نفذ لصوص عملية سطو على مجوهرات في متحف اللوفر بباريس صباح اليوم الأحد قبل أن يلوذوا بالفرار، وفق ما أفادت وزيرة الثقافة الفرنسية رشيدة داتي، فيما أعلن المتحف الأكثر استقطاباً للزوار في العالم غلق أبوابه طوال اليوم.
ووقعت عملية السطو وفق التحقيقات الأولية صباح اليوم، ويجري حالياً تقييم قيمة المسروقات، فيما أكد وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو أن المجوهرات المسروقة من متحف اللوفر "لا تقدر بثمن". وقال وزير الداخلية، إن اللصوص "يبدو أنهم يتمتعون بخبرة كبيرة". وأضاف الوزير لإذاعة "فرانس إنتر": "إنها عملية سرقة بالغة الأهمية. من الواضح أنهم أجروا عملية استطلاع، ويبدو أنهم يتمتعون بخبرة كبيرة في هذا المجال". وأعرب الوزير عن تفاؤله "بأن المجوهرات واللصوص سيُعثر عليهم "بسرعة كبيرة". وأضاف: سيتم تعبئة جميع الألوية المركزية لشرطة المحافظة للعثور على هؤلاء الجناة.. معدل اكتشاف هذا اللواء مرتفع للغاية، أعلى من واحد من اثنين في حالات السرقة من هذا النوع"، معربًا عن أمله "في العثور سريعًا على الجناة وخاصة على البضائع المسروقة".
وذكرت صحيفة لو باريزيان أن عدة لصوص سرقوا قطع مجوهرات من مجموعة نابليون. واستخدم اللصوص الذين لم يجرِ الكشف عن عددهم بعد مصعد شحن للوصول إلى القاعة التي استهدفوها، وكانوا مزودين بمناشير كهربائية صغيرة، وفق مصدر أمني.
فتحت نيابة باريس تحقيقًا في "سرقة منظمة ومؤامرة جنائية لارتكاب جريمة"، وكلفت فرقة مكافحة اللصوصية التابعة لإدارة التحقيقات الجنائية، بدعم من المكتب المركزي لمكافحة الاتجار بالممتلكات الثقافية. ويجري حاليًا تقييم الأضرار وقائمة المسروقات، بحسب صحيفة "لو فيغارو".
وأكدت وزيرة الثقافة رشيدة داتي، في تصريحات متلفزة، أنه عُثر على قطعة مجوهرات بالقرب من المتحف". واعترفت "داتي" بضعف تأمين المتاحف في البلاد، قائلة: إن مشكلة ضعف المتاحف مشكلة قائمة منذ زمن طويل. ولم نكن مهتمين بتأمينها لمدة أربعين عامًا". وأضافت أن "رئيس متحف اللوفر اتصل قبل عامين بمدير الشرطة لإجراء تدقيق أمني"، مؤكدة ضرورة "التكيف مع هذا الشكل الجديد من الجريمة المنظمة".
ليست هذه المرة الأولى التي يهتز فيها اسم اللوفر بسبب سرقة فنية. ففي عام 1911، سرقت لوحة الموناليزا في حادثة أصبحت من أشهر قضايا الفن في العالم. وعثر عليها لاحقاً في فلورنسا بعد عامين، ما ساهم بشكل متناقض في شهرتها العالمية.
وفي عام 1983، اختفت قطعتان من دروع عصر النهضة ولم يتم استعادتهما إلا بعد أربعة عقود.هذه الحوادث، وغيرها حول العالم، تعكس أن المتاحف، رغم الإجراءات الأمنية المشددة، تظل أهدافاً مغرية لما يعرف بـ"جرائم المكانة والربح .
على الرغم من صعوبة بيع القطع الفنية النادرة في الأسواق التقليدية، تظل السرقات مغرية بسبب قيمتها الرمزية.
وفقاً لتقديرات دولية، تدر التجارة غير الشرعية للآثار والفن أكثر من 6 مليارات دولار سنوياً، لتأتي في المرتبة الثالثة بعد تجارة المخدرات والأسلحة، بحسب ما أوردت صحيفة إنديان تايمز.
يستقطب اللوفر أكثر من 30 ألف زائر يومياً، ويضم نحو 33 ألف قطعة بين لوحات ومنحوتات وآثار من حضارات مصر وبلاد الرافدين والإغريق والرومان.