المصدر: عربي بوست |
كشف المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، السبت 29 حزيران 2024، عن جريمة ارتكبها الجيش الإسرائيلي بحق عائلة من غزة، استخدمها درعاً بشرية، ودهس الأم بجنازير دبابة.
المرصد الحقوقي أوضح أن فريقه وثق جريمة مركبة مكتملة الأركان ضد أسرة مدنية مكونة من أم مُسنة وأربعة من أبنائها، منهم ثلاث فتيات وحفيدة لا تتعدى العام والنصف.
حيث أشار إلى أن قوات الجيش الإسرائيلي اقتحمت المنزل، وأطلقت النار والقنابل تجاههم مباشرة، في حي الشجاعية، الخميس 27 حزيران 2024، وإخراجهم وهم مصابين قرب الآليات الإسرائيلية لأكثر من ثلاث ساعات في منطقة قتال خطيرة، واستخدامهم دروعاً بشرية.
وبعد ذلك، قامت دبابة إسرائيلية بدهس الأم "صفية حسن موسى الجمال" (65 عاماً، بجنازيرها وهي على قيد الحياة، أمام ابنها.
في شهادته أفاد الابن مهند (28 عاماً)، بأن جنود الجيش الإسرائيلي أنزلوا والدته وهي مصابة، ووضعوها على الأرض، وبعد صعود الجنود للدبابة التي أنزلوه منها، بدأت بالتحرك ودهس والدته.
وأضاف: "رأيت المشهد وشعرت كأنني فقدت عقلي، وبدأت بالبكاء والصراخ" وشقيقاته الثلاثة وابنة أخته الصغيرة.
مع ساعات مساء الخميس، اقتحم جنود الجيش الإسرائيلي المنزل، وعندما وجدوا أفراد العائلة بغرفة، بدأوا بإطلاق النار عشوائياً على الجدران، وألقوا 5 قنابل، ما أدى لإصابة الشاب مهند بشظايا في ظهره، فيما أصيبت شقيقاته وأمه أيضاً بشظايا، بحسب ما أبلغ المرصد الحقوقي.
الشاب مهند أضاف: "تقدم الجنود واحداً تلو الآخر وهم يصرخون "اصمت"، ثم سحبوني وأجبروني على خلع ملابسي، وأوقفوني على الجدار، ثم دخلت مجندة عند والدتي وشقيقاتي، والجنود يصوبون أسلحتهم تجاهي لمدة نصف ساعة".
كما أشار إلى أن جنود الجيش الإسرائيلي أخرجوهم جميعاً وهم مصابون، إلى الأرض المجاورة للمنزل، وجرى إدخالهم للدبابة.
في شهادته، أوضح مهند أن الجنود قاموا بعد ذلك بفك قيوده، ووضع مرابط في يديه وعصبة على عينه، وأوقفوه على تلة رمل، مع إضاءة الليزر تجاهه.
وقال مهند: "شعرت بأنهم سيعدمونني، ولكن تم إدخالي إلى دبابة أخرى، التي تحركت بالمنطقة، ثم أنزلوني في منطقة يبدو فيها درج ولم أعرف أين أنا وكان يطلب مني التحرك بتوجيه منهم.. استمر ذلك نحو 15 دقيقة وسط شتائم مسيئة".
وتابع: "ثم قدم أحد الجنود وسحبني من رقبتي وتحركت 50 متراً وأدخلوني دبابة أخرى من جديد، تحركت في المكان ثم أنزلوني وأدخلوني في دبابة كانت بها الحمالة التي نقلنا بها أمي وتحركت الدبابة، اعتقدت أنهم سينقلوننا إلى مكان لعلاج والدتي، ثم أنزلني، وأنزلوا والدتي وهي مصابة ووضعوها على الأرض".
وبعد أن صعد الجنود للدبابة التي أنزلوه منها، بدأت بالتحرك للخلف، وقامت بدهس والدته، فيما قامت دبابة أخرى بالاقتراب منه لدهسه، فقام بالهروب.
إلى ذلك، تابع مهند أن "الدبابتين اتجهتا لجهة شارع آخر، والدبابة التي كانت في جهة اليسار كانت ستدهس أمي مرة أخرى ولكن لم يحصل ذلك، ثم التفتت الدبابات ووجهت فوهة مدافعها نحوي فخفت واتخذت ساترًا واختبأت وبدأت أصرخ ولا أسمع إلا صوت الرصاص، وانتبهت لاقتراب كلاب من جثة والدتي يريدون نهش لحمها، فأبعدتهم عنها".
وأضاف: "كان ذلك تقريباً الساعة الواحدة فجر الجمعة، كان الجندي في الدبابة يعلم أين قام بإنزالها وكان قادراً على أن يتفاداها ولكنه تعمد دهسها. لم أستطع تحمل الموقف مع إطلاق النار ولم أستطع حمل أمي بعد أن قامت الدبابة بدهسها".
بعد ذلك، قام الشاب مهند بالركض من المكان، وذهب للبحث عن شقيقاته، اللاتي تبين أنهم في مستشفى المعمداني.
حيث أفادت إحدى الشقيقات بأن الجنود طلبوا منهم مغادرة المكان بعد أن احتجزوا أخيهم ووالدتهم.
وتابعت: "كنا مصابين والدم ينزف منا ومعنا طفلة عمرها سنة ونصف، وصلنا الساعة الحادية عشرة والنصف في منطقة قبل مفترق الشجاعية فيها دبابات، كان فيها إطلاق نار كثيف وبدأت عندها بالإشارة بالضوء الأخضر حتى مررنا، ولم يكن هناك أي شخص في طريقنا حتى وصلنا إلى المستشفى المعمداني".