صباح اليوم يسري وقف إطلاق النار بين المقاومة وجيش الاحتلال، والاتفاق بنسخته المنشورة من هيئة البث الإسرائيلية هو النص الوحيد المتاح للاطلاع على الاتفاق وبنوده، ورغم أن المصدر هو الاحتلال يمكن القول إن النص هو نسخة “مخفّفة” من بنود القرار 1701 لعام 2006، حيث الاتفاق محصور في منطقة جنوب الليطاني، ولا يوجد أي ذِكر لمناطق شمال النهر، باستثناء الحديث عن انتشار الجيش اللبناني على المعابر (علماً بأن الجيش اللبناني موجود).
كل ما قيل سابقاً عن اتفاق على نزع سلاح الحزب أو تفكيك ترسانته خارج جنوب الليطاني، لا وجود له في الاتفاق، لا تصريحاً ولا تلميحاً.
ولا يأتي الاتفاق على ذِكر أي دور القوات الدولية (اليونيفيل)، بما يخص الصلاحية الأمنية في جنوب لبنان، بل يحصر الأمر بالجيش اللبناني، أما اللجنة الخماسية التي تتلقى شكاوى خرق الاتفاق فهي نسخة معدلة من لجنة مراقبة اتفاق نيسان 1996، و نسخة مزيدة من اللجنة الثلاثية التي نشأت بعد العام 2006، وغالبية ما نُشر في الإعلام الإسرائيلي عن الاتفاق وجرى التعامل معه كحقيقة مطلقة في الإعلام اللبناني لم يَرِد في النسخة الأخيرة من الاتفاق.
ويبدو أنه عندما أبلغ رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الولايات المتحدة برغبته بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، كانت عمليته البرية قد وصلت إلى مداها الأقصى، وبات على كيان الاحتلال إما وقف الحرب أو توسيعها. وأن الأداء الأسطوري للمقاومة هو ما دفع بنتنياهو إلى اختيار وقف الحرب، وهو ما جعل السقف الإسرائيلي في الاتفاق منخفضاً، مقارنة بما أُعلِن في الأسابيع الماضية.