أكدت القناة 12 الإسرائيلية أنّ جهاز الشاباك، اليوم الأحد، يحقق في أسباب فشل الجهاز في الحصول على أي معلومات بشأن نية حركة حماس تنفيذ هجوم الـ7 من تشرين الأول، وهو الهجوم الذي وقع على غلاف غزة وأسفر عن مئات القتلى والجرحى الإسرائيليين.
وبحسب القناة، أظهر التحقيق الذي أجراه "الشاباك" أن بعض عملاء الجهاز في قطاع غزة كانوا يخدعون "الإسرائيلي"، ولا يعملون معه بالشكل المطلوب، بل إنهم قد يكونون قد تسللوا في صفوف حماس، ويخدمون مصالح الحركة بدلاً من إسرائيل. ورغم أن "الشاباك" يواجه صعوبة في اختراق حماس عبر العملاء، إلا أن التحقيقات كشفت أنّ بعض هؤلاء العملاء كانوا يقعون في فخ الخداع من قبل الحركة، وهو ما قد يكون قد سهل نجاح الهجوم المفاجئ.
وأضافت القناة أنّ عناصر حركة حماس يمارسون إعدامات فورية بحق أي شخص يُشتبه في تعاونه مع "الإسرائيلي"، وهو ما يجعل مهمة تجنيد العملاء في قطاع غزة أكثر تعقيدًا وصعوبة. في الوقت نفسه، تعترف إسرائيل بصعوبة اختراق حماس عبر عملائها في قطاع غزة، بالنظر إلى الأساليب الأمنية المشددة التي تتبعها الحركة.
وبالعودة إلى هجوم 7 من تشرين الأول، أكدت تقارير عدة، بما فيها تحقيقات إسرائيلية، أن المقاومة الفلسطينية كانت على دراية كاملة بالمواقع العسكرية الإسرائيلية في محيط غلاف غزة، وهو ما سمح لها بتنفيذ الهجوم بفعالية. وعلى العكس، أظهر الجيش الإسرائيلي تخبطًا واضحًا في استجابته للهجوم، حيث تبين سوء التنظيم والافتقار إلى أي خطة قتالية فعالة للتعامل مع الهجوم الواسع.
وتشير التحقيقات أيضًا إلى أن هناك فشلًا استخباريًا ذريعًا لدى جهاز المخابرات العسكرية الإسرائيلية، وهو ما شكل إخفاقًا كبيرًا في القدرة على توقع الهجوم والتصدي له بشكل مسبق. هذا الفشل الاستخباراتي دفع بعدد من المسؤولين الكبار في الأجهزة العسكرية والأمنية الإسرائيلية إلى تقديم استقالاتهم على خلفية الإخفاق في التعامل مع الهجوم وتداعياته.
خلفية إضافية: الهجوم الذي وقع في السابع من تشرين الأول 2023 كان بمثابة صدمة كبرى لإسرائيل، حيث تمكنت حماس، مع فصائل مقاومة أخرى، من اقتحام عدة مناطق في غلاف غزة، والسيطرة على نقاط عسكرية، وهو ما أسفر عن وقوع أعداد كبيرة من القتلى والمصابين الإسرائيليين. الهجوم لم يكن عسكريًا فقط، بل كان مباغتًا ومخططًا بدقة، إذ شمل تفجيرات، هجمات بالصواريخ، وعمليات إنزال وتوغل في مناطق إسرائيلية عدة.
منذ ذلك الحين، كثّفت إسرائيل من تحقيقاتها بشأن الأسباب التي أدت إلى هذا الفشل الاستخباري الكبير. وتشير التحقيقات إلى أن القيادة العسكرية الإسرائيلية كانت قد تجاهلت العديد من التحذيرات الاستخبارية، وهو ما أسهم في هذا الهجوم المفاجئ.