كتب صلاح سلام في اللواء:
درجت العادة في كل إنتخابات رئاسية أميركية، أن يكثر الحديث عن الصوت الصهيوني، ودور المؤسسات اليهودية في تقرير السياسة الخارجية للإدارة الأميركية، خاصة بالنسبة للصراع العربي الإسرائيلي، والدعم التقليدي للكيان الصهيوني.
في الإنتخابات المحتدمة اليوم بين المرشحة الديموقراطية كامالا هاريس والجمهوري دونالد ترامب، برز بشكل واضح الصوت اللبناني، ومعه أصوات الجاليات العربية والإسلامية، في حسابات صناديق الإقتراع، مما دفع المرشحان إلى التسابق على كسب تأييد أصوات هذه الجاليات، وإدراج قضايا المنطقة، وخاصة الحرب في غزة ولبنان، في خطاباتهما الإنتخابية، بشكل مكثف، لم يكن موجوداً في الإنتخابات السابقة.
ولكن من المحزن فعلاً أن تكون كتلة الأصوات الشرق أوسطية، إذا صح التعبير، غير متماسكة، بل هي متفرقة وموزعة وفق أجندات قُطرية باهتة، تضيع معها قوة الضغط الإنتخابي التي يمكن أن تشكله القدرة التصويتية، والتي قدّرتها العديد من الإحصاءات بـ 3.75 بالمئة من مجموع أصوات الناخبين.
ردة فعل الجاليات العربية والإسلامية المعارضة للحزب الديموقراطي، مفهومة ومبررة، بسبب الإنحياز الأعمى لإدارة الرئيس جو بايدن إلى الجانب الإسرائيلي في حربه على غزة ولبنان. ولكن ليس من المفيد، ولا من المنطق، مجرد التفكير بالإمتناع عن المشاركة في العملية الإنتخابية، أو الذهاب في ردة فعل إنفعالية إلى التصويت إلى مرشح أو مرشحة ثالثة، لا حظ لهما في الحصول على أقلية بسيطة من أصوات الناخبين.
تسابق المرشحين هاريس وترامب على الذهاب إلى ولاية ميتشيغن، لمخاطبة الأكثرية اللبنانية من الناخبين في هذه الولاية، كان يستحق حواراً من الفعاليات اللبنانية هناك مع مساعدي المرشحين للحصول على إلتزامات مؤكدة تؤدي إلى وقف الحرب في لبنان وغزة، وكبح جموح نتنياهو في جرّ المنطقة إلى حرب إقليمية شاملة.
لقد كلف ترامب في خطوة لافتة، وأعتبرها البعض خبيثة، صهره اللبناني الأصل مسعد بولس، بالتواصل مع فعاليات الجاليات العربية والإسلامية، وفي مقدمتها الجالية اللبنانية، كما نظم حملة إعلامية واسعة على الشاشات اللبنانية لإقناع اللبنانيين بالتصويت له، مقابل وعد بوقف الحرب فوراً في لبنان، من خلال علاقته الخاصة مع نتنياهو.
مثل تلك الخطوة أكدت بشكل واضح الأهمية الخاصة التي يوليها المرشح الجمهوري للصوت الشرق أوسطي، لا سيما اللبناني طبعاً، الأمر الذي سيمهد لحضور أقوى لهذا الصوت في الإنتخابات الرئاسية المقبلة.
من يكون رئيس أميركا المقبل هاريس أم ترامب؟
الطرفان وجهان لعملة واحدة بالنسبة لدعم دولة العدوان والإحتلال الصهيوني.