ألقى الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله خلال الاحتفال التأبيني تكريماً لشهادة القائد المجاهد الشهيد طالب سامي عبدالله (الحاج أبو طالب).
وقال في بداية حديثه:" نبدأ بالتعزية لعدد من شهداء اليوم ونعزّي عائلاتهم، و نتوجه بالشكر لكل الذين أبرقوا أو اتصلوا أو أصدروا بيانات على مواساتهم وتعزيتهم، وأنا أتوجه إلى عائلة الشهيد أبو طالب فرداً فرداً أبارك لهم شهادة الحاج ونعزّي بفقده. ونتوجه أيضاً إلى عائلات المجاهدين الذين استشهدوا مع الحاج أبو طالب، وهؤلاء الإخوة هم من المتواجدين مع الحاج دائماً وبشكل مباشر وموقف عوائل الشهداء من ناحية الاحتساب والرضا وإعلان العزم والتصميم لمواصلة التضحيات مشرّف. الشهادة في الفهم الإسلامي سعادة وبشرى واصطفاء إلهي واجتباء من الله ولذلك كلّه الشهادة فوز عظيم وانتصار حاسم. والشهادة فوز وانتصار وهي ليست هزيمة ولا موتاً، هذه نقطة القوة في جبهات المقاومة وساحاتها وأخطر ما يواجهه الكيان هو أن من يقاتل في الساحات يحمل هذا الفكر وهذا الإيمان ولذلك نجد هذا الصبر والرضا عند عوائل الشهداء".
وأضاف نصرالله:"تملك مسيرتنا القدرة على التحمّل في المقاومة وبيئة المقاومة والحشد البشري المجاهد.. ورغم فقدها لهؤلاء الشهداء لا تسقط لنا راية ولا موقع ولا يتسلل إلينا وهن أو ضعف.. بهذه الوقائع التحق الشهيد أبو طالب بالمقاومة.تملك مسيرتنا القدرة على التحمّل في المقاومة وبيئة المقاومة والحشد البشري المجاهد.. ورغم فقدها لهؤلاء الشهداء لا تسقط لنا راية ولا موقع ولا يتسلل إلينا وهن أو ضعف.. بهذه الوقائع التحق الشهيد أبو طالب بالمقاومة".
وعن الشهيد أبو طالب، أوضح نصرالله: "بدأ كمقاتل عاديّ كما الجميع وبدأ يتقدّم بسرعة بسبب روحيّته، كان أبو طالب في بداية شبابه قائداً لمحور صدّيقين وفي الـ92 كان من الكادر الجهادي الذي غادر إلى البوسنة و قبل العام 2000 كان مسؤولاً لمحور بنت جبيل في عمليات المقاومة ومسؤول محور خلال حرب تموز في عام 2006 بعد ذلك في العام 2016 أصبح مسؤولاً لوحدة نصر حتى استشهاده. والشهيد أبو طالب كان معروفًا بتديّنه وإيمانه وخلقه والعشرة الحسنة والتواضع وكان كثير التفكير بآخرته ويعمل لها بشره في وجهه وحزنه في قلبه وكثير المعونة ومفيدًا جدًا لأهله وشعبه ومقاومته وكان معروفًا بُحسن الإدارة ذو كفاءة عالية وجمع العلم والعمل والتجربة والخبرة وصاحب معنويات عالية حتى في أوقات الشدّة وكان يستصغر الصعاب مهما كَبُرت ولا يستسلم أمامها".
واضاف نصرالله: " الخسارة كبيرة بفقد الشهيد القائد أبو طالب ولكن حسبنا أنهم مضوا شهداء وتركوا خلفهم قادة ومجاهدين ليُكملوا المسير من بعده ولذلك كان الرد على جريمة الاغتيال من وحدة نصر التي كان الشهيد قائدها بأن هذه الوحدة زادت إصرارًا وعزيمةً على إكمال دربه و الحاج أبو طالب كان القائد الميداني الأول الذي افتتح الجبهة نصرةً لغزة ومقاومتها الباسلة حتى نال الشهادة".
