هل انتهى إيمانويل ماكرون؟!

كتب سمير سكاف في اللواء:

الزلزال الأوروبي ضرب المحرك الألماني - الفرنسي التقليدي في البرلمان الأوروبي مع المستشار أولاف شولتس وماكرون. أما رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني التي كرّرت فوزها في إيطاليا فستلعب دوراً أكبر في أوروبا.

«اليمين المتطرف» في أوروبا قد يصبح هو اليمين «الجديد»، بخسارة فادحة للأحزاب اليمينية «التقليدية»! وهو بذلك، لن يعود «متطرفاً»!

40% في فرنسا في الانتخابات الأوروبية يعتبرون «متطرفين»! ولكن الواقع هو أن هؤلاء قد رفضوا خيارات الرئيس إيمانويل ماكرون «المتطرفة»! 

أكثر من 85% من الفرنسيين سحبوا الثقة من ماكرون. وهم صوّتوا في الانتخابات الأوروبية في فرنسا ضد خيارات ماكرون التي اعتبروها كارثية؛ من اختيار رؤساء الحكومة والوزراء السيّئين وقليلي الخبرة، الى السياسات الداخلية وتراجع التقديمات الاجتماعية وزيادة الغلاء وارتفاع فواتير الكهرباء وخسارة الغاز الروسي...

وكانت الخيارات الخارجية كارثية بدورها! من خسارة كل الأصدقاء الأفارقة، الى فشل الاتحاد الأوروبي، الى خيارات الحرب ضد روسيا والى دعم أوكرانيا، والى مساندة إسرائيل في الحرب على غزة..!

وقد يكون أبرز الأسئلة السياسية الأوروبية اليوم هو أي رئيس جديد للحكومة في فرنسا؟! إذ على الأرجح سينتظر الرئيس ماكرون نتيجة الانتخابات النيابية بعد شهر لمعرفة ما إذا كان قادراً على «حياكة» تحالف يساري - وسطي مقابل لوبان وابنة أختها، وسط تراجع الجمهوريين الى حوالى 7 - 8% فقط!

بين كأس جان لوك ميلينشون المُرّة وبين علقم مارين لوبان انتهى عهد إيمانويل ماكرون السياسي قبل أوانه!

أوروبياً، ليس هناك خطر عودة للنازية. ولكن هناك إعادة خلط للأوراق، التي ستقوم على رفض اللحاق بالخيارات الأميركية «عالعميانة». وأبرز التطورات في المواقف ستكون في الحروب الجارية وفي تبدّل في مواقف الاتحاد الأوروبي، وفي الخيارات الاقتصادية وفي زيادة السياسات القومية ورفض المهاجرين.

في موضوع الخيارات عامة هناك مقولة فرنسية تنطبق أيضاً على السياسات الفرنسية والأوروبية:

‏On peut tout faire mais pas n`importe quoi! 

وماكرون وأصدقاؤه الأوروبيون يدفعون فاتورة الـ n`importe quoi!

  • A-
  • A+

© Lebanese Citizens News. All rights reserved.