قادرة على استهداف قبرص... أسلحةُ حزب الله يمكنها "عزل" إسرائيل عن البحر الأبيض!

المصدر: عربي بوست

هدّد حزب الله اللبناني مؤخراً بضرب قبرص إذا سمحت للجيش الإسرائيلي باستخدام مطاراتها لضرب لبنان؛ ما يثير تساؤلات عن إمكانية قيامه بذلك بالفعل، وأي أسلحة يملكها تستطيع بلوغ هذه الجزيرة في البحر الأبيض المتوسط، وتداعيات ذلك على "إسرائيل".

فما هو على المحك بالنسبة للمصالح الحيوية الإسرائيلية في حال اندلاع حرب مع حزب الله؟ وكيف يمكن أن يتأثر الجيش الاسرائيلي عسكرياً في حال توسعت الحرب إلى قبرص؟ وهل يصل مدى صواريخ حزب الله إلى قبرص؟

كان العنوان الرئيس لخطاب نصر الله في 19 حزيران تهديده بضرب قبرص إذا سمحت لإسرائيل باستخدام القواعد الجوية في الجزيرة أو غيرها من المنشآت العسكرية خلال حرب مستقبلية في لبنان.

يملك حزب الله ضمن ترسانته الكبيرة من صواريخ أرض-أرض عالية الدقة ما يصل مداها إلى 250- 500 كيلومتر، في حين أن قبرص لا تبعد عن لبنان كثيراً، بنحو 210 كيلومترات.

كذلك، فإن ترسانة حزب الله العسكرية المضادة للسفن، يمكنها فرض عزلة إضافية لإسرائيل بحراً، بما في ذلك صاروخ "ياخونت" الروسي المتقدم للغاية، وهو سلاح أسرع من الصوت يصل مداه إلى 300 كيلومتر.

بالتالي، لن يواجه "حزب الله" مشكلة كبيرة في استهداف قاعدة أكروتيري الجوية البريطانية، أو رادار المراقبة فوق الأفق "بلوتو 2″، أو محطة رادار "ترودوس" أو جمع المعلومات الاستخبارية هناك في شبه جزيرة أكروتيري، وقاعدة سلاح الجو في ضاحية "لاكاتاميا" جنوب غربي نيقوسيا، وهي تعد مركزاً لقيادة سلاح الجو القبرصي، وبها بعض الطائرات ووحدات المراقبة الجوية.

ويعد البحر الأبيض المتوسط بوابة لنحو 90% من واردات "إسرائيل" قبل الحرب الحالية في غزة، ويساهم بنسبة 80% من مياه الشرب فيها من خلال تحلية المياه، ويزودها بالغاز الطبيعي للمساعدة في تزويدها بالطاقة، بحسب "تايمز أوف إسرائيل".

ما يعني أنه في حال وقوع أحداث أمنية في البحر الأبيض المتوسط، فإنها تؤثر عميقاً في "إسرائيل" بسبب أن اعتمادها الأساسي على التجارة بشكل كبير على ما يصل من خلال هذا البحر.

أما في البحر الأحمر، فإنه سبق أن أعلن الميناء الإسرائيلي الوحيد على البحر الأحمر، في إيلات، عن انخفاض في النشاط بنسبة 85% منذ بدء هجمات الحوثيين، كما أن صادرات البوتاس من البحر الميت، فضلاً عن واردات السيارات المصنعة في الصين -والتي تشكل 70% من مبيعات السيارات الكهربائية في إسرائيل- تعتمد على إيلات.

يُعد حزب الله "أضخم جماعة مسلحة في العالم"، من حيث التسليح، فهو يملك أسلحة مضادة للطائرات والسفن والأفراد والمدرعات.

يمتلك حزب الله أسلحة وصواريخ متطورة عدة قادرة على بلوغ كامل الأراضي المحتلة، لتهدد مصالح "إسرائيل" الاستراتيجية والحيوية، لا سيما أنه استطاع بحسب ما وثقه في فيديو "الهدهد" الذي نشره مؤخراً من رصد مواقع حساسة للجيش الاسرائيلي.

