وكان قد أعلن موقع ويكيليكس أنّ مؤسسه “جوليان أسانج حرّ”.
ولقد بقي أسانج موقوفا في بريطانيا خمس سنوات وهو يحاول مقاومة ترحيله إلى الولايات المتحدة التي سعت لملاحقته قانونيا بتهمة الكشف عن أسرار عسكرية.
ووافق أسانج على الإقرار بتهمة واحدة، وهي التآمر للحصول على معلومات تتعلق بالدفاع الوطني ونشرها، وفق وثيقة رُفعت إلى المحكمة في جزر ماريانا الشمالية الواقعة في المحيط الهادئ.
وكان أسانج مطلوباً بالولايات المتحدة في 18 تهمة جنائية منها انتهاك قانون يتعلق بالتجسس بعد أن نشر موقع ويكيليكس أكثر من 700 ألف وثيقة سرية اعتبارا من عام 2010 تعلق بأنشطة عسكرية ودبلوماسية أميركية لا سيما في العراق وأفغانستان.
وهذه التهم كانت ستضع أسانج أمام محاكمة تنتهي بسجنه 175 عاماً في الولايات المتحدة الأميركية.
ومن أبرز الوثائق التي يحتفظ بها العالم، بعد أن كشفها أسانج، فيديو يظهر مدنيين، من بينهم صحفيان من “رويترز”، يقتلون برصاص مروحية حربية أمريكية في العراق عام 2007.
وقضى الأسترالي جوليان أسانج (52 عاماً)،أكثر من عقد من عمره إما محتجزا أو متحصّنا داخل سفارة الإكوادور في لندن في مسعى لتجنب تسليمه، أولا إلى السويد حيث واجه اتهامات بالاغتصاب ومن ثم إلى الولايات المتحدة.
وألقت الشرطة البريطانية القبض عليه عام 2019، بعد قضائه 7 سنوات داخل سفارة الإكوادور في لندن.
وقضى بعد توقيفه 4 سنوات في سجن بلمارش شديد الحراسة شرق لندن، وكانت الحكومة البريطانية قد وافقت، في حزيران 2022، على تسليمه، لكنه استأنف القرار.
من هو مؤسس ويكليكس؟
أسّس أسانج “ويكليكس” في العام 2006، وهو موقع بنشر الوثائق والصور، وقد تصدر عناوين الصحف بعدما نشر لقطات فيديو تظهر جنودا أمريكيين وهم يطلقون النار من مروحية على مدنيين عراقيين ويقتلون 18 منهم في العاصمة العراقية بغداد.
وقال أسانج لبي بي سي في عام 2011 “بهدف إبقاء مصادرنا في أمان، كان علينا أن نوزع الأصول، ونشفر كل شيء، ننقل الاتصالات السلكية واللاسلكية وكذلك الأفراد حول العالم لتفعيل قوانين الحماية في دول تشريعاتها القضائية مختلفة”.
وأضاف “لقد أصبحنا بارعين في ذلك، ولم نخسر يوما قضية أو مصدرا، لكن لا يمكننا أن نتوقع أن يفهم الجميع الجهود الاستثنائية التي نبذلها”.
وتبنى أسانج نمط حياة أشبه بالبدو الرحل ليدير ويكيليكس من مواقع مؤقتة ومتغيرة.
وبحسب مراسل مجلة “نيويوركر” رافي ختشادوريان، يمكن لأسانج أن يمضي أياما عدة بلا طعام، مُركزا على العمل بدون النوم لساعات كافية.
أما فيما يتعلّق بولادته، فقد ولد جوليان أسانج في عام 1971 في تاونسفيل بولاية كوينزلاند، شمالي أستراليا، وعاش طفولته في ترحال مع والديه اللذين كانا يديران مسرحا جوالا.
ورزق بطفل وهو في ربيعه الثامن عشر، وسرعان ما خاض معارك قضائية بشأن حق الحضانة.
وفر له تطور الانترنت فرصة لاستخدام تفوقه في مجال الرياضيات، لكن ذلك بدوره تسبب له في مصاعب.
ففي عام 1995، واجه مع صديق له اتهامات بارتكاب عشرات من أعمال القرصنة الإلكترونية.
ودفع أسانج كفالة قدرت بعدة آلاف من الدولارات الأسترالية كي يظل خارج السجن وبشرط عدم تكرار فعلته.
وأمضى بعد ذلك ثلاثة أعوام يعمل مع الأكاديمية سويليت دريفوس التي كانت تجري أبحاثا تتعلق بالجانب التخريبي الناشئ من الإنترنت، وأعد معها كتاب “العالم السفلي” Underground الذي بات من أكثر الكتب مبيعا بين المؤلفات المتعلقة بالكمبيوتر.
ووصفت دريفوس أسانج بأنه “باحث ماهر جدا” كان لديه “شغف بمفهوم الأخلاق ومفاهيم العدالة، وماذا يجب على الحكومات فعله وعدم فعله”.
وأعقب ذلك دورة للرياضيات والفيزياء التحق بها في جامعة ملبورن، حيث بات عضوا بارزا في قسم الرياضيات، وابتكر مسألة رياضية دقيقة
صنفها المعاصرون على أنها ممتازة.