تحت ضغط التحريض الداخلي في اسرائيل، وبعد تأخير بإنشاء اللجنة الدولية الخماسية لوقف اطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ في 27 ت2 الجاري بين الجيش الاسرائيلي وحزب لله، استمر الاحتلال بخرق النار في غير منطقة، بما في ذلك شن غارة بمسيرة على البيسارية التي تبعد 60 أو 70 كلم عن الحدود الشمالية.
ولم يكتفِ الاحتلال بالخروقات، بل لجأ على لسان رئيس حكومته بنيامين نتنياهو لدعوة الجيش الاسرائيلي للاستعداد لحرب قوية ضد لبنان، اذا ما استمر خرق وفق النار (مع العلم ان الاحتلال هو مَن يخرق هذا الوقف)، فضلا على عودة وزيري اليمين بن غفير وسميريتش (وزير المالية) الى التصعيد بتصحيح الخطأ والعودة الى الحرب.
وقال نتنياهو أنا لم أقل ان ما يجري هو وقف للحرب، بل وقف لاطلاق النار، وقد يكون قصيراً.
وكشفت القيادة 13 الاسرائيلية ان نتنياهو عقد مشاورات أمنية لبحث مواصلة الحرب على جهات عدة.
وعلم ليلاً (الانتشار) ان الضابط الأميركي المكلف بترؤس لجنة المراقبة الخماسية لمراقبة وقف النار، وصل الى بيروت امس، ويلتقي اليوم العماد عون، لتباشر اللجنة عملها فوراً.
وفيما ندّد الرئيس نجيب ميقاتي بهذه الخروقات، سجل الجيش اللبناني خرق الاتفاق مرات عدة امس الاول وأمس، مشيرا الى متابعة الخروقات بالتنسيق مع المراجع المختصة.
ويحضر الملف اللبناني، خلال زيارة يقوم بها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى المملكة العربية السعودية الشهر المقبل، حيث سيعقد سلسلة اجتماعات مع القيادة السعودية.
الجلسة
في مستهل الجلسة، التي افتتحت بالوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء، وبعد مداخلة للنائب ملحم خلف، قال بري «كنت آليت على نفسي انه فور وقف اطلاق النار، سأحدد موعداً لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية، فأنا أعلن منذ الآن تحديد جلسة في 9 ك2 المقبل».
واكد بري ان الجلسة ستكون مثمرة، وقال: اعطينا مهلة شهر للتوافق في ما بيننا، وسأدعو سفراء الدول لحضورها.
ورأت مصادر نيابية ان تقصّد بري الاعلان عن دعوته سفراء الدول لحضورها دليل على جدية التوجه لانتحاب رئيس للجمهورية وحسم الملف إيجابياً حيث انه في الجلسات السابقة لم يكن يدعو السفراء ليقينه بتعذّر التوافق السياسي وبالتالي تعذّر الانتخاب.
كما أقرّ المجلس اقتراح بند التمديد لأعضاء مجلس القضاء الأعلى للأعضاء المنتهية ولايتهم لمدة ستة أشهر، وأقرّ اقتراح تعليق المهل القانونية والقضائية والعقدية وفق الصيغة المقدمة من رئيس لجنة المال والموازنة النائب إبراهيم كنعان.
لودريان من اللقاءات الى الشرفة
وبانتظار جلسة الخميس في التاسع من كانون الثاني في العام 2025 التي حدد موعدها امس الرئيس نبيه بري لانتخاب رئيس للجمهورية، شارك الموفد الفرنسي جان ايف لودريان في الجلسة التشريعية للتمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون والعسكريين من رتبة عميد وما فوق في كافة الأجهزة الامنية والعسكرية لمدة عام، من على الشرفة العليا في المجلس.
وبعد يومين من وقف النار الذي تعرض لخروقات، شهد لبنان دفعا دبلوماسيا فرنسيا ودوليا جديدا نحو إنجاز الاستحقاق الرئاسي عبر زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي لودريان، الذي اجرى في اول يوم من تحركه الرئاسي في بيروت، لقاءات مع الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي وبعض الكتل النيابية، لبحث الموقف من قرار وقف اطلاق النار والدفع بإتجاه التوافق على انتخاب رئيس للجمهورية.