رغم ذلك، فإن ترسانة أسلحة حزب الله لا يمكن معرفة حجمها بدقة، لكن نشاطه المسلح وتصريحاته وتقارير إعلامية غربية، تشير إلى أن ترسانته تتطور وتتوسع باستمرار، وبإمكانها الوصول إلى العمق الإسرائيلي.

ضمن حلفاء إيران، يُعد حزب الله الأكثر خبرة وتنظيماً وتسليحاً، ويقوم عادة بنقل خبراته إلى باقي الجماعات التي تصف نفسها بـ"محور المقاومة".

قام "عربي بوست" برصد لكامل ترسانة الأسلحة المعلن عنها لحزب الله التي ذكرتها تقارير إعلامية وبحثية، ومعلومات عن مداها الذي يهدد العمق الإسرائيلي، (يمكنك الضغط على خيارات القائمة بالأسفل لاستعراض المعلومات):

يمكن لهذا الأمر، تعطيل خطوط الشحن الحيوية إلى إسرائيل عبر شرق البحر الأبيض المتوسط، إلى جانب ما تعانيه أصلاً من تعطيلها من البحر الأحمر بسبب جماعة الحوثيين منذ منذ تشرين الثاني 2023.

وسبق أن استطاع حزب الله استهداف البارجة الإسرائيلية "ساعر 5" خلال حرب تموز 2006، أي قبل 18 عاماً، في حين أن ترسانته من الأسلحة المضادة للسفن تطورت منذ ذلك الحين.

بحسب معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، فإن اندلاع حرب بين حزب الله وإسرائيل، ستهدد حركة المرور العسكرية والتجارية الإسرائيلية في البحر الأبيض المتوسط، وستكون معرضة للخطر؛ نظراً لترسانة الحزب الكبيرة المضادة للسفن، وسجلها الحافل بالمفاجآت التكتيكية.

وستكون القطع البحرية الإسرائيلية معرضة للخطر أيضاً، بما في ذلك الممتلكات المملوكة لشركة شيفرون الأميركية.

في الوقت الحاضر، لا تتمتع قبرص وضواحيها بالحماية من خلال شبكة دفاع جوي وصاروخي قوية بحسب مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية CSIS.

لكن بحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" توصلت حكومة قبرص إلى اتفاق مبدئي في عام 2022 لشراء أنظمة القبة الحديدية من إسرائيل، على الرغم من أنه من غير الواضح ما إذا كان سيتم تسليمها أو متى.

بالتالي، فإن جزيرة قبرص قد تكون عرضة لصواريخ حزب الله في غياب نشر مدمرات الصواريخ الموجهة البريطانية أو حلف شمال الأطلسي.

يمكن لصواريخ "فاتح 110" أن تصل إلى هذه الأهداف إما من المناطق الساحلية الجبلية في لبنان أو من أقصى الشرق حتى بعلبك في وادي البقاع؛ ما يمنح "حزب الله" مرونة كبيرة لحماية منصات إطلاقه من الهجمات المضادة.

يملك حزب الله مخزوناً كبيراً من الطائرات بدون طيار الهجومية القادرة على الوصول إلى أهداف في جميع أنحاء قبرص، أو استهداف السفن في البحر الأبيض المتوسط.

ولطالما استضافت قبرص العديد من تدريبات الدفاع الجوي المشتركة وتدريبات سنوية للقوات الخاصة مع إسرائيل، ركزت على التهديدات المحتملة من حزب الله وإيران.

واتهم حزب الله الجيش البريطاني بإطلاق صواريخ دفاع جوي من قواعده في قبرص لمواجهة الطائرات بدون طيار التي أطلقها الحزب على الجيش الإسرائيلي خلال الهجوم الإيراني الكبير في 13 نيسان 2024.

اشتعال الجولان

كشفت مصادر لبنانية خاصة لـ"عربي بوست"، عن أن حزب الله بدأ بتجهيز ترسانته الحربية المضادة للطائرات في مخازن أسلحة يملكها في سوريا، بالقرب من الجولان المحتلة.

