علمت "المدن" من مصدر في وزارة الخارجية السورية، أنَّ الرئيس السوري أحمد الشرع، يعتزم زيارة العاصمة الروسية موسكو، غداً الأربعاء، للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. فيما نقلت وكالة "رويترز" عن مصدر رسمي سوري، أن الشرع سيطالب خلال زيارته إلى موسكو بتسليم الرئيس المخلوع بشار الأسد لمحاكمته بتهمة ارتكاب جرائم ضد السوريين. كما سيجري محادثات حول استمرار وجود القاعدة البحرية الروسية في طرطوس وكذلك القاعدة الجوية الروسية في حميميم.
سلسلة زيارة
والزيارة هي الأولى من نوعها للشرع إلى موسكو، منذ سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، الذي كانت روسيا أحد أبرز داعميه بوجه هيئة "تحرير الشام" التي كان يقودها الشرع، وباقي الفصائل المعارضة لسنوات.
وأوضح مصدر وزارة الخارجية السورية لـ"المدن" أن الزيارة كان من المقرر لها أن تتزامن مع عقد القمة الروسية- العربية الأولى في موسكو، لكنها أُجّلت إلى أجل غير مسمى، بسبب تزامنها مع انشغال بعض القادة العرب بتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
وتأتي الزيارة بعد سلسلة زيارات رفيعة المستوى بين الجانبين، كان آخرها زيارة وفد عسكري سوري رفيع المستوى إلى العاصمة الروسية، لتطوير آليات التنسيق بين وزارتي الدفاع في البلدين.
إشارات إيجابية
وفي تموز/ يوليو الماضي، زار وزير الخارجية السورية أسعد الشيباني موسكو، والتقى بوتين، في زيارة قالت عنها وزارة الخارجية السورية حينها، إنها انطلاق مرحلة جديدة من التفاهم السياسي والعسكري بين سوريا وروسيا.
وقالت الخارجية السوري إن اللقاء مع بوتين يمثّل "مؤشراً سياسياً قوياً على بدء مسار إعادة العلاقات السورية الروسية، بما يعزز التوازن الإقليمي، ويخدم تمكين الدولة السورية".
وكان بوتين قد أجرى اتصالاً هاتفياً مع الشرع في شباط/ فبراير الماضي، أكد خلاله الرئيس الروسي استعداد بلاده للمساعدة في تحسين الوضع الاجتماعي والاقتصادي في سوريا، بما في ذلك تقديم المساعدات الإنسانية لسكانها.
وكان الشرع قد أبدى رغبته في إقامة علاقات مع روسيا، حيث قال إن روسيا هي ثاني أقوى دولة في العالم، ولها أهمية كبيرة، كما شدد على أن لدمشق مصالح استراتيجية مع موسكو.
وأوضح الرئيس السوري أن الإدارة الحالية لا تريد أن تخرج روسيا بطريقة لا تليق بعلاقتها الطويلة مع سوريا، كما أكد أن الإدارة الجديدة تتطلع إلى مصالح الشعب السوري أولاً، ولا تريد إثارة المشاكل والصراعات مع الدول الخارجية.