أطلقت قوات الجيش الإسرائيلي، صباح اليوم الأربعاء، الرصاص الحيّ بشكل مباشر وكثيف باتجاه وفد دبلوماسي دولي، عند المدخل الشرقي لمخيم جنين شمال الضفة الغربية، وفق ما أفادت به وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا".
وذكرت الوكالة أن إطلاق النار وقع خلال جولة للوفد قرب مدخل مخيم جنين للاطلاع على "الواقع المأساوي والمعاناة اليومية التي يعيشها سكان المخيم"، مشيرة إلى أن الجنود الإسرائيليين أطلقوا النار في محيط البوابة الحديدية التي نصبها الجيش على المدخل الشرقي للمخيم، ما أثار حالة من الهلع في صفوف أعضاء الوفد وعدد من الصحافيين الذين كانوا يرافقون الجولة لتغطيتها إعلاميًا.
وأوضحت "وفا" أن الوفد ضم سفراء وممثلي وزارات خارجية من دول عربية وأجنبية، بينها مصر، الأردن، المغرب، الاتحاد الأوروبي، البرتغال، الصين، النمسا، البرازيل، بلغاريا، تركيا، إسبانيا، ليتوانيا، بولندا، روسيا، اليابان، رومانيا، المكسيك، سريلانكا، كندا، الهند، تشيلي، فرنسا، بريطانيا، وغيرها. وكان الوفد قد بدأ زيارته صباحًا من مقر محافظة جنين، حيث استمع إلى عرض من المحافظ عن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في المدينة، والتداعيات الكارثية للعدوان الإسرائيلي، خصوصًا ما لحق بالبنية التحتية والمرافق الحيوية، إضافة إلى معاناة أكثر من 22 ألف نازح هجّرهم الجيش الإسرائيلي من بيوتهم في المخيم.
من جهته، أقرّ الجيش الإسرائيلي في بيان رسمي بإطلاق ما أسماه "طلقات تحذيرية" باتجاه الوفد، موضحًا أن "الوفد كان دخل جنين بتنسيق محكم، وجرى منحه مسارًا معتمدًا نظرًا لوجوده في منطقة قتال نشطة".
وأضاف البيان، "بحسب التحقيق الأولي، فقد انحرف الوفد عن المسار المحدد، ووصل إلى منطقة يُمنع التواجد فيها، مما دفع القوات المتواجدة هناك إلى إطلاق نيران مراوغة. ولم يُسجّل وقوع أي إصابات أو أضرار".
وأشار إلى أن قائد فرقة الضفة الغربية العميد ياكي دولف سيجري تحقيقًا فوريًا في الحادثة، وأن قائد الإدارة المدنية العميد هشام إبراهيم طلب من الضباط التواصل الفوري مع ممثلي الدول، على أن يوافيهم بنتائج التحقيق الأولي.
واختتم الجيش الإسرائيلي بيانه بالإعراب عن "الأسف للإزعاج الذي سبّبته الحادثة"، بحسب تعبيره.