أدخل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الدبلوماسية العالمية في متاهات الترحيب ببيان لوقف النار، وهدنة على جبهة الجنوب لنحو ثلاثة اسابيع، قبل ان يعلن انه اعطى موافقته على عملية استهداف في ضاحية بيروت الجنوبية لأحد قيادات المقاومة الاسلامية.. متبجحاً أن المفاوضات تجري تحت الدم. وتخوفت مصادر من تكرار سيناريو الخداع الاسرائيلي، بالتفاوض تحت الدم (بتعبير نتنياهو)، ثم إعداد الخطط التكتيكية لدخول بري بغطاء جوّي.
لكن مصادر دبلوماسية في بيروت قالت لـ «اللواء» إنّ المساعي لم تتوقف، وهناك مجال ما زال مفتوحاً لتحقيق خرق خاصة مع وجود نتنياهو في نيويورك على ما قيل حيث سيلقتي الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والوزير الاميركي انتوني بلينكن. لكنه سيخوض المفاوضات تحت النار.
وأوضحت المصادر أن مشروع الاتفاق هدفه تطبيق القرار 1701 بمساعٍ من هوكستين، وبالتوازي تطبيق وقف اطلاق النار في غزة لنزع اي حجة من يد حزب الله، وهذا الاتفاق في حال نجح يُرضي طرفي الصراع، ويُرضي اسرائيل التي تكون قد حققت مكاسب تكتيكية كثيرة ضد حزب الله «وشفت غليلها» بما قامت به من ايام طويلة من الغارات واغتيال قيادات كبيرة لدى الحزب واسست قاعدة جديدة للردع، ويناسب محور الممانعة وايران لجهة تثبيت وحدة الساحات وتحقيق مكاسب ميدانية رادعة ضد اسرائيل بعمليات القصف الواسعة لقلب اسرائيل من تل ابيب الى حيفا وصفد وغيرها. بمعنى ان الكل سيخرج من الحرب معتبرا انه حقق مكاسب ولو تكتيتيكة، خاصة ان كل الاطراف باتت تبحث عن مخرج يناسبها.
لكن تبقى المخاوف قائمة مما قد تفعله اسرائيل لاحقا بعد انتهاء مهلة الاسابيع الثلاثة في غزة ما ينعكس مجدداً على جبهة لبنان.
الى ذلك غادر الموفد الفرنسي جان ايف لو دريان ليصل الى بيروت يوم الاثنين، كما علمت «اللواء»، وزير الخارجية الفرنسية الجديد جان نويل بارو لمتابعة بعد الامور الاجرائية المتعلقة بالمبادرة التي عملت عليها فرنسا مع الاميركيين.