قبل الجوّ والبرّ، اجتاحتنا إسرائيل بما تملك من تكنولوجيا متطوّرة فسيطرت على أجهزتنا وهواتفنا واخترقت كلَّ ما يخطرُ أو لا يخطرُ في البال..
من داتا أرقامِ اللبنانيين الموجودة بين أيدي الإسرائيليين، وما الرسائل التي وصلت إلى فئةٍ محدّدة من الشعب إلا خير دليلٍ على عملهِم الدؤوب في هذا المجال، مرورًا بالخروقِ التي طاولت كاميرات المراقبة وأجهزةَ الراديو التي بثّت الاثنين، بعد خرقها طبعا، رسائلَ تحذيرٍ للبنانيين ودعواتٍ لمغادرة مناطقِ وجودِ "حزب الله". كلّ ما تقدّم يؤكدُ أن إسرائيل غيّرت أساليبَ حربها، وجنّدت التكنولوجيا في خدمتها. فأيّ مفاجآت قد تنتظرنا بعد؟ وأي أجهزة قد تتحوّل في لحظة إلى متحدث باسم العدوّ؟ وهل يُصيب محطّات التلفزة ما أصاب الراديو؟
يوضحُ الخبير في التحوّل الرقمي والتكنولوجي في لبنان فريد خليل أن كلّ ما هو موصولٌ بشبكةِ الانترنت أو لديه موجةُ تردّداتٍ معرّضٌ للاختراق، وبالتالي، وعلى غرارِ الراديوهات، فإن محطاتِ التلفزة من الممكن خرقُها لانها تبثّ عبر موجاتٍ معيّنة، وفق قوله.
ويشير خليل في حديث لموقع mtv الالكتروني إلى أن الاجهزةَ المتّصلة بالانترنت أي الـ Wifi أو المتصلة بشركات الاتصالات والتي تورّد الانترنت، جميعُها معرّضة للاختراق، مضيفا: "الكابلات البحرية التي تصلنا الانترنت من خلالها تسيطرُ عليها الولايات المتحدة الاميركية وبالتالي لا يمكنُ أن تحاربَ أحدا بالسلاح الذي بين يديه".
ويلفت خليل إلى انه أضف إلى ما تقدّم، فإن المواقعَ الالكترونية التابعة للدولة اللبنانية قد تكونُ أيضا ضمن دائرةِ الاستهداف، بمعنى الاختراق طبعا، وذلك بسبب افتقادِها للحماية اللازمة والصيانة، محذرا من أن الشبكة ليست محصّنة واختراقها يُعتبر أمرًا سهلا للغاية.
الثغرات قد تحصلُ في كلّ مكان، وهي النافذة التي من خلالها يتسلّل الإسرائيليون مع كل ما يمكلونَ من تكنولوجيا وتقنيات من أجل القرصنة أو الاختراق أو حتى من أجل جمعِ المعلومات واستهداف الشخصيات، ويستعيدُ خليل ما فعلتهُ إسرائيل من خلال برنامج التجسس PEGASUS، والذي ساعدَها على جمعِ المعلومات من على هواتفِ صحافيين بارزين وشخصياتٍ مهمّة، باعتبار ان أهمّ المستثمرين في عالمِ الهواتف هم من اليهود.
وامام كل ما تقدّم، كيف نحمي أنفسنا من عمليات الاختراق؟
يوضح خليل أن الإسرائيلي وصل إلى درجةٍ متقدّمة جديدة على صعيد التكنولوجيا، ولكن أبسط ما يمكن ان نفعلهُ هو أن نعزّز حماية بياناتنا على شبكة الـwifi في منازلنا، من خلال وضع كلمة مرور معقدة جدا على الـrouter.
عدوّ مختلفٌ بات موجودا على حدودنا وربما أيضا في حقائبنا وداخل منازلنا... كلّ شيء تغيّرَ في هذه الحرب، وحساباتُ البعض يجب أن تتغيّر أيضا... حتى لا يتأخّر الوقتُ أكثر ونُصبِحَ على رماد!