وعن الجبهة اللبنانية، صرّح نصرالله:"هذه المعركة في جبهتها اللبنانية قامت بدور كبير في إطار المواجهة الكبرى وهي تواصل إلحاق الخسائر المادية والمعنوية والنفسية للعدو.. وتقدّم التضحيات. ومن أوضح الدلائل على فعالية الجبهة اللبنانية هو الصراخ والتهديد والتهويل الذي نسمعه من قادة العدو ومسؤوليه ومستوطنيه.. إن لم تكن فعالة لماذا سيتدخل العالم لفصلها عن جبهة غزة؟ ومنذ بداية طوفان الأقصى هناك ماكينة إعلامية وظيفتها التبخيس بجبهات الإسناد وما يجري في غزة. أحد القادة الإسرائيليين الكبار قالوا لولا هذه الجبهة لكانت قد توفرت القوات الكافية لهزيمة غزة.".
وتابع نصرالله: "جزء من حرب العدو الإعلامية والنفسية عدم الاعتراف بقتلاه وخسائره بالمقابل الإعلام الحربي ينشر العمليات. ومن الإنجازات تهجير المستوطنين.. وتعطيل الصناعة والزراعة والسياحة في الشمال لما يمثّله من مكانة وجبهة لبنان إلى جانب استنزاف العدو هجّرت عشرات الآلاف من المستوطنين إضافة إلى خسائر اقتصادية وسياحية حتى بات هناك للمرة الأولى حزام أمني شمال فلسطين المحتلة. ومن الإنجازات أنه لأول مرة في تاريخ الاحتلال (1948) يتشكل حزام أمني في الكيان. وصورة العدو عسكريًا أمنيًا ردعيًا انهارت ويبدو جيشه مهزومًا منهارًا تعبًا ومنهكًا".
وأشار الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصرالله:" جبهتنا وبقية الجبهات حاضرة بقوة على طاولة التفاوض التي يراد من خلالها الوصول إلى نتائج محددة. بعد 8 أشهر من المعركة يتحدث العدو عن الفشل الأميركي والبريطاني عن منع المجاهدين المقاومين اليمنيين عن حماية السُفن المُتجهة إلى الكيان وهذا فشل استراتيجي لأكبر أسطولين في العالم. العدو الصهيوني بسبب عدم قدرته على المواجهة في جبهات متعددة تكفلت أميركا وبريطانيا بجبهة اليمن التي أظهرت فشل واشنطن ولندن في وقف العمليات وعجز العدو عن مواجهتها. جبهة العراق تستنزف بدرجة كبيرة الدفاعات الجوية الإسرائيلية والدفاع الجوي في المنطقة.. والعدو الإسرائيلي لا يعترف بما يصل من صواريخ ومسيرات".
وأضاف نصرالله:" اليوم هناك جو كبير داخل الكيان ينفي أن هناك نصر مطلق.. ونحن هنا أمام حقيقة كبرى تسطّرها غزة والضفة، العدو يلهث خلف نصر كاذب لا حقيقة له على أساس أنه انتصار في غزة. إذا كان هناك أكثر من 8600 معاق إذاً كم هناك من المصابين؟ وضعية المواقع الإسرائيلية: العدو أدرك من 8 تشرين أنها ستكون مستهدفة وأننا على دراية تامة بها ولذلك قام بإخلاء كبير للمواقع.. لكنه لم يخلِ المواقع كاملة وفيها ضباط وجنود وهو يخشى من أي اقتراب أو سيطرة عليها".
وتابع نصرالله:" استهداف المواقع يؤدي إلى قتلى وجرجى واستنزاف نفسي. و بعد إخلاء المواقع لم يقدروا على الابتعاد وانتشروا في محيط المواقع بين الشجر والغابات والتلال. هذا انتشار جديد وتطلب الحصول على معلومات جديدة.. ونحن كان لدينا القدرة للحصول على معلومات جديدة. واستطعنا الحصول على معلومات جديدة.. المقاومة استطاعت أن تعرف "الخيمة وين والقبة الحديدية وين والجنود وين. والعدو أيضاً اضطر أن أيضاً أن يستحدث مواقع في الفلوات ( ملاعب فوتبول ..) الحمدلله أن "هدهدنا" يأتينا بمعلومات عنها وتستهدف بباقي "الطير الصافات".
