جنبلاط: ما طرح علينا هو الإملاء الإسرائيلي.. والحل هو الحوار

أشار الرّئيس السّابق للحزب التّقدّميّ الاشتراكيّ وليد جنبلاط إلى أنّ "ما طرح علينا هو الإملاء الإسرائيليّ ولا يمكن أن يفرض علينا الاستسلام"، معتبرًا أنّ "الحلّ هو الحوار لإقناع حزب الله". وفي ما يتعلّق بتطوّرات السّويداء، أكّد في حديثٍ إلى "لوريان لو جور" أنّ "السّويداء جزءٌ لا يتجزّأ من الوطن السّوريّ"، داعيًا إلى "لجنة تحقيقٍ سوريّةٍ–دوليّةٍ" تعقبها إجراءات مصالحةٍ وفتح الطّرق بين دمشق والسّويداء.

واشنطن، نزع السّلاح، ودعم المؤسّسات الأمنيّة

قال جنبلاط: "ما طرح علينا هو الإملاء الإسرائيليّ: "انزعوا سلاح حزب الله ثمّ سنرى كيف نقنع الإسرائيليّين بالانسحاب"." وأضاف أنّ "إسرائيل عزّزت مواقعها في الجنوب"، ملاحظًا في المقابلة نفسها أنّ "جزءًا كبيرًا من عمليّة نزع السّلاح تحقّق جنوب اللّيطاني".

ودعا إلى "تعزيز الجيش اللّبنانيّ لجانب العديد والتّجهيزات ورواتب الأفراد"، مشيرًا إلى أنّ "السّماح للعسكريّين بعملٍ إضافيٍّ جزئيٍّ بسبب الأزمة ليس مفيدًا للمؤسّسة العسكريّة". وأثنى على "مساعدةٍ مقبولةٍ من قطر"، متوجّهًا بطلب "دعمٍ أميركيٍّ فعليٍّ".

كما شدّد على "دعم قوّات الأمن الدّاخليّ"، معتبرًا أنّ ذلك "يساعد الجيش على التّفرّغ لمهامٍّ أخرى كترسيم الحدود مع سوريا، ابتداءً من مزارع شبعا لمكافحة التّهريب، وصولًا إلى الحدود البحريّة"، وداعيًا إلى "تناسقٍ مباشرٍ بين لبنان وسوريا" و"الاستمرار في تفكيك مصانع الكبتاغون في البلدين".

وفي القطاع المصرفيّ، أكّد: "نحن مع توصيات صندوق النّقد الدّوليّ والبنك الدّوليّ، ولكنّ هناك مجموعةً من لبنانيّين نافذين في البرلمان وفي الولايات المتّحدة تعارض أيّ مساسٍ بالقطاع"، مضيفًا: "مواقفٌ واضحةٌ من المسؤولين الأميركيّين قد تسكت هذه الأصوات".

بين شروطٍ متشدّدةٍ وواقع السّلاح

رأى جنبلاط أنّ "الدّولة اللّبنانيّة عالقةٌ بين الشّروط الأميركيّة–الإسرائيليّة وتشدّد حزب الله"، مؤكّدًا: "لا يمكن أن يفرض علينا الاستسلام؛ أطرح أفكاري من أجل عودةٍ طبيعيّةٍ بظروفٍ تحفظ الكرامة. نريد تحرير الأراضي المحتلّة وتطبيق القرارات الدّوليّة". وأضاف: "التّركيز على السّلاح لن يكون مقبولًا لدى شريحةٍ واسعةٍ من الطّائفة الشّيعيّة. الحلّ هو الحوار لإقناع حزب الله، فإنّ الأمين العامّ نعيم قاسم محقٌّ حين يعتبر أنّ سلاح الحزب هو روح أنصاره".