وحسبما نقلت مصادر التقت لودريان فإن «فرنسا ستساعد في ترميم الدولة عبر انتخاب رئيس وتشكيل حكومة وتطبيق برنامج إصلاحي وترميم الإدارات والمؤسسات، وان أوساطا فرنسية أبلغت مرجعيات سياسية لبنانية أنّ زيارة لودريان هذه المرّة «تحمل منحى حاسماً في الملف الرئاسي»..
وقال النائب سيمون ابي رميا لـ«اللواء» بعد لقائه لودريان مع وفد من «اللقاء التشاوري النيابي المستقل: ان الموفد الفرنسي لم يطرح اي مقترحات جديدة بل جاء مستطلعاً مواقف الكتل النيابية مما جرى على صعيد وقف اطلاق النار وعلى صعيد الدفع لانتخاب رئيس للجمهورية. وبعدما اعلن الرئيس بري موعداً جدياً لجلسة انتخابية اعتقد ان زيارته لن تكون الاخيرة للبنان، لا سيما وان كل الكتل بدأت تتحرك بعد اعلان بري وزيارة لودريان، واعتقد انه سيكون لنا رئيس في 9 كانون الثاني.
واوضح اننا لم نطرح اسماء مرشحين للرئاسة برغم أن لدينا كوسطيين على علاقة جيدة مع كل الاطراف مرشحاً تنطبق عليه المواصفات المطلوبة هو النائب ابراهيم كنعان لكن تركنا امر التسمية للنقاشات والتوافق.
تفاصيل لقاءات لودريان
وقد اجرى الموفد الرئاسي الفرنسي لودريان في اول يوم من تحركه في بيروت لقاءات مع بعض الكتل النيابية في قصر الصنوبر لبحث الموقف من قرار وقف اطلاق النار والدفع باتجاه التوافق على انتخاب رئيس للجمهورية، واستهلها بلقاء مع وفد نيابي الى مائدة افطار صباحي، ضم عضوي «كتلة تجدد» النائبين فؤاد مخزومي وميشال معوض، والنائبين سليم الصايغ وميشال الدويهي من النواب المعارضين.
وأكد الوفد دعمه للاتفاق، وطالب بـ«تطبيقه كاملا عبر ضرورة الانتقال من وضعية وقف الاعتداءات إلى وقف اطلاق نار مستدام وهدنة دائمة تحفظ سيادة لبنان وتؤمن الاستقرار على طرفي الحدود، استناداً للدستور وتطبيق القرارات الدولية بكل مندرجاتها، واعتبر أن انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة خلال مهلة الستين يوماً، هو جزء لا يتجزأ من آلية إنجاح الاتفاق وتطبيقه فعلياً».
والتقى لودريان في قصر الصنوبر صباحاً «اللقاء التشاوري النيابي المستقل» الذي ضم النواب الياس بو صعب وابراهيم كنعان وآلان عون وسيمون أبي رميا، بحضور السفير الفرنسي في لبنان إرفيه ماغرو، فيما غرّد رئيس المجلس التنفيذيّ لـ«مشروع وطن الإنسان» النائب نعمة افرام بعد لقائه لودريان قائلاً: لقاء ممتاز هناك شعور بضرورة ملحّة للغاية لانتخاب رئيس للجمهوريّة، بقدر ما هناك حاجة لتثبيت اتّفاق وقف إطلاق النار.
كذلك التقى لودريان النائب سجيع عطية، ممثل كتلة «الاعتدال الوطني». واوضح المكتب الاعلامي للنائب عطية في بيان ان «النقاش تركز على ضرورة الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية، وسط تأكيد الدفع الأقوى من قبل اللجنة الخماسية الدولية لحل الأزمة اللبنانية. كما تم تقييم اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ، بعد عدوان إسرائيلي دام شهرين، مؤكدين أهمية استمرارية التهدئة واستثمارها في تعزيز الاستقرار. وشدد لودريان على أهمية متابعة المبادرة الفرنسية ودعمها، داعياً المستقلين والوسطين إلى ممارسة الضغط على الأحزاب لفتح أبواب المجلس النيابي وتمكين العملية الانتخابية».