وقال نصرالله: "المقاومة خلال 8 أشهر لم تكن تضرب "عواميد" بل تتبع استراتيجية الإعماء لا بل تصمّ أذنيه أيضاً.التقيت مع الحاج أبو طالب قبل شهادته وشرح لي بالتفصيل الممل حول المواقع الأمامية التي نملك تفاصيلًا كبيرة عنها والعدو يعلم ذلك وقام بإخلائها ولكن ليس بشكل كامل لخشيته من أي سيطرة عليها. والعدو اضطر لإخلاء قواعده وذهب لانشاء قواعد مستحدثة خلف الجبال ولم يحسبوا حسابًا للمسيرات وبفضل الله "هُدهدنا" يأتينا بالمعلومات ونستهدفها بـ"الطيور الصافات". لا يوجد حدود عليها تقنيات الكترونية وفنية كالتي على حدود لنبان وغزة ولذلك خلال 4 أشهر عملت المقاومة في لبنان على إعماء العدو وإغلاق أذانه وبات بمقدورنا ضرب قاعدة "ميرون" ساعة نشاء. وكل شيء تراه أعيننا وتصل إليه أيدينا لا نوفّر استهدافه في هذه الجبهة. وما نشرناه البارحة من فيديو هو مقتطفات قصيرة ومُنتخبة من ساعات طويلة فوق حيفا ولدينا ساعات طويلة عن تصوير حيفا وما قبل حيفا وما بعد حيفا وما بعد بعد حيفا..ونحن نقاتل بناء على رؤية ومعلومات وإحداثيات دقيقة.
وشرح نصرالله عن مستوى السلاح:"نحن قاتلنا بجزء من سلاحنا حتى الآن وحصلنا على أسلحة جديدة " لن أقول ما هي .. رح تبيّن في الميدان".. كما جرّبنا أسلحة جديدة. ونحن نصنّع مسيّراتنا ولدينا عدد وفير منها.. كما نصنّع في لبنان بعض أنواع الصواريخ التي نحتاج إليها. و بعد 8 أشهر جبهتنا تقول للعدو أن "كل ما كان يجب أن يصل إلى لبنان قد وصل. ولدينا القدرة البشرية الكافية والمتحفّزة والجاهزة.. وهناك قوة بشرية للمقاومة لم يسبق لها مثيل.. "قطّعنا الـ100 ألف كثيراً". و اتصل بنا قادة حركات مقاومة قالوا نريد أن نرسل مقاتلين قلنا لهم أن ما لدينا يكفي لا بل يزيد بالنسبة للمعركة.. لدينا ما يزيد عمّا تقتضيه الجبهة حتى في أسوأ ظروف الحرب، والبيئة الحاضنة هي من أهم عناصر القوة في تجربة المقاومة وهي بيئة صامدة وصابرة قدّمت بيوتها وأموالها وأرزاقها خلال المعركة".
وتابع نصرالله:" العدو يعرف جيّداً أننا حضرنا أنفسنا لأصعب الأيام وهو يعرف جيداً ما ينتظره ولذلك كان مردوعاً من 9 أشهر.. ما حققناه في جبهتنا غير مسبوق في تاريخ الكيان.. وهو يعرف أنه لن يكون هناك مكان في الكيان بمنأى عن مسيراتنا وصواريخنا.. ليس قصفاً عشوائياً والدليل الهدهد. لدينا بنك أهداف حقيقي والقدرة على الوصول إلى الأهداف في الكيان.. ما ينتظر العدو أيضاً في البحر الأبيض المتوسط كبير جداً.. وهو يعرف أن هذا الجيش ليس قادراً على معركة بهذه الحجم والدليل عملية الوعد الصادق من قبل إيران.وعلى العدو أن ينتظرنا جواً وبراً وبحراً.. نكرر: إذا فرضت الحرب على لبنان فإن المقاومة ستقاتل بلا قواعد أو ضوابط أو أسقف. وليعلم "الإسرائيلي" وسيّده الأميركي تداعيات الحرب على لبنان والمنطقة كله".
وكشف نصرالله:" لدينا معلومات أن العدو يجري مناورات في قبرص في مناطق ومطارات قبرصية.. وهو يعتبر أنّه في حال استهداف مطاراته سيستخدم المطارات والمرافق القبرصية.. لذلك يجب أن تعلم الحكومة القبرصية أن فتح المطارات والقواعد القبرصية للحرب على لبنان.. سنتعامل مع قبرص كأنها طرف. والذي يجب أن يخاف في ظل المعطيات الراهنة هو العدو.. أما نحن سنواصل إسنادنا لغزّة وفي نفس الوقت حاضرين لكل الاحتمالات.. لن يوقفنا شيء. الحل واضح: وقف النار في اليمن والعراق ولبنان حلّه وقف النار في غزة (وفق شروط الملائمة للمقاومة الفلسطينية). وأقول لعوائل الشهداء والنازحين والصامدين.. هذه المعركة ستصنع وجه المنطقة وأشرف معركة من العام 1948.