جاء في اللواء:
بانتظار التوصل الى موعد لوقف اطلاق النار، في لبنان، أو في غزة ولبنان معاً، فإن الحرب المدمرة الدائرة بين اسرائيل ولبنان، بعدما أضيف الجيش اللبناني عند الخط الأزرق الى هدف لاستهداف العدو، الأمر الذي أدى الى استشهاد ضابط وجنديين كانوا يحاولون إسعاف المصابين عند خط النار في بلدة ياطر الحدودية، بالتنسيق مع الصليب الأحمر، وقوات الأمم المتحدة العاملة في الجنوب (اليونيفيل) حيث يتطلع المجتمع الدولي، سواء مؤتمر باريس أو قمة البريكس الى دور الجيش واليونيفيل في اعادة الاستقرار الى الجنوب، بعد وقف النار، وتطبيق القرار 1701 من قِبل الجانب اللبناني.
ومع تمكن المقاومة من تمريغ أنوف جيش الاحتلال الاسرائيلي في غبار الدمار الذي تخلفه غاراتهم ودباباتهم وجرافاتهم على أرض المواجهات المستمرة منذ 24 يوماً على محاور القرى والبلدات الحدودية، التي يواجه فيها المقاومون من النقطة صفر الضربات القاتلة للجيش الاسرائيلي بوحداته المنتقاة ونخب (مفخرة جيش الدمار الاسرائيلي) من لواء غولاني وغيره... استطاع لبنان أن يحصل على دعم قوى من مؤتمر باريس، الذي دعا اليه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، وطالب بأن «تنتهي حرب الآخرين على أرض لبنان»، في حين أكد الرئيس نجيب ميقاتي على أن القرار 1701 يجب أن يطبق كما هو. موضحاً «ان المؤتمر يعبر عن ان لبنان ليس متروكاً، إلَّا أنه يجب حمايته من العدوان الغاشم»، فيما أكد الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريتش أن «وقف اطلاق النار مهم جداً».
ويلف حصيلة المساعدات للبنان، التي خرج «المؤتمر الدولي لدعم لبنان وسيادته» 800 مليون دولار للمساعدات الانسانية و200 مليون للجيش اللبناني، لمساعدة لبنان وإعادة نهوضه، والتي تحتاج الى مليارات الدولار بعد وقف النار.
وانتقل الرئيس ميقاتي الى لندن، حيث سيجتمع اليوم مع وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن، في اطار المساعي الجاري لوقف النار.
بري: الجيش سيتولى تنفيذ آليات القرار 1701
وكشف الرئيس نبيه بري أن ما يتم بحثه الآن هو التفاهم على وقف اطلاق نار (نهائي).
وقال في تصريح لـ «سكاي نيوز عربية» أن الجيش اللبناني سيتولى الآليات التنفيذية للقرار 1701 للحفاظ على الاستقرار، مؤكدا أن تفاهم مع المبعوث الأميركي على تطبيق القرار 1701 دون أية تعديلات، مشدداً على التمسك بدور اليونيفيل كضامنة لتطبيق القرار الدولي 1701.
وتطرق رئيس المجلس الى الاستحقاق الرئاسي، فقال: «بعد وقف اطلاق النار، سنبدأ العمل لانتخاب رئيس توافقي للبنان».
مؤتمر باريس- 2
وكانت اعمال مؤتمر باريس لدعم لبنان انطلقت صباح امس، بكلمة للرئيس ماكرون، اكد فيها «إعطاء الأولوية للمصلحة الوطنية اللبنانية على حساب الانقسامات، ولا بدّ أن تنتهي حرب الآخرين على أرض لبنان»، ولفت الى ان «لبنان يتعرض لجملة من التحديات تتمثل بهجمات إسرائيل والنزوح».
وقال: «نؤكد على إرادتنا في أن يخرج لبنان من محنته اليوم وأدرك صعوبة المهمة في مرحلة تتفاقم فيها الأزمات على لبنان».
واعلن تقديم «100 مليون يورو كمساعدات للبنان فهو مهم بالنسبة للعالم، وقال: «انه يجب وقف الحرب فورا في لبنان»، داعيا إسرائيل الى وقف الحرب على لبنان، وشدد على «وقف الهجمات على إسرائيل أيضا».
