3 محاور رئيسية... "طير حرفا" نقطة حاسمة في خطة إسرائيل!

قال الخبير العسكري والاستراتيجي العقيد الركن حاتم كريم الفلاحي، أن الجيش الإسرائيلي يواصل تنفيذ عمليات برية في الجنوب بهدف السيطرة على مناطق استراتيجية، خاصة بلدة طير حرفا، التي يسعى الاحتلال لجعلها نقطة انطلاق باتجاه الساحل اللبناني وصولًا إلى مدينة صور.

وأكد الفلاحي في تصريحات له أن العمليات العسكرية الإسرائيلية تركز على ثلاثة محاور رئيسية، تتضمن الهجوم على الجبين، طير حرفا، وشمع. وأشار إلى أن الفرقة 146 الإسرائيلية هي التي تقود العمليات في المحور الغربي، والتي تضم ألوية مظلية ومدرعة، مثل اللواء 646 ولواء كرمل. هذه القوات تهدف إلى السيطرة على طير حرفا بشكل كامل، تمهيدًا للتقدم نحو شمع والبياضة، مع التوسع لاحقًا نحو الناقورة وصور.

من جانب آخر، أصدرت السلطات الإسرائيلية اليوم السبت أوامر إخلاء لسكان 15 قرية في جنوب لبنان، بما في ذلك مناطق في صور، في خطوة تهدف إلى الضغط على السكان المدنيين استعدادًا لعمليات قصف مكثفة. يأتي هذا في وقت تتسارع فيه العمليات العسكرية على الأرض، حيث يسعى الجيش الإسرائيلي إلى فرض تفوق استراتيجي على المدينة الساحلية وتدمير أحيائها لتهيئة الظروف لعملية عسكرية شاملة.

أوضح الفلاحي أن الهجمات الإسرائيلية على مدينة صور تأتي في إطار استراتيجية أكبر تهدف إلى فرض ضغط سياسي على القيادة اللبنانية لقبول المبادرة الأميركية. هذه العمليات العسكرية، بما في ذلك الهجمات الجوية والبرية على الضاحية الجنوبية لبيروت، تأتي ضمن محاولة إسرائيل لتصعيد الوضع العسكري وزيادة الضغوط على المقاومة.

كما أشار الفلاحي إلى أن العمليات العسكرية الإسرائيلية تتسم بالترابط بين المحاور، مشيرًا إلى أن الفرقة 36 تعمل في منطقة مارون الرأس، بينما تعزز الفرقة 91 عملياتها على المحور الشرقي، في حين أن الهدف من هذا التنسيق العسكري هو دفع المقاومة لتعزيز وجودها في المناطق الحدودية، مما يتيح للجيش الإسرائيلي خلق ثغرات في دفاعات المقاومة.

ورغم التقدم العسكري الذي تحققه إسرائيل في بعض المحاور، أشار الفلاحي إلى أن الجيش الإسرائيلي يواجه تحديات ميدانية كبيرة نتيجة للكمائن والعبوات الناسفة التي يزرعها عناصر المقاومة في المنازل والطرق. هذا الأمر دفع الجيش الإسرائيلي إلى تبني تكتيك "تدمير المنازل" بدلاً من اقتحامها، وهو تكتيك مشابه لما استخدمته إسرائيل في قطاع غزة، بهدف إضعاف قدرة المقاومة على الرد.

وأشار الفلاحي أيضًا إلى أن الخسائر الكبيرة التي تعرضت لها الدبابات الإسرائيلية في مناطق مثل طير حرفا، جعلت إسرائيل تعتمد بشكل أكبر على الألوية المظلية لتأمين تقدم القوات المدرعة، ما يعكس تزايد التحديات التي تواجهها القوات الإسرائيلية في الجبهة اللبنانية.

وفي السياق ذاته، أكد الفلاحي أن الأساليب العسكرية الإسرائيلية أصبحت متوقعة، حيث تستهدف القوات الإسرائيلية الأحياء السكنية بشكل مكثف، مع مطالبة السكان بإخلاء مناطقهم قبل القصف، وهو ما يعكس استراتيجية تدمير منهجي للبنية التحتية المدنية. وأضاف أن إسرائيل تسعى، من خلال هذه العمليات، إلى تحقيق التفوق العسكري على الأرض، مع تأكيد أن الهدف الأساسي هو الضغط على الحكومة اللبنانية والمقاومة للقبول بالمبادرة الأميركية.

أحدث أقدم

نموذج الاتصال