لذلك، فإن هوكشتاين، وإن كان يشدّد على ردع إسرائيل عن القيام بهذا العمل، فهو يهدف وفق الأجواء المسرّبة من المتابعين لموضوع الاستحقاق الرئاسي، إلى فتح كوة رئاسية، لأنه في حال حصول وقف لإطلاق النار في الجنوب فسيسلك طريقه الإيجابي، لأن كلّ سفراء الخماسية يؤكّدون في مجالسهم أن حرب الجنوب وغزة لها التأثير المباشر على دورهم وحراكهم، وبالتالي غياب اللجنة الخماسية عن اللقاءات والتحركات في تلك المرحلة.
إذن فهوكشتاين سيكون له دور في الاستحقاق الرئاسي من خلال مساعيه الآيلة إلى ترتيب الأوضاع في الجنوب، إذا نجحت جهوده في تل أبيب، وإن كانت أكثر من جهة مطّلعة تستبعد ذلك، بمن في ذلك مرجع سياسيّ بارز، قال في نهاية الأسبوع المنصرم لبعض المقرّبين منه، وأمام بعض الأصدقاء، إن الحرب طويلة وطويلة جداً، وردّد: لا تعوّلوا على الجهود الدولية، وتحديداً الأميركية، فالحرب ستبقى قائمة إلى حين الاستحقاق الانتخابي الأميركي. وبناءً على ذلك، لن يفعل شيئاً هوكشتاين، فرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيستغلّ الوقت الضائع إلى حين الانتخابات الأميركية ليقوم بعمل عسكري كبير في الجنوب فيما التقارير، التي تصل من هناك، تشير إلى خراب ودمار غير مسبوقين في الأيام الماضية من خلال استعمال إسرائيل أسلحة نوعيّة. وهذا ما أثير مع بوريل، الذي قال إنه مطّلع على الأجواء، وسيقوم بدوره من أجل ردع إسرائيل عمّا تقوم به في جنوبي لبنان وغزة، مؤكّداً للّذين التقاهم أن هذا هو العنوان الأبرز له في هذه المرحلة، قبل أن يحال على التقاعد.