لبنان في مواجهة 3 سيناريوات للحرب

كتب أنطوان فرح في “نداء الوطن”: 

يصعب تقدير حجم ونوعية الخسائر التي قد يتعرّض لها لبنان جراء تداعيات وشظايا الحرب الإسرائيلية الإيرانية المفتوحة. ومن البديهي، أن الرؤية الواضحة للانعكاسات، ترتبط بعوامل متنوعة، أهمها العناصر التالية:

أولاً- الفترة التي قد تستغرقها المواجهات.

ثانياً- نوعية الأهداف التي سيتم ضربها في الجانبين الإيراني والإسرائيلي.

ثالثاً- الخطوات التي قد يتخذها طرفا النزاع (إغلاق مضيق هرمز على سبيل المثال).

رابعاً- احتمال دخول دول وجهات أخرى في المواجهات، مثل الولايات المتحدة، أو حتى لبنان عبر تدخّل «حزب الله».

لكن ما هو مؤكّد حتى هذه اللحظة، وقبل استشراف المراحل المقبلة من النزاع، أن لبنان فقد قسماً من إيرادات سياحية كان يأمل الحصول عليها هذا الصيف. ولكن الجزم بأن الموسم ضُرب بالكامل، فيه الكثير من التسرّع في قراءة النتائج. لأن الحديث عن هذه النتيجة يتطلب أن تمتد المواجهات العسكرية إلى ما بعد نهاية حزيران الجاري. وهذا الأمر ليس مؤكداً، ولو أن التحليلات القائمة حالياً ترجّح هذه الفرضية.

في كل الأحوال، هناك ثلاثة سيناريوات يمكن أخذها في الاعتبار لرسم مشهدية مُبكرة للانعكاسات الاقتصادية على لبنان.

أولاً- سيناريو (A)، أن تنجح الوساطات الدولية في وقف سريع للمواجهات العسكرية، وتعود إيران إلى طاولة المفاوضات النووية، وترتفع الآمال بالوصول إلى اتفاق نووي سريع يسحب فتيل التوترات في المنطقة، ويساهم في الداخل في حسم ملف حصرية السلاح في يد الدولة اللبنانية.

ثانياً- سيناريو (B) أن يطول أمد الحرب، (إلى ما بعد حزيران) ويرتفع منسوب التدمير المتبادل، بهدف مواصلة الضغط على إيران لإجبارها على العودة إلى طاولة المفاوضات، والانصياع للشروط الأميركية.

ثالثاً- سيناريو (C) تمتد نيران الحرب إلى دول أخرى، وتعمد ايران إلى ضرب أهداف نفطية في دول عربية تتواجد فيها قواعد عسكرية اميركية، أو تعمد إلى اغلاق مضيق هرمز، وتقطع إمدادات النفط الخليجي عن العالم.

في السيناريو المتفائل (A)، لن تكون الخسائر الاقتصادية في لبنان ذات شأن. وحتى الموسم السياحي الصيفي يمكن إنقاذه جزئياً، لا سيما في القسم المتعلق بقدوم اللبنانيين المقيمين في الخارج، على الأقل، وبعض من السياح. وسيكون الأمل بالغد أفضل مما هو عليه اليوم. وبالتالي، لن يكون البلد خاسراً، في هذه الحالة.

في السيناريو «المتشائل» (B)، سيخسر لبنان الموسم السياحي بأكمله، وسيفقد حوالى 4 إلى 5 مليارات دولار كان مقدّراً أن تدخل إلى البلد وتساهم في سد عجز ميزان المدفوعات. وسيكون هناك تأخير في مشاريع المفاوضات مع صندوق النقد، وتأخير مسار إقرار القوانين، وفي مقدمها قانون الفجوة المالية الذي يُفترض أن يكون العمل عليه قطع شوطاً كبيراً اليوم، من قبل مصرف لبنان، قبيل تقديمه إلى الحكومة، لصوغ مشروع قانون تناقشه وتحوله إلى المجلس النيابي.

في السيناريو الأسود المتشائم، (C)، ستمتد نيران الحرب إلى دول أخرى. وسيتم إغلاق مضيق هرمز، ويتعرّض أمن الطاقة العالمي إلى أزمة، وسيكون لبنان في وضع معقّد، لجهة تأمين المواد الاستراتيجية لأمنه القومي والاجتماعي (نفط، قمح، أغذية، دواء…) إما بسبب انقطاع بعض السلع بسبب ضرب سلسلة الإمداد، أو بسبب ارتفاع أسعار تلك السلع، بحيث ستصبح عصيّة على قدرات اللبنانيين الشرائية.

وفي مثل هذا الوضع، لا يمكن ضمان أي وضعٍ ثابت، بما فيه سعر صرف الدولار… أما في حال تدخّل «حزب الله» في مساندة إيران، عندها سنكون أمام مشهد أشدّ قساوة.

بانتظار، أي من هذه السناريوات سيتحقق، لا بد للحكومة أن تبحث في اجتماعها اليوم، سلسلة إجراءات طارئة، تحضيراً لأسوأ السيناريوات. وبعد ذلك، لن يكون أمامنا سوى الصلاة والتمنيات.

  • A-
  • A+

© Lebanese Citizens News. All rights reserved.