هل نضجت "طبخة" الرئاسة أم بعد؟

أكرم حمدان-خاص Lebanese Citizens

لا تُوحي حركة المشاورات واللقاءات والإتصالات التي تجري على صعيد ملف إستحقاق رئاسة الجمهورية، بأن "الطبخة قد إستوت"، بشهادة الطباخين انفسهم وامهرهم وأكثرهم دراية وحنكة ، اي رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي قال بعد آخر لقاء مع سفراء اللجنة الخماسية ، بأن إنتخابات الرئاسة ليست ناضجة بعد ولم تنضج كفاية.
كلام بري أُتبع بإشارات تؤكد عدم النضوج، ومنها أن السفراء لم يطلبوا مثلا من رئيس المجلس،توجيه دعوة إلى جلسة الإنتخاب، وأن الإجتماع إقتصرعلى الخوض في موضوع الحوار.
وموضوع الحوارالذي دارالبحث فيه وحوله، هو نفسه كان محور النقاش والبحث بين بري ووفد كتلة "الإعتدال الوطني" النيابية التي عملت على مبادرة، عسى أن تساهم في إيجاد خرق في ملف الرئاسة. 
وما بين "الإعتدال" و"الخماسية" كانت الأسئلة والإستفسارات هي نفسها، تدور حول طبيعة الحوار ومن سيوجه الدعوة لهذا الحوار ومن سيديره أو يترأسه؟ وكالعادة تأتي المواقف والتصريحات العلنية لتتحدث عن تقدم وإيجابية وخطوات يُمكن البناء عليها كما فعل السفير المصري في لبنان علاء موسى .
لكن العارفين والعالمين بخفايا الأمور، كلهم يُدركون بأن كل ما يجري ليس سوى تقطيع للوقت بإنتظار "نضوج الطبخة" أوالتسوية الرئاسية التي يبدوأنها لا زالت بعيدة.
فالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يسعى منذ اللقاء الذي جمعه ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في باريس ، لإيجاد تسوية للحرب الدائرة في جنوب لبنان بالتنسيق مع الأميركيين، لعل ذلك يُساهم في فصل الوضع اللبناني عما يجري في غزة من حرب إبادة وتدمير وتجويع، وبالتالي إمكانية إيجاد خرق في الملف الرئاسي إنطلاقاً من تسوية الوضع على الحدود الجنوبية.
وقد برزت هذه المحاولات من خلال الإتصال الهاتفي الذي أجراه ماكرون مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، ووجّه إليه دعوة لزيارة باريس، لكن الأخيرإعتذر عن عدم تمكنه من السفرإلتزاماً منه بعدم السفر إلى خارج لبنان قبل إنتخاب رئيس للجمهورية، علما أن بري كان سبق وقال بأنه مستعد للذهاب إلى أي مكان من أجل مصلحة لبنان وحل معضلة إنتخاب رئيس للجمهورية.
ويأتي الإعتذارعن تلبية الدعوة الفرنسية كتأكيد غضافي بأن التسوية الرئاسية لم يحن موعدها بعد.
وما يؤكد هذا التوجه أيضاً إنهاء مبادرة كتلة "الإعتدال الوطني" النيابية ، التي أجرت جولة أخيرة من المشاورات مع القيادات ورؤساء الكتل الكبرى الأساسية في البرلمان، وقدمت كشفاً للرأي العام اللبناني بما عرضته، مع خلاصة تُفيد بانها تلتقي مع اللجنة الخماسية الدولية وأن الموضوع الرئاسي يبدوأنه دوليا عطفاً على طبيعة العلاقات القائمة بين أحزاب عدة مع الخارج، وبالتالي قد يكون التوقيت غيرمناسب للبعض، على الرغم من الحديث أو الإيحاء بأن هناك ضغطًا فرنسيًا أميركيًا مزدوجا لتحقيق خرق في الملف الرئاسي .
في المحصلة،لايبدوأن "الطبخة قد إستوت"أونضجت بإنتظارالمزيد من القتل والتدميروالخراب الذي تشهده غزة وفلسطين وجنوب لبنان، وعسى أن لا تكون بإنتظارمن سيفوز في الإنتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأميركية، جوبايدن أودونالد ترامب. 

  • A-
  • A+

© Lebanese Citizens News. All rights reserved.