وحول قدرة الجيش على تطبيق خطّته، قال: "إذا اعتمدنا إجراءاتٍ مناسبةً ومنهجيّةً ذكيّةً للحوار ورفضنا الإملاءات الإسرائيليّة والإيرانيّة يمكن الوصول إلى نتيجةٍ. أمّا الأسلوب العنفيّ والمواجهة العسكريّة فلن يفضيا إلى شيءٍ"، مشدّدًا على "أهمّيّة أن يتزامن الانسحاب الإسرائيليّ مع أيّ عمليّة نزعٍ للسّلاح".

وأردف: "الجيش لن يشهد انقسامًا داخليًّا، لكن يجب ألّا نعيد تجربة استخدام المؤسّسة ضدّ النّاس". واعتبر أنّ "الرّئيس نبيه برّي قادرٌ على مخاطبة الطّائفة الشّيعيّة بذكاءٍ أكبر"، مضيفًا: "يمكننا المساعدة لنقول إنّ بعض الأسلحة الثّقيلة – مثل الصّواريخ البالستيّة – لا تجلب إلّا الكوارث على المناطق الشّيعيّة وعلى لبنان كلّه. خلال حرب 2024 تبيّن اختلال ميزان القوى؛ كنت أظنّ أنّ هذه الصّواريخ قادرةٌ على إيلام إسرائيل، لكنّنا لا نواجه إسرائيل وحدها، فهناك أيضًا الولايات المتّحدة حليفتها".

برّي، 7 أيّار، وإعلام "الحزب"

وعن العلاقة بين الرّئيس نبيه برّي وحزب الله، قال: "أعتقد أنّ برّي معنًى كثيرًا بعودة الأمور إلى طبيعتها. لا ننسى أنّ ما صنعه في الجنوب دمّر خلال حرب 2024".

وردًّا على التّهديدات باستعادة سيناريو 7 أيّار 2008، أجاب: "هذه مجرّد دعايةٍ من اليمين لا تحترم مكوّنًا لبنانيًّا وإسلاميًّا كان جزءًا من المقاومة. المقاومة كانت ضروريّةً في وقتها بسبب الاحتلال والاعتداءات الإسرائيليّة، ولكنّني لا أخشى تكرار 7 أيّار".

وجدّد جنبلاط موقفه في ملف السّويداء قائلًا: "السّويداء جزءٌ لا يتجزّأ من الوطن السّوريّ. منذ بداية الأحداث الأخيرة دعوت إلى تشكيل لجنة تحقيقٍ. ومع الأميركيّين طالبت بلجنة تحقيقٍ سوريّةٍ–دوليّةٍ للنّظر في ما جرى. هناك جريمةٌ ارتكبت بحقّ الدّروز إلى جانب نزوحٍ واسعٍ وعنفٍ ضدّ البدو"، مؤكّدًا "ضرورة فتح الطّرق بين دمشق والسّويداء"، ومشدّدًا على أنّ "هذه مسؤوليّة الدّولة السّوريّة، ولكن على الدّروز أيضًا قبول ذلك، فإنّ بعض الأصوات داخل الطّائفة ما زالت ترفض هذه الخطوة".

وأضاف: "بعد التّحقيق والمحاسبة، يجب العمل على ملفّ المعتقلين والمفقودين من الطّرفين للوصول إلى مصالحةٍ، كما حصل عام 2001 في الجبل بين الدّروز والمسيحيّين، تليها مشاركة الدّروز في القوّات المسلّحة والإدارة".

وختم جنبلاط معلّقًا على تصريحات الرّئيس السّوريّ أحمد الشّرع الأخيرة حول لبنان: "لبنان أمام فرصةٍ تاريخيّةٍ، خصوصًا أنّ الشّرع قالها بوضوحٍ: النّظام السّوريّ لم يعد في فلك إيران. هناك سوريا مستقلّةٌ لأوّل مرّةٍ منذ أكثر من خمسين سنةً. وهذه فرصةٌ كبرى أمام لبنان لا يجب تفويتها".

  • A-
  • A+

© Lebanese Citizens News. All rights reserved.