بالأرقام والأسماء صيدا نحو معركة انتخابية الأقوى جنوبًا..4 لوائح و96 مرشحًا
▪️سعد والجماعة حسما خيارهما والعين على موقف البزري ونسبة الاقتراع السبت
تحقيق حنان نداف
وطنية - على مسافة ايام من موعد الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظة الجنوب يبدو المشهد الانتخابي في صيدا أكثر وضوحًا حيث تتجه المدينة بخطى ثابتة نحو معركة انتخابية حامية بين عدد من اللوائح: لائحة " نبض البلد "برئاسة المهندس محمد دندشلي المدعومة من النائب الدكتور اسامة سعد وتجمع "عل صوتك" وتجمع "مهندسي صيدا والجوار"، لائحة "صيدا بدا ونحنا أدا" برئاسة الصيدلي عمر محمد مرجان والمدعومة من عائلات والمجتمع المدني، لائحة " سوا لصيدا " مكتملة برئاسة عضو المجلس البلدي المهندس مصطفى حجازي المدعومة من رئيس بلدية صيدا السابق المهندس محمد السعودي ورجل الأعمال مرعي ابو مرعي وعائلات. لائحة "صيدا بتستاهل" مؤلفة من مجموعة اسماء من المستقلين من ذوي الكفاءات والاختصاصات وتلقى دعما من الجماعة الإسلامية وعائلات، بالإضافة إلى مرشحين منفردين حيث بلغ عدد المرشحين على الانتخابات البلدية حتى ليل الأحد - الاثنين 96 شخصًا يتنافسون على 21 مقعدًا بلديًا بمن فيهم الرئيس ونائب الرئيس في وقت بلغ عدد المرشحين في دورة انتخابات الـ2016 ، 51 مرشحًا ما يعكس هذه السنة اهتمامًا شعبيًا بالانتخابات البلدية وارتفاع رغبة المشاركة لدى الصيداويين .
تعيش مدينة صيدا اجواء انتخابية تنافسية بين هذه اللوائح التي تتنافس فيما بينها على تقديم الأفضل في برامج انتخابية تعكس رؤى متنوعة وخطط مستقبلية لما ستكون عليه المدينة في السنوات الست المقبلة حيث تنشط لقاءات أعضاء اللوائح مع القطاعات والجمعيات والروابط العائلية وتكثر البيانات والإطلالات الإعلامية فيما اللافت في هذه الانتخابات مشاركة الجيل الشبابي والعنصر النسائي لجهة التمثيل ضمن اللوائح في وقت تمتلىء شوارع المدينة وأعمدتها ولوحاتها الإعلانية بصور المرشحين وشعاراتهم الانتخابية في دلالة على حماوة المعركة فيها.
يبدو ان انتخابات هذا العام كسرت الصورة النمطية على ما كانت عليه الانتخابات البلدية في الأعوام السابقة في المدينة فالثابت ان الانتخابات عادة تتداخل فيها العوامل العائلية والإنمائية لكن تبقى ضمن قالب سياسي يتحكم بها لجهة دعم اللوائح بشكل علني وصريح من القوى السياسية النافذة في المدينة اما في انتخابات 2025 فيسجل تدخل غير مباشر للقوى السياسية وترك الخيار للعائلات بالدرجة الاولى، ناهيك عن قرار تيار المستقبل بعدم التدخل في هذه الانتخابات ومشاركة جمهوره فقط عبر الاقتراع. كما ان النائب الدكتور عبد الرحمن البزري لم يحسم خياره حتى الان بشكل واضح وصريح حيال دعم أي من اللوائح فيما أعلن كل من النائب الدكتور اسامة سعد خياره بدعم لائحة " نبض البلد" والجماعة الاسلامية بدعم لائحة " صيدا بتستاهل " التي تضم اسماء من المستقلين .
*▪️شمس الدين*
يقول الباحث في الدولية للمعلومات محمد شمس الدين في حديث خاص لـ "الوكالة الوطنية للإعلام" : "ان المشهد الانتخابي في صيدا هو انعكاس لما شهدته المدن والبلدات السنية وخصوصا في ظل ابتعاد تيار المستقبل عن المشهد وأحداثه فراغا في هذه الساحة حيث سيشارك جمهوره عبر الاقتراع فقط وسيكون لهم حرية الاختيار "، معتبرًا أن "ترشح نحو 96 شخصًا على الانتخابات البلدية في صيدا مقابل 51 مرشحًا في دورة الـ 2016 هو عدد كبير نسبيا يعكس ارادة في المشاركة والتغيير، سائلا في الوقت نفسه هل سيقابل ارتفاع عدد المرشحين ارتفاعا في نسبة الاقتراع؟ مستبعدا هذا الامر على اعتبار ان نسبة الاقتراع منذ العام 2010 سجلت في صيدا حوالى 54,6% لتعود وتنخفض في العام 2016 الى 44,5 %.