ورأى ماكرون ان «إيران تدفع بحزب الله لمواجهة إسرائيل»، ودعا الى «احترام القرار 1701 وتطبيقه من كافة الأطراف»، معتبرا ان « لدى الجيش اللبناني الآن مهمات أكثر من قبل وعلى حزب الله أن يوقف عملياته واستهداف ما بعد الخط الأزرق».
واعلن أن مؤتمر باريس سيدعم تجنيد 6 آلاف عنصر إضافي للجيش اللبناني.
بدوره، القى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش كلمة في المؤتمر قال فيها: «ان منظمة الامم المتحدة قلقة على سلامة المدنيين على طرفي الخط الأزرق، والهجمات ضد اليونيفيل أمر مرفوض تماماً وتُشكّل جريمة حرب». واشار الى ان «إسرائيل تواصل قصفها العنيف لمناطق مأهولة في لبنان». مؤكدا ان «وقف إطلاق النار مهم جدا».
كما القى القى العميد الركن يوسف حداد ممثلاً الجيش في مؤتمر باريس، كلمة شدد فيها على وجوب «وضع حدّ للنزاعات والأعمال العدائية»، وقال: نعمل على تطبيق القرار 1701 مع اليونيفيل، والحكومة اللبنانية ورئيسها طالبا بتجنيد 1500 جندي في مرحلة أولى لتعزيز جهاز القوات المسلحة في جنوب لبنان للمساهمة في تنفيذ القرار 1701.
واضاف: لدينا تحدٍّ مزدوج فعيننا على الجنوب وكذلك على داخل البلد واللحمة الاجتماعية، وهذا الهدف الأساسي، ولذلك نحتاج إلى الدعم.
قيمة مساعدات المؤتمر
في ختام مؤتمر باريس الدولي لدعم لبنان، اعلن وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو: جمعنا 800 مليون دولار للمساعدات الإنسانية في لبنان و200 مليون دولار للجيش، وتعهدت أميركا بتقديم 300 مليون دولار دعماً للبنان.
وقال: لا يمكن الاكتفاء بهذه الاستجابة الإنسانية للأزمة، والحل يمر بالتنفيذ الكامل للـ 1701 وقف الاعتداءات على الحدود وتعزيز قوات اليونيفيل. على إيران و«حزب الله» وضع حدّ للإعتداءات ونقول لإسرائيل إنّ النار لا يوصلها إلى السلام.
ورأى بارو «ان الحرب على لبنان تسبّبت بمحو 15 عامًا من النمو، وندعم التنفيذ الكامل للقرار 1701 وانتشار الجيش اللبناني في الجنوب».
واضاف: «ليس معقولاً أن يستمر لبنان من دون رئيس وسنواصل مساعينا لحل الأزمة ودفع اللبنانيين إلى الاتفاق. ولا تستطيع أي دولة فرض هيمنة فريق على آخر في لبنان».
واعلن مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل: الاتحاد سيقدم للجيش اللبناني 20 مليون يورو في 2024 و40 مليونًا في 2025 ودعمًا إنسانيًا بقيمة 80 مليوناً. اما ألمانيا أعلنت في المؤتمر تقديم 96 مليون يورو ( نحو103 مليون دولار) لدعم لبنان.
وخلال المؤتمر استحوذ موضوع دعم الجيش والمؤسسات الامنية على حيز من المناقشات، وسيعقد لاحقا مؤتمر خاص بالجيش والقوى الامنية كافة.
ووجه الرئيس نجيب ميقاتي، في الختام، «نداء لجميع اصدقاء لبنان لبذل جهود ديبلوماسية متزايدة وحازمة للوصول الى وقف فوري لاطلاق النار وموجة الدمار والعمل معا من اجل تحقيق الاستقرار الدائم على اساس مبادئ القانون الدولي وقرارات مجلس الامن وخاصة القرار1701».
