"حزب الله": لن نُسلّم السلاح ونرفض نقاش الإستراتيجية قبل الانسحاب

يؤكد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب إيهاب حمادة أن سلاح "حزب الله" ليس عبئاً على لبنان بل ركيزة لقوته، ملوّحاً بأن أي محاولة لتسليم هذا السلاح تعني تجريد لبنان من آخر أدوات الردع. ويرى في ربط موضوع نزع السلاح باتفاق وقف النار تفسيراً خاطئاً للنصوص، وتوظيفاً سياسياً لا يخدم إلا الطرف المعتدي. ويشدد على أن الاتفاق لم يأتِ على ذكر تسليم سلاحه في كامل الجغرافيا اللبنانية، بل في المناطق الواقعة جنوب نهر الليطاني حصراً.

وفي حديث إلى "النهار"، يرى أن التمسك بسلاح "حزب الله" هو خيار استراتيجي نابع من اقتناع راسخ بأن هذا السلاح يمثّل "مسألة وجود" في وجه التهديدات الإسرائيلية والمشاريع الصهيو-أميركية. ويقول إن شعار "لن نترك السلاح" لم يكن وليد عاشوراء الأخيرة، بل هو شعار قديم يعبّر عن عقيدة الحزب منذ التأسيس، وكان يسبق خطابات الأمين العام السيد حسن نصرالله دائماً. ويشدد على أنّ "تسليم السلاح لم يكن ذات يوم ولن يكون مطروحا مهما كانت الأثمان والتضحيات".

ويضيف حمادة أن "حزب الله لم يطرح يوماً تسليم السلاح"، لكنه كان منفتحاً على الحوار في شأن استراتيجية دفاعية وطنية، شريطة أن تكون داخلية وسيادية وتراعي حماية لبنان أرضاً وشعباً وثروات. وسبق للحزب أن شارك في طاولة الحوار عام 2006 حول هذه الاستراتيجية، ولا يزال منفتحاً على النقاش ضمن هذه الثوابت".

لكنه يكشف أن "الحزب اليوم يرفض حتى الخوض في نقاش للإستراتيجية الدفاعية قبل انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية وتطبيق القرار 1701 كاملاً"، معتبراً أن "الضامن الأميركي أثبت فشله، وأن المجتمع الدولي غير قادر على كبح الاعتداءات الإسرائيلية".

ورداً على سؤال عن حصر السلاح بيد الدولة، يؤكد حمادة أن "الحزب جزء من الدولة بمؤسساتها التشريعية والتنفيذية"، نافياً وجود جناح عسكري منفصل عن السياسي. ويقول: "لا جناحين لحزب الله. الحزب واحد وقيادته واحدة".

ويتساءل عن القرارات التي اتخذتها الحكومات المتعاقبة للدفاع عن لبنان، مشدداً على أن الجيش "لم يُقصّر، لكن غياب القرار السياسي حال دون قيامه بدوره الكامل"، ومستشهدا بمعركة جرود عرسال التي أظهر فيها الجيش أداءً بطولياً عندما توافر الغطاء السياسي.

ويوضح حمادة أن "الانسحاب الإسرائيلي من بعض الأراضي اللبنانية لم يكتمل، وأن هناك خروقاً يومية للقرار 1701 الذي وافق عليه الحزب كما أقرته الدولة اللبنانية، لكن إسرائيل لم تلتزم، وسجل أكثر من 3700 خرق".

ويرى أن "السلاح لا يرتبط بجنوب الليطاني فحسب، بل يشمل كامل الأراضي اللبنانية، في ظل وجود تهديدات على الحدود الشرقية حيث تنتشر إسرائيل داخل الأراضي السورية، ما يجعل السلاح ضرورة لحماية البقاع الغربي والشمالي".

وفي معرض الحديث عن الحرب الأخيرة، يشير حمادة إلى أنها "أثبتت توازن الردع"، مستشهدا بـ"اليوم الثالث والستين" الذي شهد إطلاق 400 صاروخ على إسرائيل رغم مزاعمها بتدمير الترسانة. ويعتبر أن "الانتصارات التي تحققت منذ 1982 وحتى 2006 لم تكن ممكنة إلا بالمقاومة، ولولا المقاومة لكان العدو في بيروت".

وفي ما يخص قدرة البيئة الحاضنة لـ"حزب الله" على تحمّل حرب جديدة، يستشهد بـ"المشاركة الكثيفة في مجالس عاشوراء، والشعارات التي رفعت". ويقول: "في ثقافتنا لا فصل بين الدين والسياسة. شعار هيهات منا الذلة اليوم يُقال للإسرائيلي والأميركي".

ويختم بأن "المقاومة مستعدة دائماً لأي مواجهة، ولن تتخلى عن سلاحها ما دام الاحتلال قائماً والتهديد مستمرا"، معتبراً أن البديل هو "الذل والاستسلام".   

  • A-
  • A+

© Lebanese Citizens News. All rights reserved.