التقطت الضاحية الجنوبية لبيروت ومحافظات الجنوب والنبطية والبقاع أنفاسها، بعد هجمات الثلثاء والأربعاء الماضيين، حيث استهدفت البيئة في هذه المناطق، بتفجيرات «البايجرز» وأجهزة اللاسلكية، والتي رفعت عدد الشهداء الى 25 شهيداً والجرحى 608، حسب مصادر وزارة الصحة.
وخارج قرار مجلس الامن المتوقع اليوم حول التفجيرات السيبرانية، غير المسبوقة بتاريخ الحروب، فإن التطور الميداني المتمثل بالتفجيرات سيشكل عنوان مرحلة بالغة التعقيد، لجهة الرد «والحساب العسير، والقصاص العادل» الذي تحدث عنه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، او لجهة تفلُّت الحرب من كل الضوابط والاعتبارات ذات الصلة بأنظمة الحروب وتاريخها.
والنقطة الأهم في ردّ السيد نصر الله على ما نقل عن مقربين من رئيس حكومة بنيامين نتنياهو من ان «التفجيرات في لبنان ونشر قوات شمالاً تهدف الى اجبار حزب الله على التنازل» اعلانه بأننا «قبلنا التحدي في 8 ت1، واليوم نقبله، أقول لنتنياهو وكيان العدوان لن تستطيعوا ان تعيدوا سكان الشمال الى الشمال وأفعلوا ما شئتم.. وهذا هو التحدي بيننا».
وعليه، برزت معادلة جديدة، وفقا لقيادي بارز في حزب الله «نحن من يقرّر مصير المستوطنين الشمال».
وقال السيد نصر الله رداً على التهديد بالدخول الى الجنوب لبنان «إذا أحببتم ان تأتوا الى أرضنا، فسنحول الحزام الأمني الى وحل وفخ وكمين وهاوية وجهنم لجيشكم، ما تعتبرونه تهديداً، نحن نعتبره فرصة تاريخية بل نتمناه».
وقال السيد نصر الله في كلمة له تناول فيها هدف المتفجرات، وظروف انفجار الأجهزة، «ما حصل سيواجه بحساب عسير، لكن دعوتي اليوم أغيّر الاسلوب، والخبر هو ما سترون لا ما تسمعون، لاننا في الجزء الأكثر دقة وحساسية وعمقاً في المواجهة».ووصف السيد نصر الله ما حصل «بالمجزرة» و«ان المقاومة تعرضت لضربة كبيرة وقاسية وغير مسبوقة في تاريخ الصراع العربي- الاسرائيلي، وقد تكون غير مسبوقة في العالم».
واشار الى ان العدو وعلى مدى يومين وبدقيقتين كان يريد ان يقتل ما لا يقل عن 5 آلاف شخص، كاشفا عن لجان تحقيق داخلية فنية وأمنية تدرس كل الفرضيات من المنتج الى المستهلك.