سياسة الضغط والتدمير
في الجانب السياسي، يتم منذ فترة التداول في معلومات عن ضغوط اميركية وغربية كثيرة تمارس على رئيس المجلس النيابي نبيه بري، بهدف القبول بما تطرحه الادارة الاميركية عبر موفدها آموس هوكشتاين ومِنْ خلفها حكومة كيان الاحتلال الاسرائيلي، حول ترتيبات وقف اطلاق النار وتنفيذ القرار 1701 والآليات والتفاصيل المتعلقة بهذا الامر، ليُصار بعدها الى معالجة وضع الحدود بصورة نهائية.
وربط بعض المتابعين مؤشرات هذه الضغوط عبر: اولاً تسريب معلومات قبل اشهر عن احتمال فرض عقوبات اميركية على برّي، ثم لاحقاً ومؤخراً عبر استهداف العدو الاسرائيلي بالتهديد والتدمير مناطق جنوبية وفي الضاحية الجنوبية لبيروت محسوبة على حركة «امل» مثل مدينتي صور والنبطية وقرى ومناطق اخرى، ومثل الغارة الاخيرة على منطقة الجناح قرب مستشفى رفيق الحريري الحكومي، وقبلها وبعدها منطقة الشياح معقل الحركة في الضاحية، واستهداف فرق اسعاف ومقرات كشافة الرسالة الاسلامية، وبعض كوادر «امل» الذين ارتقوا شهداء، واخيراً الترويج لوجود اموال وذهب في أنفاق تحت مبنى مستشفى الساحل بمنطقة الغبيري، الذي يعود بملكيته وادارته الى عضو كتلة بري النيابية النائب الدكتور فادي علامة وعائلة والده المرحوم الدكتور فخري علامة.
ويقول النائب علامة لـ«اللواء»: ان استهداف مستشفى الساحل بمثل هذه الشائعات عن وجود انفاق واموال لحزب الله تحتها، ليست فقط من باب الضغط على الرئيس بري، انما هي أيضاً من ضمن حملة اسرائيلية شرسة لتدمير القطاع الصحي في لبنان اسوة بما قام به الاحتلال في قطاع غزة من تدمير المستشفيات والمرافق الصحية والخدماتية، والدليل استهداف مستشفى بهنم اكثر من مرة ومستشفى الحريري الحكومي ومحيط مستشفى الزهراء ايضا في منطقة الجناح، ومراكز طبية واسعافية كثيرة في الجنوب والبقاع.
واوضح علامة ان هذه الشائعات اضطرت إدارة المستشفى الى إخلائها بالكامل واقفالها امام استقبال الحالات الطارئة من مصابين نتيجة العدوان ومرضى، وهي المرة الاولى في تاريخها التي تقفل فيها المستشفى، لكننا نعمل ما يتوجب علينا لإعادة العمل بها بعد ثبوت بطلان ادعاءات العدو الاسرائيلي وبشهادة وزير الدفاع الاميركي لويد اوستن قبل يومين. وقال: نحن نعمل لكن لا نعلم ماذا يُبيّت نتنياهو بعد، فهو ماضٍ في برنامجه التدميري ولا يرد على احد ولا يردعه احد.
ويشير النائب علامة في الجانب السياسي، الى ان ما طرحه الموفد الاميركي هوكشتاين في زيارته الاخيرة لبيروت لاقى جواباً واضحا من لبنان عبر الرئيس بري بالنسبة لآليات تطبيق القرار 1701، ومطالب لبنان واضحة جداً وتتلخص بوقف العدوان اولاً والبدء بتنفيذ آليات القرار 1701، لكن مطالب الاحتلال الاسرائيلي تعجيزية، (وتردد ان الرئيس نجيب ميقاتي ابلغه خلال لقائه به انها غير قابلة للتحقيق)، وهو يطرحها مع علمه انها غير قابلة للتطبيق من جانب لبنان، لكن نتنياهو يريد استكمال الحرب ويرى في الانتخابات الاميركية الرئاسية قريباً فرصة له يحاول استغلالها لتحقيق شيء ما، لكنه لا يعرف كيف إذ لم تؤدِ الى نتيجة ايجابية له حتى الآن، ومع ذلك فهو ماضٍ في التدمير وفي المواجهة البرّية.