وحضر لودريان الى مبنى المجلس النيابي وشارك في حضور جلسة مجلس النواب التي ناقشت التمديد لقائد الجيش والقادة الامنيين، ثم عقد اجتماعاً مع الرئيس نبيه بري. في حضور السفير الفرنسي لدى لبنان هيرفية ماغرو والمستشار الإعلامي للرئيس بري علي حمدان. وتناول البحث آخر المستجدات السياسية وملف انتخابات رئاسة الجمهورية فضلا عن تطورات الأوضاع العامة على ضوء وقف العدوان الإسرائيلي على لبنان.
وبعد اللقاء تلقى الرئيس بري اتصالاً من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، جرى خلاله «عرض للأوضاع العامة والخطوات الأخيرة التي انتهجها لبنان في مساري وقف إطلاق النار والتحرشات الإسرائيلية كذلك التحضيرات للانتخابات الرئاسية».
كما التقى لودريان الرئيس ميقاتي في الثالثة من بعد الظهر. شارك في اللقاء سفير فرنسا في لبنان هيرفي ماغرو والوفد الفرنسي، ومستشارا رئيس الحكومة الوزير السابق نقولا نحاس والسفير بطرس عساكر. وتم خلال اللقاء، البحث في الوضع في لبنان بعد التوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار. وتركز البحث على موضوع اولوية انتخاب رئيس للجمهورية.
واوضح الموفد الفرنسي انه «بعد كلام الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون من «إن استعادة سيادة لبنان تتطلّب انتخاب رئيس للجمهورية من دون تأخير، أردت القيام بهذه الجولة لاستطلاع الاوضاع والبحث مع مختلف الاطراف في امكان التفاهم على انتخاب رئيس، خصوصا وان رئيس مجلس النواب نبيه بري دعا الى جلسة انتخاب في التاسع من كانون الثاني المقبل».
كما تلقى ميقاتي اتصالا من الرئيس ماكرون، جرى خلاله البحث في الوضع الراهن في لبنان بعد سريان قرار وقف اطلاق النار، ومتابعة تنفيذ المقررات التي صدرت عن مؤتمر دعم لبنان الذي عقد أخيرا في باريس.
وفي خلال الاتصال «شكر الرئيس ميقاتي الرئيس الفرنسي على اهتمامه الدائم بلبنان ومساعدته على وقف العدوان الاسرائيلي والتوصل الى تفاهم في هذا الصدد.
واوضح أن الجيش باشر تنفيذ مهامه في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية، والتحضير لتعزيز انتشاره في قطاع جنوب الليطاني. وجدد الدعوة الى الضغط على اسرائيل لوقف خروقاتها لقرار وقف النار والتي تسببت اليوم بسقوط جرحى واضرار مادية جسيمة».
كما التقى الموفد الفرنسي رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في معراب وحضر اللقاء، الذي استمر نحو ساعة، الوفد المرافق الذي ضم السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو، الملحق السياسي والإعلامي رومان كالفاري والملحقة السياسيّة ماري فافرال، ومن الجانب القواتي: نائبا تكتل الجمهوريّة القويّة ستريدا جعجع وبيار بوعاصي، رئيس جهاز العلاقات الخارجيّة في الحزب الوزير السابق ريشار قيومجيان والمسؤول في الجهاز طوني درويش.
كما استقبل النائب السابق وليد جنبلاط ورئيس اللقاء الديمقراطي تيمور جنبلاط لودريان بحضور النائب وائل ابو فاعور حيث جرى البحث في اتفاق وقف اطلاق النار، والاستحخقاق الرئاسي، واختتم لورديان لقاءاته مساء باجتماع مع سفراء اللجنة الخماسية في قصر الصنوبر.
وقال السفير المصري في بيروت علاء موسى ان اي اسم يحظى على توافق سيحصل على الدعم والهدف انتخاب رئيس يجمع عليه اللبنانيون، مشيرا الى ان الدول المانحة والمنظمات الدولية لن تذهب باتجاه اعادة الاعمار بغياب رئيس وحكومة كاملة الصلاحيات.
وطالب الاتحاد الاوروبي السياسيين اللبنانيين بانتخاب رئيس بسرعة لبناء دولة قوية ذات سيادة بعد عامين من الفراغ.