واعتبر شمس الدين أنه "بالنسبة إلى حظوظ اللوائح الأساسية الثلاث نحن على مسافة ايام والانتخابات البلدية والاختيارية تقرر فيها الخيارات قبل بيوم او يومين وحتى بعد ظهر يوم الانتخاب، هناك فئات في المدينة حسمت خياراتها ولكن الكتل الاساسية التي تغيّر الموازين ممكن ان تحسم خيارها مساء الجمعة او حتى يوم السبت بعد الظهر لذلك اليوم لا يمكن الحديث عن لائحة متقدمة على أخرى".
تابع: "النائب اسامة سعد حدد خياره بدعم لائحة "نبض البلد" اما لائحة "سوا لصيدا" يتردد انه يدعمها جزء من أنصار تيار المستقبل والى الان لم يتضح موقف القطب الاساسي في صيدا وهو النائب الدكتور عبد الرحمن البزري، إذن اللوائح الثلاث الأساسية تدعمها كتل متوازية من حيث الحجم الانتخابي ويمكن القول إن هناك كتلة مؤلفة من نحو أربعة إلى خمسة الاف صوت وهي التي تمثل الفئات التي لم تحدد خيارها بعد وبعض من المجتمع المدني ، هذه الكتلة ستحسم المعركة في صيدا، إذا صبت لجهة لائحة معينة فسنشهد مجلسًا بلديًا متجانسًا، أما إذا توزعت على اللوائح فسنشهد مجلسًا بلديًا من ثلاث لوائح".
ولفت شمس الدين إلى انه "من المبكر حسم نتيجة معركة صيدا فالمعركة إلى الآن شبه متوازنة، هناك كتلة من أربعة إلى خمسة الاف صوت إذا توزعت على اللوائح الثلاث قد يكون هناك خروق متبادلة واذا ذهبت الى لائحة محددة ممكن ترجيح فوزها بالمقاعد الـ 21 لذلك من المبكر ان نحسم لانه ما زال موقف الدكتور البزري غير واضح خياره و تيار المستقبل ايضا كيف سيتبلور خياره لم يتحدد بعد".
وفي ما يتعلق بالصوت الشيعي في صيدا لفت شمس الدين إلى أنه "سيتوزع لأنه لا انتخابات نيابية وخيارات سياسية وبالتالي ستتوزع هذه الاصوات وممكن ان يقترع نحو 3200 شيعي بأحسن الاحوال وبالتالي هذه الكتلة ستتوزع لان ثلثهم يتأثر بالخيار الحزبي والثلث الاخر من نسيج صيدا يتأثر بالنسيج العائلي المحلي، مشيرًا إلى أن "تأثير أمل وحزب الله بهذه الانتخابات قليل جدا".
وفي ما يتعلق بالجماعة الاسلامية اعتبر شمس الدين ان "كتلة الجماعة التي تشكل نحو 2000 صوت حسمت خيارها لصالح دعم لائحة من مجموعة من الأسماء وبالتالي حدّدت موقفها واخذت 2000 صوت من هذه المعركة"، معتبرا اياها "في خانة تسجيل موقف".
وأشار شمس الدين إلى أنه "لا يمكن الربط بين الانتخابات البلدية والانتخابات النيابية فالبلدية مؤشّر لكن طبيعة القانون يختلف، لذلك لا يمكن ان نبني على نتائجها في ما خص الانتخابات النيابية المقبلة".
*▪️توزع الناخبين بالأرقام*
تجدر الإشارة إلى ان عدد الناخبين في صيدا حاليا يبلغ 69474 ناخبا يتوزعون على الشكل التالي :59423 من الناخبين السنّة اي بنسبة 86%
6392 من الناخبين الشيعة اي بنسبة 9%
3660 من الناخبين المسيحيين اي بنسبة5%
يشار إلى ان نسبة الاقتراع في دورة انتخابات بلدية 2016 بلغت 44,5% فيما بلغت نسبة الاقتراع في دورة انتخابات الـ2010 ، 54,6%، ما يعني تدني مستوى الاقتراع بنسبة 15% .