أفادت القناة 12 الإسرائيلية، اليوم الأحد، بأن إسرائيل تدرس إمكانية فرض وقف إطلاق نار محدد المدة على الحدود الشمالية مع لبنان، وذلك في خطوة تهدف إلى تجنب صدور قرار من مجلس الأمن الدولي ضدها.
في حين نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مسؤولين أميركيين تأكيدهم أن "التسوية في الشمال ممكنة وهناك تقدم فيها".
وتأتي هذه المناقشات في وقتٍ تتزايد فيه الضغوط الدولية، خاصة من إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، التي تدعو إسرائيل إلى إنهاء القتال على الجبهة الجنوبية مع قطاع غزة.
وفقًا للمصادر الإسرائيلية، قالت القناة 12 إن هناك تقدمًا نحو التوصل إلى تسوية مع لبنان، حيث يُدرس حاليًا اتفاق لوقف الأعمال القتالية على الجبهة الشمالية.
وقالت صحيفة "إسرائيل اليوم" نقلًا عن مسؤول سياسي إسرائيلي رفيع، إنه تم إحراز تقدم ملموس في المحادثات المتعلقة بالجبهة الشمالية، مشيرًا إلى أن الاتفاق المقترح يعتبر "جيدًا جدًا" لإسرائيل ويمثل خطوة مثالية لحماية مصالحها الأمنية.
وأكدت هيئة البث الإسرائيلية بدورها أن هناك تقدمًا حقيقيًا في الاتصالات مع لبنان، وأن إسرائيل تأمل في التوصل إلى تسوية تمنحها مساحة لتخفيف الضغوط العسكرية والدبلوماسية.
في الوقت نفسه، نقلت القناة 13 الإسرائيلية عن مصادر عسكرية أن الجيش الإسرائيلي يقترب من إعلان انتهاء عمليته البرية في جنوب لبنان، بعد أكثر من شهر من بداية العمليات هناك.
وأوضحت القناة أن التقديرات تشير إلى أن أكثر من 90% من المهام البرية قد تم تنفيذها بنجاح. ومع ذلك، يُتوقع أن لا يُعلن الجيش عن انتهاء العملية البرية بشكل رسمي حتى يتم التوصل إلى اتفاق سياسي شامل مع لبنان.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن العملية البرية حققت العديد من الإنجازات الهامة، بما في ذلك اكتشاف بنى تحتية تابعة لحزب الله، وتدمير مخابئ أسلحة، بالإضافة إلى أسر عناصر من الحزب الذين قدموا معلومات استخباراتية قيمة.
كما أشارت إلى أن الآلاف من الجنود النظاميين والاحتياطيين قد تم تسريحهم مؤقتًا، مع بدء التخطيط لإعادة انتشار القوات على طول الحدود اللبنانية.
وفي وقت سابق، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، إن الجيش بات قريبًا من إعلان إنهاء الحرب على جبهة لبنان، بعد القضاء على القيادة العليا لحزب الله.
وأكد هاليفي أن الهدف الأساسي من الحملة العسكرية هو تمكين عشرات الآلاف من المواطنين الإسرائيليين في الشمال من العودة إلى ديارهم بعد أن اضطروا للفرار بسبب التصعيد المستمر على الحدود مع لبنان.
تأتي هذه التطورات في وقتٍ تصاعدت فيه العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان منذ 23 أيلول الماضي، بعد أن كانت البداية في قطاع غزة، حيث شنت إسرائيل هجمات واسعة على قطاع غزة، في حرب استمرت منذ السابع من تشرين الأول 2023، وأسفرت عن استشهاد وإصابة أكثر من 145 ألف فلسطيني.
في لبنان، أسفرت الهجمات الإسرائيلية عن مقتل 3136 شخصًا، وإصابة أكثر من 13 ألف آخرين، بينهم العديد من النساء والأطفال. كما تم نزوح نحو 1.4 مليون شخص داخل لبنان جراء التصعيد المستمر.
وقد استهدفت الحملة العسكرية الإسرائيلية العديد من المناطق اللبنانية، بما في ذلك العاصمة بيروت، في حملات جوية متواصلة، تلاها غزو بري للجنوب.
يشهد الوضع في لبنان والمنطقة بأسرها ضغوطًا متزايدة من المجتمع الدولي، خاصة بعد التصعيد العسكري الإسرائيلي في كل من غزة ولبنان. وتواجه إسرائيل تحذيرات من المجتمع الدولي بشأن خطورة التصعيد العسكري، وسط دعوات لإنهاء الأعمال القتالية في أسرع وقت لتجنب تداعيات إنسانية وأمنية خطيرة.
وتدفع الولايات المتحدة الأميركية، عبر إدارة الرئيس بايدن، إسرائيل للبحث عن حلول سياسية وتنفيذ وقف إطلاق النار في أقرب وقت ممكن، خاصة على جبهة لبنان، لتجنب أي تداعيات سلبية قد تفضي إلى تدخل دولي، بما في ذلك قرارات من مجلس الأمن الدولي.
بالتزامن مع العمليات العسكرية الجارية، تدرس إسرائيل حاليًا مسار التهدئة مع لبنان في إطار السعي لتجنب أي خطوات دبلوماسية قد تضر بمصالحها على الساحة الدولية. ورغم تحقيق الجيش الإسرائيلي لعدة إنجازات على الأرض، يبقى السؤال حول إمكانية تحقيق تسوية سياسية مستدامة مع لبنان في ظل الضغوط الإقليمية والدولية المستمرة.