-->

صمود الجنوب: بين هدير الطائرات والقلق المستمر

 أحمد الخليلي- خاص Lebanese Citizens 


"تعودنا"... تُلخص هذه الكلمة واقعًا مريرًا يعيشه معظم أهالي الجنوب يوميًا، حيث يُعتاد صوت الغارات الإسرائيلية وتحليق الطائرات الحربية على ارتفاع منخفض كل يوم، ويشهدون تكرار خرق جدار الصوت، الذي أصبح وسيلة جديدة يتبعها العدو الإسرائيلي إلى زيادة مستويات التوتر والقلق بين السكان، مما يؤثر على صحتهم النفسية.

"عم يتسلو" هذا ما قاله المواطن إبراهيم حمادة بحسرة، لأن السبب يرجع إلى غياب دور الدولة وذلك لأنها محكومة من مئة شخص بحسب قوله، والكل منهم يهتم فقط بكيفية المحافظة على منصبه متجاهلا سيادة الوطن، وأن المقاومة تقوم بدورها، لكن هذا الأمر يقع على مسؤولية الدولة الغائبة مما يسمح للعدو الاسرائيلي استباحة سمائنا.

وفي الأيام الماضية كثّف العدو الاسرائيلي من الخروقات اليومية المعتادة، حيث تشهد مناطق عديدة في لبنان تحليقا للمسيرات وعلى علو منخفض لفترات زمنية طويلة، يمكن سماع صوت المسيرات بشكل واضح في كافة أرجاء القرى والبلدات الجنوبية، وأفاض العدو في الأيام الأخيرة من تحليق المسيرات تحديداً في مدينة صيدا وإقليم الخروب مما أثار الهلع بين المواطنين خوفاً من استهدافات جديدة قد ينفذها العدو الاسرائيلي في الأيام المقبلة.

تعاني الحاجة أم محمد وهي من سكان الإقليم من صداع مستمر، جراء صوت تحليق المسيرة على مدار اليوم، وتؤكد على أن الوضع الأمني اليوم يعتبر أصعب من أيام حرب تموز، لأن العدو الاسرائيلي يحاول اتباع كافة الطرق لإخافة المواطنين.

فيما يؤكد المواطن ع.ج. أن العدو الاسرائيلي يحاول بثّ الذعر في قلوب اللبنانيين نظراً لأنه في حالة إرباك وضعف جراء الضربات التي يتلقاها من المقاومة الإسلامية ونتيجة عدم تحقيق تقدم في غزة، لذلك يلجأ إلى اتباع أسلوب التخويف والترهيب، إلا أن اللبنانيين قادرين على الصمود في وجه أي إعتداء.

تظهر المجتمعات في جنوب لبنان قدرة على التكيف والصمود في وجه التحديات، واستكمال حياتهم اليومية على الرغم من الظروف الصعبة. يشعر سكان مدينة صيدا وجوارها بالقلق من احتمالية تعرض مدينتهم لهجوم من قبل الجيش الإسرائيلي، خاصة بعد تصاعد الهجمات على مناطق مختلفة في لبنان، بما في ذلك البقاع وبعلبك والغازية والنبطية وإقليم الخروب.

تحمل الحروب والصراعات العديد من الآثار السلبية على الشعوب، وتصبح الحرب النفسية جزءًا مؤلمًا من تلك الآثار، مع زيادة الضغوط النفسية المؤلمة، وخصوصاً في ظل التهديدات المستمرة من الغارات وتحليق الطائرات. يجب تكثيف الجهود المجتمعية المحلية والدولية لتقديم الدعم النفسي والمادي لسكان جنوب لبنان، وتخفيف معاناتهم وتعزيز قدرتهم على التكيف مع التحديات الراهنة. 



أحدث أقدم