وقالت إنه استعداداً للحرب محتملة، فإن ⁠إيران فتحت كذلك مستودعات أسلحتها لحزب الله في سوريا "تتضمن صواريخ باليستية قصيرة ومتوسطة المدى، وطائرات من دون طيار، وأنظمة مراقبة واتصال".

ووعدته كذلك بتقديم أسلحة روسية إليه، تتضمن أجهزة اتصالات ومراقبة وأجهزة تشويش روسية، وسفن مراقبة وصواريخ مضادة للسفن.

مصدر إيراني كشف أيضاً لـ"عربي بوست"، في تقرير سابق، عن أن إيران ستوفر أنواع أسلحة إيرانية، تتضمن "صواريخ ألماس المضادة للدروع، وصواريخ كروز مضادة للسفن بمدى 4 و17 كيلومتراً، وصواريخ مضادة للمسيّرات"، بإمكانها بلوغ البحر المتوسط.

إضافة إلى "طائرات مسيّرة إيرانية بدون طيار استطلاعية، تستطيع الهبوط والإقلاع على سطح الماء، وتنفذ مهام استطلاعية تستمر لـ15 ساعة، ومسيرات "مهاجر 10" التي يمكنها التحليق لمسافة 2000 كيلومتر، بحمولة أسلحة 400 كيلوغرام.

وقال المصدر السابق من لبنان، إنه في حال اندلاع الحرب بين "إسرائيل" وحزب الله، فإن النظام السوري سيقف إلى جانب الحزب، الذي تدخل لصالحه منذ اندلاع الأزمة في سوريا 2011 "كرد للمعروف".

وأضاف أن قيادات حزب الله طلبت من النظام السوري تفعيل الدفاعات الجوية السورية القريبة من الجولات ضد الهجمات الإسرائيلية المحتملة، التي يمكن أن تهدد استهداف منصات الإطلاق للحزب؛ ما قد يدفع لاشتعال جبهة الجولان.

وقال إن إيران طلبت من النظام السوري أيضاً التعاون الاستخباراتي بشكل مكثف مع الروس وسوريا في حال اندلاع حرب بين حزب الله وإسرائيل.

ينبغي أن يكون سيناريو هجوم حزب الله على قبرص مثيراً للقلق بشكل خاص بالنسبة لواشنطن، نظراً للوجود العسكري المتحالف الكبير في قبرص، والذي يضم مئات من أفراد القوات الجوية الأميركية، إلى جانب بضعة آلاف من القوات البريطانية، ومفرزة من طائرات المراقبة من طراز U-2 من سرب الاستطلاع الاستكشافي الأول.

وفقاً لاتهامات حزب الله، فإن قاعدة أكروتيري البريطانية في قبرص، شاركت على نطاق واسع في تسهيل النقل الجوي للإمدادات العسكرية إلى إسرائيل خلال حرب غزة.

وسبق أن أبلغ وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الخميس 20 حزيران 2024، المسؤولين الإسرائيليين بضرورة منع المزيد من التصعيد في صراعهم مع حزب الله في لبنان وسط الحرب الإسرائيلية على غزة، حسبما ذكرت وكالة رويترز للأنباء.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن بلينكن أدلى بتصريحاته خلال اجتماع مع مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، ورون ديرمر وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي.

يأتي ذلك في وقت تتصاعد فيه التوترات العسكرية بين حزب الله وإسرائيل على وقع الحرب المستمرة في غزة منذ 7 تشرين الأول 2023، وسط توقعات إسرائيلية بشن حزب الله خطوة عسكرية استباقية، تحسباً لمبادرة من تل أبيب ببدء الحرب.

مؤشرات اندلاع الحرب تتزايد عند النظر إلى تصريحات الجانبين في حزيران 2024، فالأمين العام لحزب الله حسن نصر، حذّر من أن أي هجوم إسرائيلي كبير على لبنان "سيقابل بحرب دون ضبط النفس ولا قواعد ولا أسقف"، في حين نشرت هيئة البث الإسرائيلية "كان"، أن "إسرائيل تستعد لإعلان هزيمة القسام للتحرك ضد حزب الله".

!-- Composite Start -->
  • A-
  • A+

© Lebanese Citizens News. All rights reserved.