياح كامل الأراضي اللبنانية وصولاً إلى الحدود الشمالية، وتحديدًا منطقة الهرمل والقصير". واعتبر جوني أن تحقيق هذا الهدف "مستحيل"، بالنظر إلى صعوبة السيطرة على هذه المناطق.

وأشار جوني إلى أن رغم القدرات العسكرية المتفوقة التي يمتلكها الجيش الإسرائيلي، بما في ذلك سلاح الجو والمروحيات والمنظومات الدفاعية المتطورة، فإن هذه الوسائل قد فشلت في اعتراض الصواريخ والطائرات المسيّرة التي يطلقها حزب الله، متوقعًا أن تظل هذه الصواريخ والمسيّرات تتساقط على الأراضي الإسرائيلية. وأكد أن حزب الله قد كثف من استخدام الطائرات المسيّرة في عملياته ضد الاحتلال الإسرائيلي.

وكان حزب الله قد أعلن مساء أمس الثلاثاء أنه قتل أكثر من 100 جندي إسرائيلي وأصاب أكثر من 1000 آخرين منذ بدء الجيش الإسرائيلي عملياته البرية في جنوب لبنان في الأول من تشرين الأول الماضي. كما صادق رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، قبل أيام على توسيع العمليات البرية في جنوب لبنان، وذلك بعد موافقته على خطط جديدة للقيادة الشمالية تهدف إلى توسيع المناورة العسكرية الإسرائيلية في المناطق التي يتركز فيها نشاط حزب الله.

أحدث أقدم

نموذج الاتصال