.jpeg)
ونقلت صحيفة "لوموند" الفرنسية تصريحات الناطق باسم الحكومة الإسرائيلية ضمن تقرير موسع عن كيفية انتشار تلك الشائعة، مضيفة أن تل أبيب لم تفعل شيئاً لمحاربة المعلومات المضللة بل حاولت في كثير من الأحيان استغلالها بدلاً من إنكارها.
وبعد هجوم "حماس" الذي أدى لمقتل نحو 1200 شخص، انتشرت صور مروعة لما جرى في مواقع التواصل ووسائل الإعلام حول العالم. وانتشرت معها شهادات غير دقيقة أيضاً من بينها شائعة نالت اهتماماً أوسع من غيرها، لحديثها عن العثور على 40 طفلاً مقطوعي الرأس في كيوبتس. ووصلت القصة إلى البيت الأبيض التي ذكرها في تصريحات رسمية للتنديد بما قام به مسلحو "حماس".
وبحسب "لوموند" فإن مقتل 38 قاصراً في تلك الليلة من بينهم رضيعان على أيدي مسلحي "حماس" لم يصل إلى حد قطع رؤوسهم. ولم يتم تأكيد تلك الجزئية في أي مكان على الإطلاق بحسب المكتب الصحافي للحكومة الإسرائيلية. ويظهر التحقيق في القصة كيف تنتشر الشائعات بمزيج من العاطفة والارتباك والمبالغة، فيما استفادت تل أبيب من الشائعة وقامت بتأجيج الاتهامات بدل نفيها مبكراً.
وبعد ثلاثة أيام من هجوم "حماس" دعا الجيش الإسرائيلي عشرات الصحافيين والمراسلين الأجانب، بما في ذلك مراسل "لوموند" في القدس صامويل فوري، إلى كيوبتس وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي والمنظم المشارك للزيارة ريتشارد هيشتيريد أن الحدث "أظهر للصحافة العالمية أن ما حدث غير مسبوق".
ولم يستعد الجيش الإسرائيلي المنطقة إلا قبل ساعات قليلة من الزيارة، وكانت الجثث منتشرة في كل مكان: ضحايا إسرائيليون ملفوفون في أكياس الجثث، ومقاتلو "حماس" ممددون حيث سقطوا قتلى، ورائحة الموت كانت في الأجواء.
وتحدث فوري عن الزيارة وكيف كان رؤساؤه يسألونه إن رأى فيها أطفالاً مقطوعي الرؤوس. وذكر أنه شاهد تلك المعلومات عبر شبكات التواصل الاجتماعي فقط، من دون إمكانية التأكد منها، كما لم يتحدث أي من الجنود الإسرائيليين الستة الذين التقى بهم، عن الموضوع. فيما لم يتم توثيق القصة بالفيديو رغم أن ذلك كان ممكناً.
واتصل فوري بمنظمتين للإسعافات الأولية تم نشرهما أثناء الهجوم. ولم يذكر أحد من العاملين فيهما قطع رؤوس الأطفال، من دون نفي القصة أيضاً. وحتى 11 تشرين الأول/أكتوبر قال فوري أنه لم يكن قادراً على تأكيد الشائعة، لكن للأسف فإن الصورة القوية لها أسبقية على الواقع، وهو ما يحدث عند انتشار الشائعات.
المصدر: المدن