علّقت وكالة "بلومبرغ" الاقتصادية على ما كشفته شبكة "CNN" الأميركية بشأن معلومات استخبارية جديدة تلقاها مسؤولون أميركيون تفيد بأنّ إسرائيل تستعدّ لشن هجوم محتمل على المنشآت النووية الإيرانية، في وقتٍ تتواصل فيه المفاوضات النووية بين إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وطهران.
ورأت "بلومبرغ" أنّ "لا مؤشرات على هجوم وشيك"، معتبرة أنّ التسريب "ربما يهدف إلى الضغط على إيران"، خاصة مع تصاعد الشكوك لدى القيادة الإيرانية بشأن نجاح المحادثات النووية الجارية. وأضافت أن القلق من اندلاع مواجهة إسرائيلية – إيرانية ساهم في رفع أسعار النفط عالمياً.
وفي موازاة التصعيد في الملف الإيراني، رصدت "بلومبرغ" تنامي الإجماع الدولي بشأن ضرورة وقف حرب إسرائيل ضد حماس، وسط تحذيرات من كارثة إنسانية في قطاع غزة.
وأشارت الوكالة إلى أنّ الإدانات الغربية الجماعية من دول مثل المملكة المتحدة، فرنسا، وكندا، تُعد "محاولة للضغط على إسرائيل"، فيما تبنّت دول أوروبية مثل إسبانيا مواقف أكثر تشدداً.
وفي هذا السياق، وصف وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، العملية العسكرية الإسرائيلية الأخيرة بأنها "لا تعني سوى تحويل غزة إلى مقبرة"، مؤكداً أنّ "هذا أمر لا يمكن للمجتمع الدولي أن يسمح به".
في الداخل الإسرائيلي، أفادت "بلومبرغ" بوجود تنامٍ في خيبة الأمل الشعبية من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مع تصاعد انتقادات المعارضة وبعض الأصوات داخل الحكومة، التي اتهمت الجيش والحكومة بارتكاب جرائم حرب، مطالبة بجعل ملف عودة الأسرى أولوية تتقدّم على استكمال الحرب.
لكن نتنياهو ووزراءه، بحسب الوكالة، يصرّون على مواصلة القتال حتى تحقيق أهدافهم، والتي تشمل:
-نزع سلاح حركة حماس
-القضاء على قياداتها أو نفيهم
-إعادة جميع الأسرى
-ضمان ألا يشكّل قطاع غزة أي تهديد أمني مستقبلي
-جمود في المفاوضات حول الأسرى
على صعيد الوساطة الدبلوماسية، ذكرت "بلومبرغ" أنّ محادثات إعادة الأسرى تعثرت، إذ تراهن إسرائيل على أن يؤدي الضغط العسكري إلى أحد خيارين: اتفاق أو حسم ميداني.
وفي المقابل، تريد واشنطن انتهاء الحرب، لكنّها لم تطلب علناً من إسرائيل التوقف عن العمليات العسكرية، ما يوحي، بحسب بلومبرغ، بأنّ الضغوط الدولية لم تصل بعد إلى مستوى قادر على إحداث تحوّل حقيقي في الموقف الإسرائيلي.