ذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية، اليوم الأربعاء، أن مسؤولاً إسرائيلياً رفيع المستوى، لم تسمّه، شارك في الأيام الأخيرة، في الاتصالات بين الدروز والبدو في سورية، بشأن صفقة تبادل أسرى بين الطرفين.
وقالت الصحيفة إن الأحداث الأخيرة في السويداء، تعزز الموقف الأمني الإسرائيلي القائل بضرورة الاستمرار في السيطرة على المنطقة العازلة في سوريا (في الجولان السوري المحتل)، حتى في المدى القريب، "خشية من أي نشاط إسلامي ضد البلدات الإسرائيلية".
أطراف ثالثة
ووفقاً للصحيفة، فإن المصدر الإسرائيلي على اتصال بأبناء الطائفة الدرزية، بينما تدير أطراف ثالثة، من بينها أميركيون، المفاوضات مع النظام السوري والطرف البدوي، "على أمل إطلاق سراح جميع الأسرى من الجانبين في الأيام القريبة". وتكمن المصلحة الإسرائيلية، كما يشرح مسؤولون كبار، لم تسمهم الصحيفة، في "تهدئة النفوس والأوضاع في هذه المرحلة، رغم أنه من الواضح أن الحديث يدور عن تهدئة مؤقتة فقط".
وأشارت الصحيفة إلى أن جهات إسرائيلية مطلعة على الموضوع، أن "الأحداث الأخيرة في السويداء دليل على أن إسرائيل لن تستطيع التخلي في المستقبل القريب عن المنطقة العازلة التي سيطرت عليها في ديسمبر/ كانون الأول الماضي". وتضيف الجهات ذاتها، "مثلما لم تكن لدى الاستخبارات الإسرائيلية معلومات مسبقة عن أن جهات معادية - بداية من النظام (السوري) ثم البدو- ستهاجم الدروز، فإنه ليس من المؤكد أن تكون لدى إسرائيل معلومات عن محاولة جهات إسلامية الوصول إلى بلدة إسرائيلية".
ووفقاً للصحيفة، تشدد القيادة السياسية والأمنية الإسرائيلية، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، مراراً، على أن دولة الاحتلال الإسرائيلي في حاجة إلى مناطق عازلة على كل الحدود، بزعم حماية التجمعات السكنية الإسرائيلية القريبة من الحدود. وتواصل دولة الاحتلال منذ إطاحة النظام السوري السابق برئاسة بشار الأسد، وتولي السلطات السورية الجديدة مهامها، إضعاف سورية من الداخل، وضرب قدراتها الاستراتيجية، وإذكاء الاقتتال الفئوي والطائفي، فضلاً عن احتلالها المزيد من الأراضي السورية.
وشنّت منذ بداية الأزمة الحالية، عدة هجمات على مواقع سورية، بزعم حماية الدروز السوريين، في ظل تواصلها الدائم مع فئة منهم، وتنسيقها معهم، رغم رفض فئات واسعة من دروز سورية التدخل الإسرائيلي. وتحاول إسرائيل استغلال دروز سورية لتنفيذ مخططاتها في البلد الذي يحاول النهوض بنفسه. كما تصدّر وكأن تحركاتها ضد سورية، هي لتلبية حلفائها من دروز إسرائيل بقيادة رئيسهم الروحي موفق طريف، الذي كثّف دعواته للمسؤولين الإسرائيليين في الآونة الأخيرة بمهاجمة سورية، كما ساهم من قبل بتنظيم زيارة مشايخ دروز سوريين الى إسرائيل.
إسرائيل تواصل إطلاق التهديدات
في غضون ذلك، يستمر مسؤولون إسرائيليون بإطلاق التهديدات تجاه الدولة السورية، كما يشيرون صراحة إلى ضربات قادمة. ومن آخر التصريحات ما قال رئيس أركان جيش الاحتلال إيال زامير في تقييم للوضع العسكري، أول أمس الاثنين، إن "الجيش الإسرائيلي مطالب بالعمل هجومياً على عدة جبهات إلى جانب الدفاع الحيوي على الحدود. سنواصل الحفاظ على التفوّق الجوي وسنواصل الجهد الاستخباري".
وأضاف زامير: "نعمل بشكل متعدّد الجبهات، سنواصل إضعاف سورية وحزب الله، ومنعهما من تطوير قدرات استراتيجية، والحفاظ على حرية عملنا. كما نعمل في الضفة الغربية (المحتلة) ونواصل محاربة الإرهاب بشكل متواصل ومنهجي. إيران والمحور أمام أعيننا، والمعركة ضدّ إيران لم تنته". وأشار زامير إلى أن "عام 2026 سيكون عام الجاهزية، والتطوير، وتحقيق الإنجازات، واستعادة الكفاءة والأسس، واستغلال الفرص العملياتية".