توقّفت خدمة الـ Last Seen على تطبيق "الواتساب" الخاص بالحاج محمد عفيف عند الساعة الواحدة والدقيقة الواحدة. بعدها بدقائق قليلة، سيسقط صاروخٌ على المبنى الذي كان يتواجد فيه في منطقة رأس النبع، ليُضاف اسم مسؤول العلاقات الإعلاميّة في حزب الله الى لائحة الذين اغتالهم العدوّ الإسرائيلي في الأسابيع الأخيرة.
كان عفيف المسؤول الحزبي الأكثر ظهوراً عبر الإعلام منذ اندلاع الحرب، بعد أن ترك الصورة لمسؤولين آخرين، منذ تعيينه في العام ٢٠١٤، مكتفياً بدورٍ يقوم به بعيداً عن الأضواء عبر التواصل مع مؤسّساتٍ إعلاميّة وإعلاميّين، وتظهير المواقف التي يريدها "الحزب".
وكان عفيف يردّد، أمام من يتواصل معهم عبر هاتفه، وتحديداً عبر تطبيق "واتساب" الذي ظلّ يستخدمه تاركاً، حتى، خدمة الـ Last seen والإشارة الزرقاء عند فتح الرسائل، أنّه يدرك بأنّ إسرائيل قد تستهدفه في أيّ وقت، وهو لم يكن يتّخذ إجراءات أمنيّة استثنائيّة، لاعترافه بأنّ مثل هذه الإجراءات لن تردع الإسرائيلي الذي تمكّن من اغتيال قياديّين في "الحزب" ولو كانوا في طوابق سفليّة.
والسؤال الذي يُطرح اليوم: لماذا استهدفت إسرائيل عفيف اليوم، على الرغم من أنّها كانت قادرة على اغتياله منذ أسابيع؟
ثمّة تحليلَين واردَين، في هذا الإطار: الأوّل، أنّ الجيش الإسرائيلي انتقل الى مرحلةٍ جديدةٍ من الاستهدافات، بهدف الضغط أكثر على الجانب اللبناني، وتحديداً على حزب الله، للقبول بشروط حكومته. ويعني ذلك أنّ لائحة الاستهدافات قد تطول أكثر لتشمل مؤسّسات إعلاميّة تابعة للحزب أو مسؤولين مدنيّين، مثل عفيف.
والثاني، أنّ حركة عفيف الإعلاميّة والسياسيّة الأخيرة أزعجت إسرائيل، علماً أنّه كان حاضراً في اجتماعٍ عُقد مع المستشار الأوّل لدى المرشد الإيراني علي لاريجاني في زيارته الأخيرة الى لبنان.
ولكن، بغضّ النظر عن الروايتَين، فإنّ المؤشّرات كلّها تدلّ على أنّ آلة القتل والتدمير الإسرائيليّة مستمرّة، بوتيرة التصعيد نفسها، بهدف إخضاع حزب الله للشروط التي أرسلتها الحكومة الإسرائيليّة عبر الجانب الأميركي، والتي يُفترض أن يزور الموفد الأميركي آموس هوكستين بيروت في الأسبوع المقبل لتلقّي جواب "الحزب" عليها، عبر رئيس مجلس النوّاب نبيه بري.