لا يختلف أحد على أن الضربات التي وجّهتها «إسرائيل» لحزب الله تُسقط دولاً، وتمنحها فرصة لتغيير مصير المنطقة، إلا أنها لم تُسقطه، هذا ما أكّده الميدان أولاً وشعبه ثانياً ومسؤولوه ثالثاً، والجمهورية الإسلامية الإيرانية رابعاً.
لقد قطع الإيراني الطريق على «الإسرائيلي» بردّه، تقول مصادر متابعة، وبدّل الموازين وقَلَبَ المشهد، فبدل أن يستمر «الإسرائيلي» في شعوره بنشوة النصر تحوّل الى مُربَك، فَوَجد نفسه أمام مرحلة جديدة وواقع يُجبره على الرد ليُعيد الاعتبار لنفسه على الأقل، لكن المشكلة أنها خطوة غير مضمونة النتائج بالنسبة له، وهذا ما يَزيده إرباكاً ويُعمّق مأزقه.
مأزق الصهاينة الأساسي في هذه المرحلة وفي كل مرحلة، يكمن في جنوب لبنان، تؤكد المصادر، فرجال المقاومة أثبتوا مجدداً أن قدراتهم ومعنوياتهم لا تهتز ولا تتراجع، بل تقوى وترتفع مع التحديات وفي أصعب الأيام، كيف لا وهم أبناء السيد حسن نصرالله.
صحيح أن المعركة في بدايتها، إلا أن أداء المقاومة الميداني، الذي يواجه العدو ويمنعه من التقدّم باستهداف تجمعاته على الحدود وينصب له الكمائن إذا تخطى الحدود، يؤكد أن حزب الله كان أقوى من الضربات «الإسرائيلية» وفق المصادر، واستطاع أن يكمل الطريق الذي بدأه بمحاربة الصهاينة، وهذا ما له تداعيات أبرزها خفض السقف «الإسرائيلي»، وبخاصة أن حزب الله حتى الآن لم يكشف كل أوراقه، على عكس الصهاينة الذين وضعوا كل أوراقهم ببداية عدوانهم ضمن خطة أفشلها حزب الله باستمراريته، مما اضطر «الإسرائيلي» الى إعادة حساباته.
وتؤكد المصادر انه رغم كل ما فعله العدو يجد نفسه محاصَراّ ضمن خيارات جميعها تُكلِّفه خسائر كبيرة، فالاجتياح البري الواسع خسائره كبيرة جداً على الاحتلال، واستنفاد الأهداف والعمليات يُفقده عنصر المفاجأة، ويضعه أمام مأزق كيفية الاستمرار في الحرب والسيناريوهات المحتملة على ضيقها، عدا انعدام الأفق سياسياً وبرياً.
إذاً، بعد الضربات «الإسرائيلية» المتتالية، يمكن القول إن المقاومة استعادت التوازن وبدأت تتهيأ لاستعادة المبادرة، عندئذ فقط لن يعرف العدو من أين ستأتيه الضربات المرتدة التي ستجعله يَصرخ أولاً، كعادته عندما تؤلمه المقاومة، بحيث أن تراكم الأذى يجعله يتراجع، على عكس حزب الله الذي يُعطيه جرعة صلابة وقوة وصمود واستمرار.. هنا يكمن الفرق، وهنا تكمن المعادلة، وهنا يكمن النصر...