المصدر: العربية |
انشغل الرأي العام اللبناني خلال الساعات الماضية باغتيال محمد عفيف، المسؤول عن العلاقات الإعلامية في "حزب الله"، الذي يعد من أبرز الشخصيات الإعلامية في الحزب ويمثل حلقة وصل بينه وبين الإعلام المحلي والدولي.
وجاء اغتيال عفيف بعد فترة من تعقيدات في تحركاته، حيث كان يواجه صعوبة كبيرة في التنقل، لا سيما بعد اغتيال شخصية أخرى هامة في الحزب، وهو الأمين العام للحزب، حسن نصرالله، مما زاد من تعقيد الوضع الأمني.
ووفقاً للمصادر الأمنية، فإن عفيف كان قد غادر مكتبه في الضاحية الجنوبية لبيروت وتوجه إلى مقر حزب البعث العربي الاشتراكي في منطقة رأس النبع في بيروت قبل ثلاثة أسابيع، وكان قد اتخذ من هذا المكان مقراً له لمتابعة مهامه، وهو يقع في منطقة مكتظة، ما جعل تحركاته أكثر عرضة للمراقبة من قبل الجيران والمارة، ونسق عفيف مع الأمين العام لحزب البعث، علي حجازي، خلال هذه الفترة.
وتلقى عفيف، الذي كان يعتبر من الحلقة الضيقة المحيطة بحسن نصرالله، لحظة استهدافه، اتصالاً كان آخر اتصال له قبل أن يلقى حتفه مع مساعده وأمين سره محمود شرقاوي، وبحسب المعلومات الأمنية، قتل عفيف فور تلقيه هذا الاتصال في العملية التي نفذتها إسرائيل، والتي استهدفت مقر حزب البعث في بيروت.
وعفيف هو النجل الأكبر للشيخ الراحل عفيف النابلسي من بلدة البيسارية في جنوب لبنان، ويعد من المقربين لنصرالله، حيث تربطهما علاقة صداقة وطيدة، وقد نشأ في بيئة دينية متشددة آمنت بالثورة الإسلامية الإيرانية منذ عام 1979، وساهم في بناء مسيرة حزب الله منذ تأسيسه في عام 1982.
وبعد دراسته للهندسة في السعودية، عاد إلى لبنان ليبدأ مسيرته مع "حزب الله"، وتدرج في عدة مناصب، أبرزها إدارة قناة "المنار" الإعلامية التابعة للحزب، إلى جانب إدارته لمكتب العلاقات الإعلامية، الذي كان يشغل فيه دور الناطق الرسمي باسم الحزب.
ومن الجدير بالذكر أن عفيف كان زوجاً لابنة المسؤول البارز في "حزب الله" وفيق صفا، الذي تعرض لمحاولة اغتيال في وقت سابق بالقرب من نفس المكان الذي اغتيل فيه عفيف، كما كان عفيف أيضاً صهراً للنائب السابق محمد حيدر، الذي يعد أحد القيادات الأمنية البارزة في الحزب.
ورحلة عفيف مع "حزب الله" تمتد لأكثر من أربعين عاماً، تدرج خلالها في مختلف المسؤوليات الإعلامية، وقد أتم مسيرته بتلك الضربة الإسرائيلية التي أودت بحياته، في وقت يشهد فيه لبنان تصعيداً في المواجهات مع إسرائيل.